هيئة االنتخابات تراهن على الدور الثاني
تشهد تونس، األحد المقبل، الدور الثاني لالنتخابات التشريعية، في وقت تعول هيئة االنتخابات على رفع نسب المشاركة بعد أن سجل الدور األّول عزوفًا غير مسبوق
تــــراهــــن هــيــئــة االنـــتـــخـــابـــات الــتــونــســيــة على رفـع نسب اإلقبال في الــدور الثاني مــــن االنــــتــــخــــابــــات الـــتـــشـــريـــعـــيـــة املــــقــــررة األحـــــد املـــقـــبـــل، وســــط اســـتـــمـــرار دعــــوات املـــقـــاطـــعـــة مــــن قـــبـــل الـــرافـــضـــني لـلـمـسـار الــــذي يــفــرضــه الــرئــيــس الــتــونــســي قيس سعيد من انقالبه على النظام السياسي واملؤسسات الديمقراطية الـذي بـدأه في 25 يـولـيـو/تـمـوز .2021 ويـتـنـافـس 262 مرشحًا فقط على 131 مقعدًا، ممن عبروا الـدور االنتخابي األول في 17 ديسمبر/ كــانــون األول املــاضــي وســط عـــزوف غير مسبوق عن التصويت، فيما بلغت نسب املشاركة العامة ،%11.2 ما دفع مراقبني إلى وصفها بأضعف نسبة إقبال عرفتها البالد على اإلطـالق. واستوفت 23 دائرة االنتخابات فيها منذ الـدور األول، فيما تدور املنافسة في 131 دائرة من إجمالي 161 مـقـعـدًا فــي الـبـرملـان الـجـديـد، بينما تبقى 7 دوائــــر بــالــخــارج بــال انـتـخـابـات بــســبــب عـــــدم تـــرشـــح أي شـــخـــص فــيــهــا. وتـجـرى الـــدورة الثانية مـن االنتخابات التشريعية في 4222 مركز اقـتـراع يضم 10012 مكتب اقتراع، فيما أعلنت الهيئة الــعــلــيــا املــســتــقــلــة لــالنــتــخــابــات أن عــدد املــســجــلــني املــعــنــيــني فـــي جـــولـــة اإلعـــــادة يبلغ 7853447 ناخبًا. وأكد نائب رئيس هـــيـــئـــة االنــــتــــخــــابــــات، مــــاهــــر الـــجـــديـــدي، فــــي تـــصـــريـــح لــــ«الـــعـــربـــي الــــجــــديــــد»، أن اســـــتـــــعـــــدادات الـــهـــيـــئـــة إلنـــــجـــــاح املـــســـار االنــتــخــابــي تـعـتـبـر مـــن الــتــحــديــات الـتـي نواجهها، وخصوصًا رفع نسب مشاركة الــنــاخــبــني فـــي االســتــحــقــاق االنــتــخــابــي. وأوضـــــح أن الـهـيـئـة أعــــدت لــهــذا الــرهــان خــطــة مــتــكــامــلــة مــنــهــا مـــا هـــو مــتــعــارف عليه ومنها الجديد. وبني الجديدي أنه «تــم تخصيص الفـتـات إشـهـاريـة كبرى، فـــضـــال عــــن الـــخـــطـــة اإلعـــالمـــيـــة املـتـعـلـقـة بحق نفاذ املرشحني إلى وسائل اإلعالم الـعـمـومــيــة والـــخـــاصـــة، وكـــذلـــك الــبــرامــج الــــحــــواريــــة مــــع الـــصـــحـــافـــيـــني لـلـتـعـريـف ببرامجهم وحصص التعبير املباشر». ورجــح الجديدي أن تكون نسب اإلقبال «مـــن 20 إلـــى 30 بــاملــائــة، وهـــي تـوقـعـات تطمح الهيئة لبلوغها وترجو أن تحقق أكـــثـــر مـــنـــهـــا». وعـــــدد الـــجـــديـــدي الــعــديــد مـن العوامل التي أدت إلــى ضعف نسب اإلقــبــال فــي الــــدور األول، ومـنـهـا النظام االنتخابي. وتعد هذه الجولة آخر حلقة فــي املــســار االنـتـخـابـي لـلـبـرملـان الجديد الــــذي حــولــه سـعـيـد إلـــى مـجـلـس مـنـزوع الصالحيات. كما تأتي هذه االنتخابات فـي سياق خريطة الطريق التي أطلقها سعيد منذ العام 2021 بعد حله البرملان املنتخب فـي عــام 2019 وإلـغـائـه دستور 2014 في مقابل تمرير دستور جديد في استفتاء 25 يوليو .2022 من جهته، رجح مدير مرصد «شاهد» ملراقبة االنتخابات ودعـــم الـتـحـوالت الـديـمـقـراطـيـة، الناصر الهرابي، في حديث لـ«العربي الجديد»، أن «تــــكــــون نـــســـب املــــشــــاركــــة فــــي الـــــدور االنـتـخـابـي الـثـانـي ضعيفة، وربــمــا أقـل من الدور االنتخابي األول لعدة أسباب» من بينها «النظام االنتخابي الذي تمت صياغته بطريقة أحادية دون تشريك أي طــرف، يقوم على االقـتـراع على األفـــراد». وبـــني الــهــرابــي أن «نـفـس األســبــاب التي قادت إلى نتائج الدور األول هي نفسها التي ستقود إلى نتائج الدور الثاني». في غضون ذلـك، دعت مبادرة «لينتصر الـــــشـــــعـــــب» الـــــداعـــــمـــــة لــــســــعــــيــــد، جــمــيــع الــتــونــســيــني، إلــــى الـــتـــوجـــه بــكــثــافــة إلــى صــنــاديــق االقـــتـــراع لـــــإدالء بـأصـواتـهـم، مــــحــــذرة مــــن مــــحــــاوالت إربـــــــاك الـعـمـلـيـة االنتخابية من قبل لوبيات الفساد.