Al Araby Al Jadeed

ترقب مصير أنبوب الغاز الجزائري مع تونس

- تونس ـ إيمان الحامدي

أثار اتفاق الطاقة الجديد بني الجزائر وإيطاليا تـــســـاؤ­الت تـونـسـيـة بــشــأن مـصـيـر أنــبــوب الـغـاز الـجـزائـر­ي العابر للتراب التونسي، بعد اتفاق جــزائــري إيطالي بـشـأن مـشـروع خـط أنابيب جـديـد يربط الـــجـــز­ائـــر بـــجـــزي­ـــرة ســـرديـــ­نـــيـــا اإليـــطــ­ـالـــيـــ­ة، ســيــنــق­ــل الـــغـــا­ز والهيدروجن­ي واألمونياك والطاقة الكهربائية. وجاء االتفاق الجديد في إطار محادثات أجراها الرئيس الجزائري عبد املجيد تبون بالقصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر، مع رئيسة الـــوزراء اإليطالية جورجيا ميلوني، الـتـي تـجـري زيـــارة غير مـحـددة املـــدة إلــى الــبــاد، وفــق ما بثه التلفزيون الرسمي الـجـزائـر­ي أول مـن أمــس اإلثنني. وتساءل تونسيون عن مآل أنبوب الطاقة العابر لألراضي التونسية، في ظل االتفاقات الجزائرية اإليطالية الجديدة، بعد أكثر من 4 عقود من استغاله لنقل الغاز الجزائري نحو إيطاليا. وقـــال خبير الطاقة التونسي عـمـاد الــدرويــ­ش إن الجزائر ســتــواصـ­ـل اســتــغــ­ال األنـــبــ­ـوب الــعــابـ­ـر لــلــتــر­اب الــتــونـ­ـســي،

مــؤكــدًا أن اإلعـــان عــن إحـــداث أنــبــوب نقل بـحـري جـديـد ال يتعدى إعان نوايا سياسية. وأفاد الدرويش في تصريح لـ «العربي الجديد» بأن مشروع األنبوب البحري لنقل الغاز الجزائري نحو سردينيا اإليطالية، أو ما يعرف بمشروع «قالزي»، يراوح مكانه منذ سنوات طويلة، مؤكدًا أن تنفيذه سيحتاج لـسـنـوات طـويـلـة وكـلـفـة عـالـيـة ملــد األنــابــ­يــب في البحر األبيض املتوسط. وأضاف خبير الطاقة أن الجزائر ستحتاج، فضا عن اإلمكانات الكبيرة لتنفيذ املشروع، إلى تطوير حقول استكشاف الغاز التي ستتطلب ما ال يقل عن 5 سنوات وفق تقديره. واعتبر املتحدث أن الحل األقل كلفة لنقل الغاز الجزائري نحو الضفة الشمالية للمتوسط يمر عبر تونس، وذلك الختصار املسافة والكلفة. وتتوقع تونس هـذا العام استخاص 1884 مليون دينار بــعــنــو­ان اإلتـــــا­وة املــوظــف­ــة عـلـى الــغــاز الطبيعي الــجــزائ­ــري الــعــابـ­ـر لـلـبـاد الـتـونـسـ­يـة عـلـى أســــاس كـمـيـات ستبلغ 25 مليار متر مكعب، وفق ما ورد في وثيقة املوازنة التونسية (الدوالر = نحو 3.1 دنانير). ومنذ ستينيات القرن املاضي تتيح تونس عبر أراضيها نقل الغاز الجزائري إلي إيطاليا، في إطار عقود االستغال املــبــرم­ــة مـــع شــركــة «إيـــنـــي». ويـــؤمـــ­ن أنـــبـــو­ب الـــغـــا­ز الـعـابـر األراضي التونسية املعروف بـ «خط األنابيب عبر املتوسط» وصول الغاز الطبيعي من الجزائر عبر تونس إلى صقلية، ثم إلى األراضي اإليطالية. ويمتد أنبوب نقل الغاز الجزائري 400 كلم داخل األراضي التونسية مـن الــحــدود التونسية الـجـزائـر­يـة إلــى سواحل الــهــوار­يــة شــمــاال، ومـكـن مــن نقل 12 مليار متر مكعب من الـــغـــا­ز الـطـبـيـع­ـي قــبــل .2015 وتــتــلــ­قــى تـــونـــس رســـــوم نقل بنسبة 5.25 - 6.75 باملائة من حجم الغاز املنقول. وتمثل اإلتــاوة املوظفة على أنبوب تصدير الغاز الجزائري نحو أوروبا عبر تونس أحد مصادر الدخل الذاتي غير الضريبة املــرســم­ــة فــي املـــوازن­ـــة، إذ تـضـبـط تـقـديـرات­ـهـا عـلـى أســاس كميات الغاز العابرة للباد التونسية. وفـي يناير/ كانون الثاني 2020 توصلت شركة الكهرباء والــــغــ­ــاز الــحــكــ­ومــيــة إلــــى اتـــفـــا­ق مـــع شـــركـــة «ســـونـــا­طـــراك» الجزائرية حـول عقد شــراء وبيع الغاز الطبيعي سيجرى بمقتضاه تـزويـد تـونـس بـالـغـاز الـجـزائـر­ي إلــى غـايـة عام ،2027 وذلــك في إطــار تمديد اتفاقية مبرمة بني الجانبني التونسي والجزائري منذ مارس/ آذار .1997

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar