من التطبيق إلى المستشفى
بــعــيــدًا عـــن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة األمــيــركــيــة، يتخوف مسؤولون حول العالم من تحديات تـنـتـشـر عــلــى تـطـبـيـق تــيــك تــــوك، وبعضها قد يـودي بحياة املشاركن فيها، وتحديدًا بن صغار السن. األسبوع املاضي، حـذرت السلطات املكسيكية من أخطار تحد رائج عبر منصة تيك توك، تسبب في تسمم عدد من التالميذ، عقب تناولهم نوعا من األدوية. ويتمثل التحدي الذي ينضوي تحت هدف «مـــــن يـــنـــام آخـــــرًا يـــفـــوز» فـــي مـــحـــاولـــة بـقـاء األشخاص مستيقظن، بعد تناولهم عقار كـلـونـازيـبـام الـــذي يـسـتـخـدم عـــادة ملعالجة نــوبــات الــصــرع أو الـهـلـع أو الـقـلـق املــفــرط. ويشكل النعاس أحد اآلثار الجانبية للدواء. وأشارت هيئة السالمة العامة في العاصمة إلـــى أن عـنـاصـر اإلســـعـــاف عـالـجـت خمسة قــاصــريــن تـــعـــرضـــوا لـلـتـسـمـم داخــــل إحـــدى مــــدارس مكسيكو. وأبــلــغــت سـلـطـات واليــة نــويــفــو لـــيـــون الــشــمــالــيــة عـــن ثــــالث حـــاالت مماثلة سجلت فيها. ولـم يصب أي تلميذ بـأعـراض خـطـرة. وقـالـت وزيـــرة الصحة في نويفو ليون أملــا روســـا: «لـأسـف، غالبا ما تتسبب التحديات التي تنتشر عبر شبكات الــتــواصــل االجــتــمــاعــي فـــي تـعـريـض صحة اآلخرين للخطر». وانـتـشـرت عبر «تـيـك تـــوك» مقاطع فيديو عـــدة، تظهر أشـخـاصـا يـــصـــورون أنفسهم وهــم يـتـنـاولـون الـعـقـار ويـنـتـظـرون نتائج ذلــــــك. إال أن مــســتــخــدمــن آخــــريــــن نـــشـــروا مــقــاطــع فــيــديــو حــــــذروا فـيـهـا مـــن خــطــورة التحدي الذي سبق أن انتشر في تشيلي. وفــي إنـدونـيـسـيـا، األســبــوع املــاضــي أيضا، تــعــرض أكــثــر مــن 20 طــفــال إلصـــابـــات، بعد
مــشــاركــتــهــم فــــي تـــحـــدي «أنــــفــــاس الــتــنــن» عــــلــــى «تــــيـــــك تـــــــــوك» الـــــــــذي يـــتـــطـــلـــب مــنــهــم تـــصـــويـــر أنــفــســهــم وهـــــم يــلــتــهــمــون حــلــوى مليئة بالنيتروجن السائل، يطلق عليها اســـم «شيكيبوليس» .)chikibulis( وجـــراء املــشــاركــة فـــي هـــذا الــتــحــدي، أصــيــب بعض األطفال بحروق في املعدة وبتسمم غذائي. وحــذرت الحكومة اإلندونيسية من أخطار استخدام النيتروجن السائل في األطعمة.
تحديات عدة عبر «تيك توك» تنتهي بإصابة المشاركين فيها
ونقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن الباحث في األمن الصحي، ديكي بوديمان، أن الـــنـــيـــتـــروجـــن الـــســـائـــل يــجــعــل الــوجــبــة الــخــفــيــفــة تـــبـــدو وكــــــأن الـــــدخـــــان يــتــصــاعــد منها عند استهالكها. لكنه حذر من أنه إذا استهلكها اإلنسان قبل تبخر النيتروجن الــــســــائــــل، فـــهـــنـــاك احـــتـــمـــال حــــــدوث حــــروق وثقوب في األمعاء، وفي الحاالت القصوى يمكن أن تـــؤدي إلــى الــوفــاة. وقـــال املـسـؤول
فـــي وزارة الــصــحــة اإلنــدونــيــســيــة مـاكـسـي راين روندونوو، في بيان، إن حروق الجلد وصـــعـــوبـــات الـتـنـفـس الـــحـــادة مـــن املـخـاطـر املـحـتـمـلـة األخـــــرى لــهــذا الـــتـــحـــدي. وأفــــادت الــــــوزارة بــــأن نــحــو 25 طــفــال أصــيــبــوا، وأن اثنن منهم في املستشفى. ولفت بوديمان إلى أن عدد األطفال املصابن يمكن أن يكون أعــلــى مــن ذلـــك بـكـثـيـر. وطـلـبـت الــــــوزارة من الـــوكـــاالت الـصـحـيـة املـحـلـيـة اإلشـــــراف على املطاعم التي تستخدم النيتروجن السائل، مـــع اطــالعــهــا عــلــى ضــمــانــات األمـــــان أثــنــاء االســـتـــهـــالك. ونــصــحــت الـــبـــاعـــة املــتــجــولــن بعدم بيع مثل هذه الوجبات الخفيفة على اإلطالق، وطلبت من املدارس توعية األطفال بــمــخــاطــرهــا. إلــــى ذلـــــك، وجــــد بــاحــثــون في مركز مكافحة الكراهية الرقمية غير الربحي أن خـــوارزمـــيـــات «تــيــك تــــوك» تــــروج مقاطع مصورة حول إيذاء الذات واضطرابات األكل للمراهقن املعرضن للخطر. وأنــــشــــأ الـــبـــاحـــثـــون حـــســـابـــات «تـــيـــك تــــوك» لشخصيات مـراهـقـة خـيـالـيـة فــي الــواليــات املتحدة واململكة املتحدة وكندا وأستراليا، ثـــم قـــامـــوا «بــــاإلعــــجــــاب» بــمــقــاطــع مــصــورة حـــــول إيــــــــذاء الـــنـــفـــس واضـــــطـــــرابـــــات األكـــــل، ملعرفة كيفية استجابة خـوارزمـيـة املنصة. في غضون دقائق، بـدأت املنصة التي تلقى رواجا واسعا توصي بمقاطع مصورة حول فقدان الوزن وإيذاء النفس، بما في ذلك تلك التي تعرض صــورًا لنماذج وأنـــواع أجسام مثالية، وصورًا لشفرات الحالقة، ومناقشات حول االنتحار. وقال املدير التنفيذي للمركز، عمران أحمد، إن «األمر يشبه أن تكون عالقا فــي قـاعـة فيها مــرايــا مشوهة حيث يجرى إخــبــارك باستمرار بـأنـك قبيح، وأنـــك لست جيدًا بما يكفي، وربما عليك قتل نفسك».