مساعدات السعودية وقروضها لمن؟

قبل أيام بعثت السعودية برسالة قوية لحكومات الدول التي تتلقى مساعدات مالية، الرسالة تقول إنه ال شيكات على بياض في منح تلك املساعدات، وإن أيام املساعدات غير املشروطة ولت وانتهت، وإن هناك شروطًا يجب توافرها قبل ضخ أي أموال ومساعدات واستثمارات جديدة في شرايني اقتصاد وخزانة تلك الدول. وباملناسبة ليس املقصود هنا باملساعدات، املنح النقدية املجانية كما حدث مع دول منها مصر والبحرين وباكستان واملغرب واألردن، وإنما تمتد للقروض املباشرة والودائع املساندة التي تضاف الحتياطيات الدول من النقد األجنبي واالستثمارات املباشرة واملنح النفطية. الرسالة جاءت على لسان وزير املالية السعودي محمد جدعان، الذي قال إن «اململكة تغير طريقة تقديم املساعدات لحلفائها من تقديم منح مباشرة وودائع دون شروط. اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة دون شروط، ونحن نغير ذلك، كما نحث دول املنطقة على القيام بإصالحات». وفي حديثه لوكالة بلومبيرغ قبل أيام خص الوزير دولتني باالسم عندما تحدث عن مساعدات السعودية هما مصر وباكستان اللتان تعانيان من أزمة عملة حادة وشح في النقد األجنبي وزيادة أعباء الدين، وهو ما دفع حكومتي البلدين لالستنجاد بصندوق النقد والداعمني الرئيسيني ومنهم السعودية. وبحسب أرقام رسمية، فإن إجمالي املساعدات املقدمة من السعودية لدول العالم بلغ 84.9 مليار دوالر، وإن السعودية قدمت مساعدات ضخمة ملصر بمليارات الدوالرات في مرحلة ما بعد يوليو/ تموز ،2013 ما بني ودائع في البنك املركزي أحدثها 5 مليارات دوالر تم ضخها في مارس/آذار، ومنح نقدية ونفطية مجانية وقروض، وأخيرًا تعهد باستثمارات بقيمة 10 مليارات دوالر. تصريحات وزير املالية السعودي تطرح 3 أسئلة، األول، إلى أي دول وجه رسالته: اليمن، أم مصر وباكستان وسورية وفلسطني ولبنان، وهي أكثر الدول تلقيًا للمساعدات، أم تمتد لتشمل دوال أخرى منها البحرين والسودان واألردن واملغرب وتونس وغيرها؟ والثاني، عن أبرز اإلصالحات التي تطالب السعودية بتطبيقها، هل تمتد إلصالحات سياسية واقتصادية أم تقتصر على فنية؟ والثالث، هو عن توقيت تلك التصريحات، ولَم في هذا الوقت تحديدًا، هل بسبب الضغوط التي تمارسها حكومات بعض الدول على السعودية للحصول على مزيد من املساعدات النقدية، بخاصة مع ضخامة األموال املتدفقة على خزانة اململكة بسبب قفزات أسعار النفط؟ أم ألن اململكة كانت تراهن على لعب أموالها ومساعداتها دورًا في تنشيط اقتصادات هذه الدول وخسرت الرهان؟