اكتشاف مدينة أثرية من العصر الروماني في األقصر
خالل األعوام األخيرة، تزداد الكشوفات المصرية عن كنوز أثرية في مختلف مدنها، آخرها مدينة رومانية في محافظة األقصر
كشفت مصر عن مدينة سكنية أثرية كاملة مــن الـعـصـر الــرومــانــي، تــعــود إلـــى القرنن الـثـانـي والــثــالــث بـعـد املــيــالد، خـــالل أعـمـال حـــفـــائـــر الــبــعــثــة املـــصـــريـــة بـــالـــبـــر الــشــرقــي بمحافظة األقـصـر، جنوبي الـبـالد. وخـالل األعـــوام القليلة املـاضـيـة، كشفت مصر عن «كنوز» أثرية عدة في مختلف أنحاء البالد، وخصوصًا منطقة سقارة، غربي القاهرة، حـيـث اكـتـشـف أكــثــر مــن 150 تــابــوتــًا أثـريـًا يعود تاريخها إلى أكثر من 2500 عام. وأفـــــاد بــيــان وزارة الــســيــاحــة واآلثــــــار بـــأن الــبــعــثــة نــجــحــت «فـــــي الـــكـــشـــف عــــن مـديـنـة سكنية كاملة من العصر الـرومـانـي، وذلك أثناء أعمال الحفائر األثـريـة بمنطقة بيت يسي أندراوس املتاخم ملعبد األقصر بالبر الشرقي». ونـــقـــل الـــبـــيـــان عـــن األمـــــن الـــعـــام للمجلس األعــلــى لــآثــار فــي مـصـر مصطفى وزيـــري أنه تم العثور خالل أعمال الحفر على «عدد مــن املـبـانـي السكنية وبــرجــن للحمام من القرنن الثاني والثالث امليالدي». كـذلـك، عـثـر على عــدد مـن الـــورش لصناعة
وصـهـر املــعــادن، بداخلها عــدد مـن األوانـــي الـفـخـاريـة وعــمــالت رومــانــيــة مــن الـنـحـاس والــبــرونــز. وكـشـفـت مـصـر فــي وقـــت سابق من يناير/ كانون الثاني الحالي عن مقبرة ملكية فرعونية جـديـدة، مـن املحتمل أنها تعود إلى عصر األسرة الثامنة عشرة، التي حكمت الـبـالد قبل 3500 عــام، خــالل أعمال حفائر البعثة املصرية اإلنكليزية املشتركة في البر الغربي باألقصر في جنوب البالد. وتــــأمــــل الـــســـلـــطـــات املــــصــــريــــة فــــي افـــتـــتـــاح «املــتــحــف املـــصـــري الـكـبـيـر» قـــرب أهـــرامـــات الـجـيـزة خــالل الــعــام الـحـالـي، مــن أجــل دفع قــــطــــاع الـــســـيـــاحـــة الـــــــذي يـــعـــمـــل فـــيـــه نـحـو مـلـيـونـي مــصــري ويـــــدر %10 مـــن إجـمـالـي الــــنــــاتــــج الــــقــــومــــي. وتــــعــــرضــــت الـــســـيـــاحـــة املصرية لضربات متتالية منذ مطلع 2011 وصـــــوال إلـــى الـــحـــرب الــروســيــة األوكــرانــيــة الـتـي انـدلـعـت فــي فـبـرايـر/ شـبـاط املـاضـي، مما أثـر على وصـول الزائرين من البلدين، وهم يشكلون النسبة العظمى من السياح القادمن إلى مصر. إلـــــــى جــــانــــب الــــــظــــــروف الـــســـيـــاســـيـــة تـــلـــك، تتعرض اآلثـــار فـي مصر لـضـربـات أخــرى، آخرها حدث قبل يومن، حن ضرب رشح املياه جدران قصر البارون إمبان األثري في ضاحية مصر الـجـديـدة، شـرقـي العاصمة املـصـريـة الــقــاهــرة، بـعـد نـحـو 30 شـهـرًا من انـــتـــهـــاء تــرمــيــم الــقــصــر بـقـيـمـة بــلــغــت 175 مليون جنيه، أي ما يعادل 11 مليون دوالر، في عام .2020 وأظهرت بعض الصور تآكل وبــهــتــان ألـــــوان الــواجــهــة األمــامــيــة للقصر بــفــعــل رشــــح املـــيـــاه أســـفـــل حـــوائـــط أســــوار املــصــاطــب الــخــارجــيــة، بـسـبـب عـــدم إنــشــاء
مواسير صرف للمياه أثناء عملية الترميم الـــتـــي تـــوالهـــا الــجــيــش بـــــ «األمــــر املــبــاشــر». وفي مطلع عام ،2021 صرح عميد الجيش السابق هشام سمير، الـذي يشغل منصب مساعد وزيــر السياحة واآلثـــار ملشروعات اآلثــــار واملــتــاحــف، بـــأن «رشـــح املــيــاه أسفل حوائط أسوار املصاطب الخارجية للقصر سببه قرب األسوار من الحديقة، التي كانت تروى بالغمر في فترات سابقة». الحديث نفسه كــرره سمير مـن دون حرف زائــــد أو نـــاقـــص، فـــي بــيــان أصـــدرتـــه وزارة السياحة واآلثــار أخيرًا، قال فيه إن «فريقًا
مــن مهندسي ومــرمــمــي قـطـاع املـشـروعـات في املجلس األعلى لآثار، والشركة املنفذة ملـشـروع الترميم (الـجـيـش)، سيعمل خالل الـفـتـرة املقبلة عـلـى إزالــــة األمــــالح وتهوية حوائط القصر».