غروسي: إيران قادرة على صنع أسلحة نووية
لــم يـكـد يــمــر يــومــان عـلـى فـــرض االتــحــاد األوروبــــــــــي واملـــمـــلـــكـــة املـــتـــحـــدة عــقــوبــات جـــــديـــــدة عـــلـــى إيـــــــــــران، حــــتــــى جــــــاء الـــــرد اإليراني من خالل إعالن وزارة الخارجية اإليـــرانـــيـــة، فـــي بــيــان أمـــس األربــــعــــاء، عن فــرض عـقـوبـات جــديــدة على 25 شخصًا وكـــيـــانـــًا مـــن االتــــحــــاد األوروبـــــــي وتـسـعـة مـــن املـمـلـكـة املــتــحــدة. هـــذا الـتـصـعـيـد في اسـتـخـدام الـعـقـوبـات قابله إعـــالن رئيس منظمة الــطــاقــة الـــذريـــة اإليــرانــيــة محمد إســــــالمــــــي، لـــلـــصـــحـــافـــيـــن عــــلــــى هـــامـــش جلسة ملجلس الوزراء أمس، البدء بإجراء ترتيبات لـزيـارة يجريها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الـذريـة رافائيل غروسي إلــــى طـــهـــران فـــي فـــبـــرايـــر/شـــبـــاط املــقــبــل، حـــســـب وكـــــالـــــة «مـــــهـــــر» املـــحـــلـــيـــة، وســـط تـــحـــذيـــرات األخــــيــــر مــــن أن إيـــــــران لـديـهـا حاليًا ما يكفي من املــواد لصنع عدد من األسلحة النووية. وأشـــــــار رئـــيـــس مــنــظــمــة الـــطـــاقـــة الـــذريـــة اإليرانية محمد إسالمي إلـى أن عالقات بــالده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ســـتـــســـتـــمـــر. كــــمــــا أكـــــــد أن «الـــتـــرتـــيـــبـــات الخاصة بزيارة غروسي إلى طهران على جدول األعمال، وتجري متابعتها». ونوه املسؤول اإليراني إلى أن «بالده أصبحت في الوقت الراهن من بن أكبر 5 منتجن لـــأدويـــة اإلشــعــاعــيــة فـــي الـــعـــالـــم». ولـفـت إسالمي إلـى أن «األدويـــة املشعة املنتجة مــحــلــيــًا لـــهـــا فـــعـــالـــيـــة أعـــلـــى مــــن األدويــــــة املستخدمة في عالج السرطان». وتـــــأتـــــي زيـــــــــارة غـــــروســـــي فـــيـــمـــا ال تـــــزال مـــــفـــــاوضـــــات إحــــــيــــــاء االتـــــــفـــــــاق الـــــنـــــووي متوقفة. من ناحيته، أكد غروسي، للنواب األوروبــــيــــن أول مـــن أمــــس الـــثـــالثـــاء، أنـــه يــعــتــزم الــتــوجــه إلـــى إيـــــران الـشــهــر املقبل إلجــــــــــراء مـــــحـــــادثـــــات «تــــشــــتــــد الــــحــــاجــــة» إلــــيــــهــــا، لـــحـــمـــل طــــهــــران عـــلـــى اســتــئــنــاف التعاون بشأن أنشطتها النووية. وأشار إلــــى «الـــجـــمـــود الــكــبــيــر، الـكـبـيـر جــــدًا» في املـــفـــاوضـــات الــهــادفــة إلـــى إحـــيـــاء االتــفــاق الــنــووي. ولفت إلــى أن تـراجـع طـهـران عن االتـــفـــاق، بـمـا فــي ذلـــك فصلها 27 كاميرا تـابـعـة لـلـوكـالـة تــراقــب مـواقـعـهـا الـنـوويـة املعلنة، يعني أن الوكالة الدولية لم تعد تراقب بشكل فعال برنامج طهران النووي. وشـــدد غــروســي عـلـى أن الــوكــالــة لــم تعد قــــادرة عـلـى مـراقـبـة مــا يــجــري «مــنــذ عـام عـلـى األقــــل»، مـعـربـًا عــن أمـلـه فــي «إحـــراز بــعــض الـــتـــقـــدم» فـــي اســـتـــعـــادة الــتــعــاون اإليــرانــي مــع وكـالـتـه خــالل زيــارتــه. وأكــد أن مخزون إيــران املتزايد من اليورانيوم املـخـصـب يثير الـقـلـق. وأوضــــح أن إيـــران جــمــعــت «مـــــا يــكــفــي مــــن املـــــــواد الـــنـــوويـــة لصنع عدد من األسلحة النووية، وليس سـالحـًا واحـــدًا فــي هــذه املــرحــلــة». وأشــار إلــى أن لــدى طـهـران الـيـوم 70 كيلوغرامًا من اليورانيوم املخصب بدرجة نقاء 60 فـي املـائـة، 1000و كيلوغرام بـدرجـة نقاء 20 فــي املـــائـــة. مــع اإلشـــــارة إلـــى أن صنع ســالح نـــووي يتطلب بـلـوغ درجـــة النقاء نحو 90 في املائة. كما لفت غروسي إلى أن حــيــازة اإليــرانــيــن مـخـزونـًا كـبـيـرًا من اليورانيوم املخصب «ال تعني أن لديهم سالحًا نوويًا»، فصنع قنبلة ذرية يتطلب التصميم واالخــتــبــار. وأكـــد أنـــه ال يقول «ذلـــك مستحيل. وال أقـــول إنــنــا يـجـب أن نشعر بالرضا». في غضون ذلـك، اتهمت إيــران األشخاص والكيانات الذين أدرجتهم على الئحتها لـلـعـقـوبـات «بـــدعـــم اإلرهــــــاب والــجــمــاعــات اإلرهابية». كما اتهمتهم «بتشجيع العنف ضـــد الــشــعــب اإليــــرانــــي ونـــشـــر مـعـلـومـات خاطئة عن إيران». وتضم قائمة العقوبات اإليـرانـيـة الـجـديـدة ثمانية فرنسين، من بينهم رئيسة بلدية بــاريــس االشتراكية آن هـيـدالـغـو، والــنــائــب الـبـرملـانـي السابق جيلبير ميتيران، نجل الرئيس الفرنسي األســـبـــق فـــرانـــســـوا مـــيـــتـــيـــران. كــمــا تشمل ثالثة مديرين في مجلة شارلي إيبدو التي سبق إدراجها ككيان في حزمة العقوبات الـــســـابـــقـــة. ومــــــن بــــن الـــكـــيـــانـــات الـــثـــالثـــة املـسـتـهـدفـة «راديـــــو جـــي» ومـــقـــره فـرنـسـا، ومجموعة «أصدقاء إسرائيل األوروبين» املـكـونـة مــن نـــواب فــي الــبــرملــان األوروبــــي. وتضم القائمة أيضًا أسماء ستة أعضاء حــالــيــن وعــضــويــن ســابــقــن فـــي الــبــرملــان األوروبي، إضافة إلى السويدي الدنماركي راســــمــــوس بــــالــــودان الـــــذي أحـــــرق الـسـبـت املـاضـي نسخة مـن املصحف فـي السويد.