قفزة صادرات القمح الفرنسي إلى الجزائر بفضل التقارب السياسي
عـــاد الـقـمـح الـفـرنـسـي بــقــوة إلـــى األســـــواق الـجـزائـريـة، حيث كشفت إحصائيات للهيئة الفرنسية للمنتجات الزراعية والبحرية، أن صادرات فرنسا من القمح نحو الجزائر ارتفعت بثلث حجمها في النصف الثاني من سـنـة .2022 وحـسـب اإلحـصـائـيـات الـتـي اطـلـع عليها «العربي الجديد»، فقد بلغت واردات الجزائر من القمح الفرنسي 1.5 مليون طن في الفترة املمتدة من يوليو/ تموز 2022 إلى ديسمبر/كانون األول من نفس السنة، بـــزيـــادة بـلـغـت 30 بــاملــائــة. ووفــــق نـفـس املـــصـــدر، تعد الجزائر ثاني زبون أفريقي للقمح الفرنسي في نفس الفترة، بعد املغرب بـ7.1 مليون طن، ومصر في املرتبة الثالثة بــ9.0 مليون طن. واستفاد القمح الفرنسي من التقارب الحاصل بني الجزائر وباريس، على الصعيد السياسي، ما أدى إلى انتعاش العالقات بني البلدين على الصعيد االقتصادي، وانتشلها من حالة الجمود الــذي فرضته الـتـوتـرات السياسية بـني 2019 ،2022و باإلضافة إلـى الضغط الــذي فرضته الحرب الروسية األوكرانية، والتي جعلت الجزائر تتبنى مبدأ «الشراء دون شـــــروط». وتـعـتـبـر الــجــزائــر مـــن بـــني أكــبــر الـــدول املــســتــوردة للقمح الـلـني فــي الـعـالـم، وتـعـد فرنسا من
بـني ممونيها الرئيسيني. وتتعامل لتوفير الكميات املطلوبة من القمح مع 20 دولــة، في مقدمتها فرنسا، بـاإلضـافـة إلـــى روســيــا وبـولـونـيـا وأملـانـيـا وأوكـرانـيـا والواليات املتحدة وكندا واألرجنتني. وسبق أن تعرض القمح الفرنسي ملضايقة شديدة من القمح الروسي، بعد إقـدام الجزائر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني ،2021 على تعديل «دفتر األعباء» في مناقصتها الدولية، ما سمح للقمح الروسي «الغني بالفيتامينات» بمزاحمة املـــصـــدر الــتــقــلــيــدي لــلــجــزائــر، واملــتــمــثــل فـــي الـحـبـوب الفرنسية. واعتبر املـــوردون الفرنسيون يومها، قـرار السلطات الجزائرية بمراجعة دفتر الشروط الستيراد القمح، توجهًا رسميًا نحو الشريك التقليدي للجزائر، ممثال في روسيا، التي تعتبر من الشركاء التقليديني للجزائر على الصعيد العسكري، وهو ما أثار مخاوفهم من ضياع سوق تقليدي بالنسبة إليهم. وحول اإلنتاج املحلي، قال وزير الفالحة الجزائري، عبد الحفيظ هني، يـوم 9 يناير/ كانون الثاني الـجـاري، إن إنتاج القمح الـصـلـب يغطي 95 بــاملــائــة مــن احـتـيـاجـات الــبــالد من هذه املادة. وأوضح الوزير، أن إنتاج القمح الصلب في العام املاضي بلغ 4.1 ماليني طن 41( مليون قنطار)، مـضـيـفـا: 65« بــاملــائــة مــن الـقـمـح الـصـلـب املـنـتـج كـاف إلنتاج العجائن».