اجتماع وزراء الخارجية العرب في طرابلس: حضور خجول
تغيب عدد كبير من وزراء الخارجية العرب عن االجتماع التشاوري الذي استضافته العاصمة الليبية طرابلس أمس األحد، لوزراء الخارجية العرب
استضافت العاصمة الليبية طرابلس، أمــس األحـــد، اجتماعًا تـشـاوريـًا لـــوزراء الــــخــــارجــــيــــة الــــــعــــــرب، تــــرأســــتــــه وزيــــــرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجالء املنقوش، بحضور عـدد قــلــيــل مـــن وزراء الـــخـــارجـــيـــة الـــعـــرب أو ممثلني عنهم، فيما غابت أغلب الــدول العربية وامتنعت عن أي تمثيل. ويأتي هـــذا الــغــيــاب، الــــذي شــمــل أيــضــًا األمـــني العام لجامعة الـدول العربية أحمد أبو الـــغـــيـــط، فـــي ظــــل وجـــــود حــكــومــتــني في لــيــبــيــا، حــكــومــة الــــوحــــدة بـــرئـــاســـة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة املكلفة من مجلس النواب برئاسة فنحي باشاغا. ومـــــن أبــــــرز الــــــــدول الـــتـــي غــــابــــت، مـصـر والــســعــوديــة واإلمــــــــارات، الــتــي خـصـهـا أمـس باشاغا بالشكر لعدم حضورها، مـــعـــتـــبـــرًا أن االجــــتــــمــــاع «مــــحــــاولــــة مـن حـكـومـة الــوحــدة لــالدعــاء بـأنـهـا الجهة املــعــتــرف بـهـا دولـــيـــًا»، بـحـسـب تـدويـنـة لــه عـلـى حـسـابـه فــي مـوقـع «فـيـسـبـوك». وحـتـى عصر أمـــس، لــم يـصـدر أي بيان خـتـامـي عــن االجــتــمــاع، مــا عـكـس حجم الخالفات التي ظللت اللقاء في طرابلس. وتمثل التمثيل الـــوزاري فـي االجتماع بـــوزيـــر الـــخـــارجـــيـــة الـــجـــزائـــري رمــطــان العمامرة والتونسي عثمان الجرندي، كما حضر وزير الدولة القطري للشؤون الــخــارجــيــة سـلـطـان املــريــخــي. وأعـلـنـت الـسـفـارة الـسـودانـيـة فــي ليبيا حضور السفير إبراهيم محمد أحمد، بدل وزير الــخــارجــيــة الـــســـودانـــي عــلــي الـــصـــادق. كذلك حضر مندوب سلطنة عمان لدى الـجـامـعـة الـعـربـيـة، عـبـد الـلـه بــن ناصر بـــن مــســلــم، والـــقـــائـــم بـــأعـــمـــال الــســفــارة الفلسطينية في طرابلس محمد رحال، والـقـائـم بأعمال سـفـارة جــزر القمر في طرابلس أمير الفوندي. وعقد االجتماع بــحــضــور املــبــعــوث األمـــمـــي لـــدى ليبيا عبد الله باتيلي. وانتقدت وزيـــرة الخارجية فـي حكومة الــوحــدة نـجـالء املـنـقـوش، أمـــس، موقف األمـانـة العامة لجامعة الــدول العربية، مــعــتــبــرة أن األمــــانــــة «أقـــحـــمـــت نـفـسـهـا
