اللبنانيون والسوريون دراميًا: محاوالت مستمرة
يبدو أن قضية العالقات السورية اللبنانية ال تزال تحصد حماسة الكتّاب والمشاهدين ألعمال درامية منتظرة، ستُعرض في رمضان المقبل
مـــــن املــــتــــوقــــع أن يـــنـــتـــهـــي قـــريـــبـــا تــصــويــر مـــجـــمـــوعـــة مــــن املـــســـلـــســـالت الـــتـــي تــتــطــرق إلــى الـعـالقـات اللبنانية الـسـوريـة والـواقـع الــيــومــي لــحــيــاة الـــنـــاس بـــني الــبــلــديــن. وقــد قــــدمــــت الــــــدرامــــــا املـــشـــتـــركـــة مـــجـــمـــوعـــة مـن األعمال املرتبطة بالواقع الجغرافي القائم بــــني لـــبـــنـــان وســـــوريـــــة. لـــيـــس جــــديــــدًا عـلـى صناع هـذا النوع من األعمال االتجاه ملثل هذه الحكايات، في محاوالت لإضاءة على يوميات يعيشها الناس في البلدين. فــي «الـهـيـبـة» (فـكــرة الـكـاتـب هـــوزان عكرو، وإخراج سامر البرقاوي)، قدمت صورة عن واقــع الـحـدود اللبنانية السورية املـزروعـة بكل أنواع املمنوعات. محاولة بدت مقنعة لصناع العمل في رسم العالقة التي تربط بني مجموعة ممثلني من لبنان وآخرين من سـوريـة بحكم املحيط الـجـغـرافـي. وهــو ما يعكس بالفعل طبيعة الحياة بني مواطني البلدين في املناطق الحدودية حيث تتداخل العائالت والعالقات االجتماعية واألعمال. وبعيدًا عن الشخصيات «الخيالية»، وقصة البطل الذي ال يقهر في «الهيبة» (جسدها املمثل السوري تيم حسن بدور جبل)، نفذت عــشــرات األعــمــال الـتـي تـربـط بــني البلدين، وكــانــت أقـــرب إلــى الــواقــع، تماما كما طرح الكاتب سامر رضــوان في مسلسل «دقيقة صـمـت». ستيفاني صليبا شـاركـت كبطلة محورية فـي العمل مـن لبنان، ماضية في الــبــحــث عـــن مــلــجــأ لـسـجـيـنـني ســيــاســيــني، األول لبناني (فــــادي أبـــي ســمــرا) والـثـانـي سوري (عابد فهد). األخير هرب إلى بيروت مـن بطش الـقـوى األمنية الـسـوريـة، لينهي رضــــوان واملـــخـــرج الـــراحـــل شــوقــي املــاجــري القصة بتفضيل الضابط العسكري الـذي قـــام بـانـتـفـاضـة عـلـى الــفــســاد والــســفــر إلـى لبنان. نال العمل إشادة جماهيرية ونقدية، إذ رأى فيه كثيرون أنه من أفضل ما قدم من أعمال سورية درامية في السنوات األخيرة، وال يــــزال حـتـى الــيــوم يـلـقـى أصـــــداء نقدية إيـجـابـيـة كــواحــد مــن أفــضــل األعـــمـــال التي ظهرت فيها ستيفاني صليبا. من جهة أخرى، طرح مسلسل «غدًا نلتقي» للكاتب إيـــاد أبـــو الـشـامـات واملــخــرج رامــي حنا، مسألة اللجوء السوري باتجاه لبنان بـعـد ثــــورة عـــام 2011 ومـــا تــالهــا مــن مـوت ودمــــار وتـهـجـيـر، وقــــدم نـمـوذجـا جـيـدًا في عـز األزمـــة الـتـي عصفت بسورية منتصف العقد املاضي. وكـان حضور كاريس بشار ومكسيم خليل فــي املسلسل نـاجـحـا. هـذا الــــعــــام، ســيــطــرح مـسـلـسـل «الــــنــــار بــالــنــار» العالقة بني اللبنانيني والسوريني من خالل مشاهد قوية، إن دلت على شيء، فهي تدل عـلـى الــهــوة املـتـحـكـمـة بـمـصـائـر الشعبني، الــتــي تــعــود إلـــى حـقـبـة الـثـمـانـيـنـيـات، منذ دخول الجيش السوري إلى لبنان، وصوال إلى واقع السوريني في لبنان. قضية تطرح للمرة األولى في عالم الدراما املشتركة. ال يبتعد مسلسل «عاصم الزند»، للمخرج سامر البرقاوي، واملمثل تيم حسن، عن ذلك الواقع الذي نعيشه، علما أن شركة «سيدرز آرت بـرودكـشـن»، تنوي متابعة إنـتـاج هذا العمل، وبإمكانها أن تستمر لخمسة أجزاء كما حصل في مسلسل «الهيبة». وال يبدو أن «عـــاصـــم الــــزنــــد» يــبــتــعــد عـــن الــعــالقــات السورية اللبنانية في قالب مختلف.