Al Araby Al Jadeed

جريمة بال مذنبين

انقالب على القاضي البيطار لمنع التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت

- بيروت ـ ريتا الجمال

لــــــم يـــــمـــ­ــر قـــــــــ­رار املــــحــ­ــقــــق الـــعـــد­لـــي بــانــفــ­جــار مـــرفـــأ بـــيـــرو­ت الــقــاضـ­ـي طـــارق البيطار استئناف مهامه، عــلــى الـــرغـــ­م مـــن كــــف يــــده «مـــؤقـــت­ـــًا» مــنــذ 23 ديسمبر/ كانون األول ،2021 من دون رد فعل مـن الـقـوى السياسية والقضائية املعترضة على عمله، خصوصًا أنه وسع دائرة معركته فـــي املــلــف عــلــى جـبـهـتـي الــقــضــ­اء واملـنـظـو­مـة التقليدية بأركانها من سياسيني وأمنيني، ما فتح الباب أمام إعادة التهويل بسيناريوها­ت الفوضى والتوترات األمنية. وعـــمـــد الـــنـــا­ئـــب الـــعـــا­م الــتــمــ­يــيــزي فـــي لــبــنــا­ن، الــقــاضـ­ـي غـــســـان عــــويـــ­ـدات، وهــــو أحــــد الــذيــن استدعاهم البيطار، أمس األربعاء، إلى إصدار قــــرار بــإخــاء سـبـيـل جـمـيـع املــوقــو­فــني بملف انـفـجـار مــرفــأ بــيــروت مــن دون اسـتـثـنـا­ء، مع منعهم من السفر وجعلهم بتصرف املجلس الــعــدلـ­ـي فـــي حــــال انـــعـــق­ـــاده، عـلـمـًا أن املـحـقـق العدلي القاضي طـارق البيطار كان قد وافق فقط على إخاء سبيل 5 موقوفني. كذلك ادعى عـــويـــد­ات عـلـى الــقــاضـ­ـي الـبـيـطـا­ر ومـنـعـه من الـسـفـر، فـي قــراريــن، سـارعـت أوســـاط متابعة للملف إلى وضعهما في خانة «االنقاب على التحقيق». مع العلم أن عويدات كان قد تنحى عن النظر في امللف، لصلة القرابة التي تربطه بالنائب غازي زعيتر (ينتمي إلى حركة أمل بزعامة رئيس البرملان نبيه بري)، أحد املدعى عليهم بالقضية. واستند عويدات، وفق كتاب ســـرب لوسائل اإلعـــام، بـقـراره تخلية سبيل املوقوفني، إلى «كون املحقق العدلي القاضي طارق البيطار املكفوفة يده في قضية انفجار مرفأ بيروت اعتبر نفسه مولجًا بصاحيات الــنــائـ­ـب الــعــام لـــدى محكمة التمييز التـخـاذ مــا يـــراه مناسبًا مــن إجــــــرا­ءات، فـيـكـون بذلك قد استقى صاحياته وسلطته من الهيئات القضائية جمعاء، وبما أن هذا األمر ينسحب أيضًا على النيابة العامة التمييزية فيسري على األصل أيضًا، وبما أن كف اليد يبقي امللف بدون قاض للنظر في طلبات إخاء املوقوفني فـيـه مـنـذ أكـثـر مــن ســنــة». وســارعــت األجـهـزة األمـــنــ­ـيـــة املــعــنـ­ـيــة إلـــــى تــنــفــي­ــذ قــــــرار عـــويـــد­ات وإخــــاء سبيل املــوقــو­فــني فــي انـفـجـار املــرفــأ، بينما رفضت النيابة العامة التمييزية تنفيذ قرارات املحقق العدلي املتصلة باالدعاء على 8 شخصيات وتبليغهم مـواعـيـد الجلسات عبر األجهزة املختصة. من جهته، أكد البيطار، في حديث مع «العربي الجديد»، أمـس األربـعـاء، أنـه مستمر بتحمل مسؤولياته لحني إصدار القرار االتهامي في القضية. وأشـــار إلــى أن عـويـدات «ال يحق له اتخاذ أي قرار بامللف، فهو تنحى عنه، كما أنه مدعى عليه فيه، كذلك ال يحق لقاض مدعى عليه أن يدعي على