قصائد وشذرات
مختارات من كتاب «ماِهيٌَّة ثوريَّة»
حاولت، في صناعة هذه الترجمة، أن أحذو حذو الشاعر في االبتعاد التام عن استخدام عامات الترقيم؛ فهذهِّ االستراتيجية تسمح للقارئ/ كل قارئ أن يكون قراءته الخاصة، بضم مقاطع القصيدة بعضها إلى بعض، بالطريقة التي يراها تناسب طرائقه في القراءة الشعرية، وتتماشى أيضا مع غايته في تحقيق «جاء» ما للصورة الشعرية التي يرسمها في خياله جراء هذه القراءة. وهذه الصنعة، التي أقدمها، هنا، هي طريقتي الخاصة في قراءة املقاطع، وضم بعضها إلى بعض، معتمدا على «بندول إيقاع» األنفاس في لحظة القراءة. وقد ًُ آثرتأن تكون «شذرية» في بعضها، وكاملة في بعضها اآلخر، ولكن في صياغة متدفقة با فواصل البتة (باستثناء قصائد الهايكو)، كي أحقق قراءاتي الخاصة، بالطبع، وفق بنيتها السيالة، لتعذر إدراج املساحات البيضاء بي العبارات واملقاطع في القصيدة الواحدة، في ترجمة تنشر في صحيفة يومية، على الشاكلة التي أوردها الشاعر في األصل، سامحا في الوقت ذاته، للقارئ الكريم أن يقرأ «صنعتي»، هذه، ِّبالطريقة التي يستطيع من خالها أن يكون قراءته الخاصة كذلك.
نجمة مثخنة الجراح من نظرة واحدة فحسب ■ أعصاب البيت الكبير عارية وقـد مـر عليها الليل ■
ُُّ أمـــامـــك الــظــل الــــذي أطــــاح بـــه الـــخـــواء وهــذا الـعـدم يحترق مثل عـــرق ضـوئـي فـي عيون
ًٍ مـمـحـوة ذرة ُِ املـلـحالتي هــي أنــا تهتز حــرة
َُّ من أجلك والشمعة التي أشعلتها كي أضيء األرواح تموت ■ عــريــي األخــــرق يــكــســوك عــائــدة إلـــى الـنـجـوم َِ َِِّ ََّ
ُِ والـــلـــيـــل غـــيـــر مــــدمــــوغ يـــطـــفـــح بـــالـــقـــرنـــفـــات الغامضات الـلـواتـي مــا زلـــن يـتـضـوع منهن الضوء ■ ضــلــت فـنـون الـشـعـر طريقها بـاألحـجـار وال شـيء سوى األحجار أنخل عبر األمــواج في الوميض الراكد ■ الــلــيــل إشـــــراق أرحــــم بــســاعــديــن َِْ مـضـمـومـن
ُِ ََّ
ُُ َِّ عـقـدة بـحـار شـــدت بـحـزمـات بـــروق صواعق
ُِ ٌِ
َُ معمية ظل محسوب يجعد الورقة وال مزيد ذرة منك يلمح إلـيـك وحـنـن الثلج املكبوت يكبح األنفاس ■
ُُ ليل ما بـعـد الحداثة بأحشاء صفيح جلبة أســـــاك شــائــكــة أراهـــــا عــبــر جـــراحـــي تنغلق
َُ
ُِِ وتنفتح كأصفار والنجمة كلها تــرى كيف
ٌٍّ أنـــظـــر إلـــيـــك وظـــــل وحـــيـــد يـــأتـــي كـــي يــرشــف بـــلـــورهـــا الـــــذي صــنــعــتــه مــــن أجــــــود أعــنــابــك
ٍِ َِ ومزاجي الذي كان قد أينع قد خمر من عطش أسقيه في قدح الكام ■ وحــتــى مـــن األغـــصـــاِن الـوطـيـئـِة تـــرذ الـسـمـاء ثمالة صورة تصعد سأما جلي للتو بثمالة بـــرق يــغــيــم كــي يـسـكـب حــزنــك فــي عضاتي وصدعك في روحي ■ كـل شــيء تفوح منه رائـحـة الخزامى يسقط
ٍُ فــي كـــل عـــقـــدة شـــعـــورا مـبـاغـتـا ولــكــن الــريــح
ََّ تـشـعـث إذاك كــل مــا أخــفــاه الــضــوء حـتـى إن
َُّ أكثر األحـجـار شهوانية هــي مـخـازن صحو والظال العارية تضيء ■ خــريــف رمــتــه الــريــح فــي وجـوِهـنـا َواإليــقــاع املتقطع يسترد إيقاعه أخـيـرا خلف ظهري لــقــد ســـرقـــت مــقــاطــعــك الــلــفــظــيــة املــحــســوبــة
ًِ ســــوف نـمـضـي جـمـيـعـا بـطـيـئـن مــثــل حــمــر الـوحـش في طريقنا إلـى مـغـارة املـيـاد غير
ُِ ُِ ِِ املـدنـسـة والـلـيـل السقيم الــذي ال يـبـرأ تـكـدر صفوه على حن غرة األرقام ■ ■ ■
قصائد هايكو
أحد ُب لن أعيش إال حن أموت
أنت السديمُّ وأنا الجندي الضائع السائر صوب السديم ■ تدوي عاليا كالوحي الريح التي تطير ■ يتدلى من سقف الكهف
ُِ حجر أنجبه املاء بعماه ■ أعط موتي إلى حبة مانجا ناضجة مث ِل فم ِكُ هل تشرق
ُُ الحياة من جسد آخر ينكسف ■ ال أعرف اسمك وال أكاد أشمك يا خاصة العطر الفواح ■ ال شيء أقدمه إلى القمر سوى موتي ■ أجلخ لساني ببرادة التاريخ ال لعنات