رشيد باركزاي
أفغاني متعلم يعمل حماًال في باكستان
قبل ثالث سنوات جاء رشيد باركزاي من العاصمة األفغانية كابول إلى باكستان بسبب الوضع األمني الهش واملتردي في بالده حينها. وهو تطلع إلى تحسن الـوضـع فـي أفغانستان مـع وصــول حركة «طـالـبـان» إلــى الحكم فـي أغسطس/ آب ،2021 لكنه استمر مترديًا في كل املجاالت، فبقي في باكستان رغم صعوبة الحياة واملشاكل الكثيرة التي يواجهها مع أسرته. ولــد رشيد في كـابـول، وتخصص في التجارة في جامعة خاصة، وأمــل في أن يواصل الدراسة، لكن األحوال املعيشية واألمنية منعته من ذلك، ما أجبره على املغادرة، لكنه ما زال يأمل في العودة ومواصلة دراسته، في حني أن هذه الفرصة غير متاحة حـالـيـًا، وقــد تستمر هــذه الـحـال فـي الـسـنـوات الـقـادمـة، لــذا يفضل الزواج، وهو ما يريده والداه، يقول لـ «العربي الجديد»: «أحلم بأن أكمل الدراسة وأحصل على شهادة ماجستير وربما دكتوراه، ثم أفكر بالزواج، وهو أمر صعب حاليًا في ظل كسبنا قوتنا اليومي فقط». ورغم أنه متعلم، يعمل رشيد حماال في شركة خاصة بباكستان، ألنه ال يستطيع رفض أي عمل يجلب له الرزق، وهو يتقاضى راتبًا قدره 18500 روبية باكستانية 81.78( دوالرًا)، كما يعمل شقيقاه اآلخــران، أما أخواته الثالث فيالزمن املنزل، وهن لسن متزوجات وال يعملن، على غرار والده فريد الذي يبلغ الـ45 من العمر، لكنه مريض بالسكري وضغط الدم. وفي ديار الغربة بباكستان ثمة مشاكل كثيرة، أهمها عدم امتالك العائلة عالقات تسمح ربما بحصولها على بعض املـسـاعـدات وبينها توفير أعـمـال للشبان، وتجنب مواجهة مشاكل، مثل التعرض ملالحقات أجهزة األمـن والشرطة التي تكثر ضد الالجئني األفغان تحديدًا. ويقول فريد إن «الوضع في أفغانستان غير مستقر كي نتخذ قرار العودة وننفذه، كما أن الحصول على عمل دائم ومستقر أمر صعب في باكستان، لذا نقبل أي عمل نجده مهما بلغت درجة صعوبته، فمن دون عمل ال يمكن تيسير أمور املنزل وتوفير احتياجاته». ويعيش أفراد عائلة باركزاي في منزل مستأجر في باكستان، في حني يملكون مـنـزال بحالة جيدة فـي العاصمة األفغانية كــابــول، اضــطــروا إلــى تركه بسبب الوضع األمني، وهم يريدون العودة اآلن إلى بلدهم، لكنهم ال يستطيعون ذلك ألن الوضع االقتصادي هش والبطالة مستشرية، وال فرص للعمل هناك، رغم أنهم يعلمون جيدًا أن مستقبلهم ليس في باكستان، كما يقول رشيد، موضحًا أنه «يصعب العيش بعيدًا عن أفغانستان، كما يصح القول إنه ال سبيل للعيش بطريقة جيدة ومثالية في الغربة أصال».