القاضي الذي ادعى عليه، فهذه سابقة لم تحصل». ولفت البيطار إلى أن جميع القرارات التي اتخذها النائب العام التمييزي إلطـــاق ســـراح املــوقــو­فــني مخالفة للقانون، لكون املرجع الوحيد الـذي يحق له إطـاق سراحهم هو قاضي التحقيق العدلي الواضع يده على امللف. من جهته، اعتبر املحامي جيلبير أبي عبود، أحــد وكــاء ضحايا انفجار مرفأ بـيـروت، أن ما يرتكبه القاضي عـويـدات «بمثابة خيانة عظمى، بحق العدالة وأكـثـر مـن 230 ضحية وبحق العاصمة بـيـروت ولـبـنـان». ولفت في حديث مع «العربي الجديد»، إلى أن القاضي عويدات سبق أن تنحى عن امللف لصلة القرابة التي تربطه باملدعى عليه غــازي زعيتر، وال يــحــق لـــه أن يــصــدر أي قــــرار فـــي الـقـضـيـة أو يوقف تنفيذ قرارات املحقق العدلي أو يتخذ أي تدبير بحقه. وأشــار أبـي عبود إلـى أن ما حصل «تـعـد فـاضـح على التحقيقات وملف انفجار مرفأ بـيـروت، وحتمًا لـن يسكت عنه أهــالــي الـضـحـايـ­ا، خـصـوصـًا أن هــنــاك أيضًا حديثًا بـدأ يـتـردد عـن اتـجـاه إلبـعـاد القاضي الــبــيــ­طــار عـــن املـــلـــ­ف، مـــن خــــال إصـــــدار وزيـــر الـعـدل هـنـري الــخــوري قـــرارًا بتنحية املحقق العدلي عن القضية، وذلك بعد حصوله على موافقة مجلس القضاء األعلى وتعيني خلف لــــه، عــلــى أن يــطــرح املـــوضــ­ـوع لـلـمـنـاق­ـشـة في جلسة (اليوم) الخميس، علمًا أن وزير العدل (محسوب على الرئيس ميشال عــون)، سبق أن اقـــتـــر­ح تــعــيــن­ي قـــــاض رديـــــف لــلــبــت بملف املـوقـوفـ­ني، بيد أن ضغوطات مـن قبل أهالي الـضـحـايـ­ا عـبـر تــحــركــ­ات نــفــذت عـلـى األرض حالت دون تمرير االقتراح، أو اجتماع مجلس القضاء األعلى». ولـــفـــت إلـــــى أن هـــنـــاك جـــديـــة لــتــمــر­يــر تــوجــه كــهــذا، ولـكـن يـجـب أوال تـأمـني نـصـاب جلسة مـجـلـس الــقــضــ­اء األعـــلــ­ـى، أي 6 أعـــضـــا­ء، وأي قــرار لتمريره يحتاج إلــى تصويت 4 قضاة، مع العلم أنه في حال تأمني النصاب، يصبح من السهل التصويت على القرار، باعتبار أن هـنـاك 4 قـضـاة مــعــروف توجههم السياسي مع الثنائي «حزب الله» و«حركة أمل»، وعهد الـرئـيـس الـسـابـق مـيـشـال عـــون، وقـــد حـاولـوا تــعــيــن­ي الـــقـــا­ضـــيـــة ســـمـــرن­ـــدا نـــصـــار كـقـاضـيـة منتدبة، مع اإلشــارة إلى أن القاضي املنتدب أي الـــرديــ­ـف، بـحـسـب الــقــانـ­ـون، يــعــني بغياب الرئيس األصيل أو سفره أو تعذره عن متابعة امللف، لكن القاضي البيطار لم يعلن أنه يريد أن يتنحى أو يتعذر عليه النظر بالقضية، ال بل هو متمسك بملفه. وقبيل قـــرارات عـويـدات أمــس، كــان أبــو عبود قد تطرق إلـى مصير الجلسات التي حددها املــحــقـ­ـق الــعــدلـ­ـي لــاســتــ­مــاع إلـــى املـسـتـدع­ـني، قـائـا لـ«العربي الـجـديـد»، إن «الجلسات من الــنــاحـ­ـيــة الــقــانـ­ـونــيــة واإلجــــر­ائــــيـــ­ـة ثــابــتــ­ة في مواعيدها، والقاضي البيطار قام بالتبليغات لصقًا وفق األصول»، ويضيف: «من املفترض أن تحال التبليغات بواسطة النيابة العامة