بــــاالنــــحــــيــــاز الــــــواضــــــح إلحــــــــدى الـــــــدول الـعـربـيـة»، مـن دون أن تسميها. وقالت املنقوش، خالل مؤتمر صحافي عقدته في ختام االجتماع التشاوري الــوزاري الـــعـــربـــي، إن أمـــانـــة الــجــامــعــة «وضــعــت شرطًا مخالفًا ملواثيق الجامعة، يقضي بضرورة موافقة 14 دولة على االجتماع الـــــــتـــــــشـــــــاوري»، واصــــــفــــــة هــــــــذا الــــشــــرط بــ«الـبـدعـة». وأكـــدت أن «لـوائـح وقوانني الجامعة ال تتضمن هذا الشرط»، متهمة أمــــانــــة الـــجـــامـــعـــة بـــــ«مــــحــــاولــــة تـعـطـيـل االجتماع في ليبيا». وأوضحت املنقوش أن «فكرة االجتماع الـــــتـــــشـــــاوري هـــــو لــــقــــاء عــــربــــي مــفــتــوح ومـــــرن، لـيـسـت لـــه ضـــوابـــط وال نــصــاب، الــــهــــدف مـــنـــه الـــتـــشـــاور تـــأكـــيـــدًا التـــفـــاق سابق لوزارة الخارجية العرب بتكثيف التشاور بني أعضاء الجامعة وتوحيد املـــوقـــف الـــعـــربـــي تـــجـــاه كـــافـــة الــقــضــايــا ذات االهـتـمـام املــشــتــرك». وأوضــحــت أن حكومتها أرســلــت «دعـــــوات لـكـل الـــدول قبل االجـتـمـاع، واستغربنا عــدم تلبية بعضها للدعوة». وفيما أشارت املنقوش إلى أن االجتماع التشاوري تدعو له الدولة التي تتولى رئـــــاســـــة مـــجـــلـــس الــــــــــــوزراء الـــــعـــــرب فــي الـجـامـعـة الــعــربــيــة، أضــافــت «تــشــاورنــا مع رئاسة الجامعة حول هذا االجتماع الــتــشــاوري ونسقنا حـولـه بـوقـت كــاف، وأكدنا ألمانة الجامعة أن هذا االجتماع لـيـس لـنـا فـقـط وال تـوجـد مــن ورائــــه أي أجــنــدة خــاصــة بـلـيـبـيـا، بــل هــو لجميع الدول العربية ملناقشة قضايا مشتركة». وشـــــددت عـلـى «حـــق ليبيا فــي رئــاســة» مجلس وزراء خارجية الـــدول العربية، واتهمت دول عربية لم تسمها، بالحديث بالوكالة عن ليبيا في أزمتها. وقالت إن «مشكلة امللف الليبي هو أنه ال يناقش بحضور الليبيني». وفي الشأن الليبي، دعــت املنقوش الـــدول العربية إلــى دعم جهود األمم املتحدة إلجراء االنتخابات في ليبيا، كما أعربت عن «إصرار حكومة الوحدة على دور الجامعة العربية، وال يمكن منعها من لعب دور إيجابي في إنهاء املرحلة االنتقالية»، بحسب وكالة األنباء الليبية «وال». وكانت املنقوش قد استهلت االجتماع بكلمة أشـــارت فيها إلــى افـتـقـاد ليبيا لـــلـــتـــضـــامـــن الـــــعـــــربـــــي مــــنــــذ ســـــنـــــوات. وذكـــــــــــرت املــــنــــقــــوش بـــاســـتـــقـــبـــال دول عـربـيـة الجـتـمـاعـات الـجـامـعـة العربية الــــتــــشــــاوريــــة رغـــــــم الــــتــــحــــديــــات الـــتـــي تواجهها، مستشهدة باجتماع بيروت (يوليو/ تموز املاضي)، ومبدية رفض طــــرابــــلــــس حــــصــــول «أي تـــمـــيـــيـــز بــني أعـــضـــاء الــجــامــعــة مـــن حــيــث الــحــقــوق والـواجـبـات أو تسييس قـواعـد العمل في الجامعة». مــن جـهـتـه، أشـــاد املـبـعـوث األمــمــي إلـى لــيــبــيــا، عــبــد الـــلـــه بــاتــيــلــي، بــاالجــتــمــاع الــعــربــي، مـعـتـبـرًا أنـــه يـعـبـر عـــن «إرادة عربية لدعم ليبيا في تجاوز أزمتها». وأكدت ممثلة االتحاد األفريقي وحيدة الـــعـــيـــاري عــلــى مـــواكـــبـــة االتــــحــــاد «لـكـل التطورات في ليبيا»، وأهمها بالنسبة إليه «ملف املصالحة الوطنية الشاملة».