ادعى عويدات على البيطار وأطلق سراح جميع الموقوفين

شكري صادر: قرارات البيطار غير قابلة ألي شكل من أشكال الطعن

مصدر في «حزب اهلل»: نأمل أال تأخذ قرارات البيطار البلد لفوضى

الـتـمـيـي­ـزيـة عــلــى األجـــهــ­ـزة األمــنــي­ــة املختصة لتنفيذها، لكن هــذا األمـــر ال يحصل فـي بلد محكوم من منظومة سياسية تتدخل في عمل الـقـضـاء واألجــهــ­زة األمـنـيـة»، ويـتـابـع: «رأيـنـا موقف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات برفضه إعطاء األمـر، علمًا أنه متنح عــن املــلــف، وعـلـى املـحـامـي الــعــام الـــذي ينوب عنه أن يقوم بهذه املهمة بدال منه». ويتوقع أبو عبود «أن يلجأ القاضي البيطار، كما فعل سابقًا، إلى تسطير مذكرات توقيف غــيــابــ­يــة بــحــق املـــدعــ­ـى عـلـيـهـم فـــي حــــال عــدم مثولهم أمامه»، لكنه يعتقد أن هذه املذكرات أيضًا لن تنفذ من قبل األجهزة األمنية، على غــــرار مــا حـصـل مــع مــذكــرتـ­ـي الـتـوقـيـ­ف بحق املـدعـى عليهما الــوزيــر الـسـابـق الـنـائـب علي حـسـن خـلـيـل (يـنـتـمـي إلـــى حــركــة أمــــل)، وهـو أعيد انتخابه نائبًا في البرملان في انتخابات ،2022 ووزيــــــ­ـــر األشـــــغ­ـــــال الــــســـ­ـابــــق يـــوســـف فـنـيـانـو­س (مـــن املـقـربـن لـرئـيـس تــيــار املـــردة سليمان فرنجية)، إضافة إلى العراقيل التي واجـهـتـهـ­ا طـلـبـات الــبــيــ­طــار، بــعــدم تنفيذها، منها مذكرة إحضار رئيس الحكومة األسبق حسان دياب. ويتابع أبو عبود: «من املرتقب أن يستكمل القاضي البيطار كـل اإلجـــراء­ات الالزمة ويحدد الجلسات بالطرق القانونية، ويــــواصـ­ـــل مـــهـــام­ـــه حـــتـــى إصــــــــ­داره املـضـبـطـ­ة االتهامية والــقــرا­ر االتهامي وإحالته وامللف على املجلس الـعـدلـي، وعندها ينتهي دوره ويكون قد أتم واجبه القضائي»، مـن جهته، قــال منسق اللجنة القانونية في «املـــرصــ­ـد الــشــعــ­بــي»، املــحــام­ــي الــدكــتـ­ـور جــاد طعمة، لـ«العربي الجديد»: «إننا اليوم أمام فـــوضـــى قــضــائــ­يــة غــيــر مــســبــو­قــة فـــي تــاريــخ الــقــضــ­اء الــلــبــ­نــانــي». وأشــــار إلـــى أن «الـنـائـب الـعـام التمييزي اتـخـذ قـــرارًا بــأن يتنحى عن ملف انفجار مرفأ بيروت، وهذا القرار وافقت عـلـيـه مـحـكـمـة الـتـمـيـي­ـز، وبــالــتـ­ـالــي ال تمكنه العودة عنه، ما يجعلنا أمام فوضى قانونية كبيرة لم يسبق لها مثيل». وكـــــان الــبــيــ­طــار قـــد قـــــرر، بـشـكـل مــنــفــر­د، يــوم االثـــنــ­ـن املـــاضــ­ـي، اسـتـئـنـا­ف مـهـامـه املـتـوقـف­ـة مــــنــــ­ذ 23 ديــــســـ­ـمــــبـــ­ـر/ كـــــانــ­ـــون األول ،2021 مــــع كــــف يـــــده مـــؤقـــت­ـــًا بــفــعــل الـــــدعـ­ــــاوى الــتــي انــهــالـ­ـت عـلـيـه لتنحيته عـــن الـقـضـيـة، فـضـال عـــن اســـتـــه­ـــداف الــــدعــ­ــاوى الــقــضــ­اة املـتـابـع­ـن لــهــذه املــلــفـ­ـات. وجــــاءت خــطــوة الـبـيـطـا­ر بـنـاء عــلــى دراســـــة قــانــونـ­ـيــة مـعـلـلـة تـعـطـيـه سلطة املـــالحـ­ــقـــة واالســــت­ــــدعــــ­اء مــــن دون الــحــصــ­ول عـــلـــى األذونــــ­ـــــــات. وعـــقـــب اســـتـــئ­ـــنـــاف مــهــامــ­ه، أصـدر الئحة استدعاءات طاولت ثمانية من كـــبـــار الــســيــ­اســيــن واألمـــنـ­ــيـــن والــعــسـ­ـكــريــن واإلداريــ­ــــــن والـــقـــ­ضـــاة، أبـــرزهــ­ـم املـــديــ­ـر الــعــام لألمن العام اللواء عباس إبراهيم، املقرب من رئيس الـبـرملـا­ن نبيه بــري وراعـــي التسويات والـــوســ­ـاطـــات الــســيــ­اســيــة، إلــــى جــانــب املــديــر الــــعـــ­ـام ألمـــــن الــــدولـ­ـــة الــــلـــ­ـواء طـــونـــي صـلـيـبـا، املـــحـــ­ســـوب ســيــاســ­يــًا عــلــى الـــرئـــ­يـــس الــســابـ­ـق ميشال عون، إضافة إلى قائد الجيش السابق جان قهوجي، والنائب العام التمييزي غسان عــــويـــ­ـدات، واملــــدي­ــــر الـــعـــا­م الـــســـا­بـــق ملــخــابـ­ـرات الجيش كميل ضاهر. كذلك عـن البيطار مواعيد جلسات للمدعى عليهم فــي فــبــرايـ­ـر/ شـبـاط املـقـبـل، يتقدمهم الـوزيـر السابق النائب غــازي زعيتر (ينتمي إلى حركة أمل بزعامة بري)، ووزير الداخلية األســـبــ­ـق نـــهـــاد املـــشـــ­نـــوق، ورئـــيـــ­س الـحـكـومـ­ة األســبــق حــســان ديــــاب، بـتـهـم الـقـتـل واإليــــذ­اء واإلحـــــ­ــــراق والـــتـــ­خـــريـــب، مــعــطــو­فــة جـمـيـعـهـ­ا عـــلـــى الـــقـــص­ـــد االحـــتــ­ـمـــالـــ­ي، ومـــعـــط­ـــوفـــة عـلـى مــواد قانونية متعلقة بـاإلخـالل بالواجبات الوظيفية، وعمد إلــى تبليغهم املـوعـد لصقًا على باب مكتبه. ووافق البيطار على طلبات

إخالء سبيل 5 موقوفن في القضية من أصل .17 وسارع عويدات لتأكيد عدم تنفيذ قرارات الـبـيـطـا­ر واعــتــبـ­ـارهــا كـأنـهـا لـــم تــكــن، معممًا ذلـك على األجهزة األمنية. وقــال عويدات في كتاب للبيطار: «نؤكد بأن يدكم مكفوفة بحكم القانون ولم يصدر لغايته أي قرار بقبول أو رفــض ردكـــم أو نقل أو عــدم نقل الــدعــوى من أمـامـكـم»، وذلــك قبل أن ينفذ «انـقـالبـه» أمس على مسار التحقيقات. وتفتح هــذه الـتـطـورا­ت معركة غير مسبوقة عــــلــــ­ى املـــــسـ­ــــتـــــ­وى الــــقـــ­ـضــــائــ­ــي بــــــن الـــبـــي­ـــطـــار وعويدات، في ظل تعويل مسؤولن سياسين ومـــــدعـ­ــــى عـــلـــيـ­ــهـــم هــــــذه املـــــــ­رة عـــلـــى عــــويـــ­ـدات للوقوف بوجه املحقق العدلي وعرقلة عمله، بـمـا يـعـيـد إلـــى األذهـــــ­ان دور الـنـيـابـ­ة الـعـامـة الــتــمــ­يــيــزيــ­ة الـــلـــص­ـــيـــق بــالــطــ­بــقــة الــســيــ­اســيــة الحاكمة، وتحديدًا في عهد رئيسها السابق عــدنــان عــضــوم فــي زمـــن الــوصــاي­ــة الـسـوريـة، في التسعينيات، الذي وسع من صالحياتها، فكان السياسي والقاضي في آن واحد وحامي املنظومة. وحول قرارات البيطار من الناحية القانونية وقبيل صدور قرار عويدات أمس، قال الرئيس الـــســـا­بـــق ملــجــلــ­س شــــــورى الـــــدول­ـــــة، الــقــاضـ­ـي شـكـري صــــادر، لــ«الـعـربـي الــجــديـ­ـد»، إن هـذه الـــــقــ­ـــرارات «غـــيـــر قــابــلــ­ة ألي طـــريـــق مـــن طــرق الطعن، والنيابة العامة هي فريق في الدعوى، وبالتالي ال يمكنها أن تتخذ أي تدبير بحق املحقق العدلي أو تحدد ما إذا كانت قراراته قانونية أو ال، أو بحكم املــوجــو­دة أو عديمة الــــوجــ­ــود». وأشــــــا­ر صـــــادر إلــــى أن «الــقــاضـ­ـي البيطار اتخذ القرار بمتابعة مهامه وأخلى ســبــيــل مـــوقـــو­فـــن وادعــــــ­ى عــلــى مــشــتــب­ــه بهم فــي الـقـضـيـة، وهـــذا الــقــرار يـعـود تقييم مـدى قانونيته إلى املجلس العدلي، وليس النيابة الـعـامـة»، وأوضـــح أن «األخــيــر­ة ال يمكنها أن تـحـل مـحـل الــقــاضـ­ـي الــحــكــ­م، فـمـثـال هــي عند الجرم يمكنها أن تضبط املواد الجرمية، لكن ال يمكنها أن تصادرها، باعتبارها فريقًا في كل دعوى، ومن يفعل ذلك هو قاضي الحكم».

وحــــــول مــــا ســــتــــ­ؤول إلـــيـــه الــقــضــ­يــة ومــصــيــ­ر إجـــــــر­اءات الــبــيــ­طــار، قــــال صـــــادر إن «املــحــقـ­ـق العدلي حـدد مواعيد الجلسات وقـام بتبليغ األشــخــا­ص املستدعن لصقًا، ولـكـن ال يمكن مــــعــــ­رفــــة مــــــــا­ذا ســـيـــحـ­ــصـــل، ألنــــنــ­ــا أصــبــحــ­نــا نعيش في نـوع من العصفورية القضائية»، ويــأمــل أن «يــتــدخــ­ل أصــحــاب الـعـقـول النيرة والحكمة الكافية إليجاد مخرج ضمن البيت الــقــضــ­ائــي». وأســـف صـــادر ملــا يحصل الـيـوم عــلــى مــســتــو­ى الــســلــ­طــة الــقــضــ­ائــيــة، و«نــشــر الغسيل» على العلن وخارج إطار قصر العدل، بينما كـان يفترض حله بن مجلس القضاء األعلى والنيابة العامة التمييزية والقاضي البيطار، مشيرًا إلى أن هناك حزنًا عميقًا بن القضاة على املشهد الراهن. سياسيًا، سارع النائب عن حزب الله، إبراهيم املـــوســ­ـوي، إلـــى إعـــالن تـأيـيـده لــلــقــر­ارات التي اتـــخـــذ­هـــا عـــــويــ­ـــدات. وقــــــال فــــي تـــغـــري­ـــدة عـلـى تويتر إن قرارات عويدات «خطوة في الطريق الصحيح الستعادة الثقة بالقضاة والقضاء بعدما هدمها بعض أبناء البيت القضائي». مـن جهته، يقول مصدر فـي «حــزب الـلـه» قال لـــ«الــعــربـ­ـي الـــجـــد­يـــد»: «مــوقــفــ­نــا مـــعـــرو­ف من القاضي البيطار، فهو ينفذ أجندات سياسية، وعــودتــه (للقضية) ليست بـريـئـة، ونــأمــل أال تــكــون لـهـا تـبـعـات تــأخــذ الـــبـــا­لد إلـــى فـوضـى كبيرة وتخلق فتنًا ال يمكن ردعها»، ويضيف: «لــن تـكـون لنا أي خـطـوة حـالـيـًا، وننتظر ما ســتــؤول إلـيـه األمـــــو­ر». وكـــان الـثـنـائـ­ي «حــزب الله» وحركة «أمل»، يعوالن على املعركة التي يخوضها عـويـدات مـع البيطار، مـع اإلشــارة إلى أن «الثنائي» عمد عام 2021 إلى تعطيل جـــلـــسـ­ــات مــجــلــس الــــــــ­ـوزراء إلبــــعــ­ــاد الــقــاضـ­ـي الـــبـــي­ـــطـــار عــــن مـــلـــف الــتــحــ­قــيــقــا­ت، ولـــجـــأ إلـــى الــشــارع إلطـاحـة املحقق الـعـدلـي بعد اتهامه بتنفيذ أجـــنـــد­ات ســيــاســ­يــة. فــكــانــ­ت «أحــــداث الطيونة» في العاصمة اللبنانية بيروت في 14 أكـتـوبـر/ تشرين األول 2021 التي خلفت 6 قـتـلـى وأكـــثـــ­ر مـــن 30 جــريــحــًا، واتـــهـــ­م فيها الــجــانـ­ـبــان حـــزب «الـــقـــو­ات الــلــبــ­نــانــيــ­ة»، الـــذي ادعــــــي عــلــى رئــيــســ­ه ســمــيــر جــعــجــع بــاملــلـ­ـف، بتنفيذ كمن ألخذ البالد إلى حرب أهلية. وقبيل صــدور قـــرارات عـويـدات أمــس، تحدث عـــضـــو كــتــلــة «الـــتـــن­ـــمـــيــ­ـة والـــتـــ­حـــريـــر» (تــمــثــل حــركــة أمــــل بــرملــان­ــيــًا)، الــنــائـ­ـب قــاســم هــاشــم، لـــ «الــعــربـ­ـي الــجــديـ­ـد» قـــائـــا­ل: «نــحــن ال نـقـارب املـــوضــ­ـوع الـــيـــو­م، فـلـنـعـد لـلـقـاضـي عـــويـــد­ات، ما قاله يكفي، فهو أجــاب بشأن الــذي حصل ومــــا قــــام بـــه الـــقـــا­ضـــي الــبــيــ­طــار مـــن مـخـالـفـة لـكـل األصـــــو­ل واألعـــــ­ــراف، مـــا شـكـل سـابـقـة لم تحصل في تاريخ القضاء اللبناني». ويؤكد هاشم «أال قـرار أو توجهًا للقيام بأي خطوة تنديدًا بقرارات القاضي البيطار أو اعتراضًا عليها، نحن ننتظر مـا سـتـؤول إليه األمــور، وفي ضوئها نتخذ املوقف الذي يخدم املسار الــصــحــ­يــح»، ويـــبـــد­ي مــخــاوفـ­ـه مـــن أن خـطـوة البيطار قد تقود إلى جميع االحتماالت، في زمــن الـتـوتـر واالمـــتـ­ــدادات والــواقــ­ع املــأســا­وي الـــــذي يـعـيـشـه الــلــبــ­نــانــيــ­ون مــالــيــًا ومعيشيًا واقتصاديًا، وحتى سياسيًا. ويشكك هاشم فــــي تـــوقـــي­ـــت عـــــــود­ة الــــقـــ­ـاضــــي الـــبـــي­ـــطـــار إلـــى التحقيق، مشيرًا إلــى أن مـن يملك مثل هذه املــعــطـ­ـيــات واالجـــتـ­ــهـــادات والـــفـــ­تـــاوى مـــا كــان يجب أن ينتظر أكثر من سنة لالستناد إليها، مــضــيــف­ــًا: «نـــريـــد الـحــقـيـ­ـقـة فـــي هــــذه الـقـضـيـة الوطنية التي يتم استغاللها واستغالل دماء الضحايا من قبل البعض».

 ?? ??
 ?? (حسين بيضون) ?? ينتظر أهالي ضحايا المرفأ تحقيق العدالة ألبنائهم
(حسين بيضون) ينتظر أهالي ضحايا المرفأ تحقيق العدالة ألبنائهم

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar