ثالثة أشهر على حكومة
يزداد التشكيك بقدرة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني على تنفيذ وعوده، بعد مرور 3 أشهر على تشكيل حكومته، في ظل تراجع األوضاع االقتصادية، واالتهامات له بالتأخر في إصدار قرارات
بـــعـــد ثــــاثــــة أشــــهــــر مـــــن تـــشـــكـــيـــل الـــحـــكـــومـــة الـــعـــراقـــيـــة بــنــســخــتــهــا الـــثـــامـــنـــة مـــنـــذ الـــغـــزو األمـيـركـي للباد عــام ،2003 برئاسة محمد شــيــاع الـــســـودانـــي، مــرشــح تــحــالــف «اإلطــــار الـتـنـسـيـقـي»، الــــذي يـجـمـع الـكـتـل واألحـــــزاب القريبة من طـهـران، زاد التشكيك السياسي بــقــدرة الــســودانــي على تنفيذ وعــــوده، التي عـــلـــى أســـاســـهـــا مــنــحــت الــــقــــوى الــســيــاســيــة الثقة البرملانية لـه فـي 27 أكـتـوبـر/ تشرين األول املــــاضــــي. واســـتـــهـــل الـــســـودانـــي عمله الحكومي بإطاق الكثير من الوعود، متعهدًا بإنجازها خال مدة أقصاها عام واحـد، ثم إجــــراء انــتــخــابــات بـرملـانـيـة مــبــكــرة، وفــقــًا ملا أدلــى به أمــام البرملان في جلسة منح الثقة. ومـــــن أبــــــرز مــــا تــضــمــنــه مـــنـــهـــاج الـــســـودانـــي الــحــكــومــي إنـــهـــاء ظـــاهـــرة الـــســـاح املــتــفــلــت خارج نطاق املؤسسات الرسمية والشرعية،
وإنـهـاء عسكرة املـــدن، فـي إشـــارة إلـى إخـراج الفصائل املسلحة من مراكز املــدن واألحياء السكنية، وطي صفحة النزوح، والكشف عن مصير املختطفن، وشملهم بقانون ضحايا اإلرهاب بعد إجراء التدقيق األمني. كما تضمنت الـوعـود إلغاء هيئة «املساءلة والــعــدالــة»، وإصــــدار عفو عــام عــن املعتقلن الذين انتزعت منهم اعترافات تحت التعذيب و«املـــخـــبـــر الــــســــري»، وهــــو نـــظـــام أنـــشـــئ في عهد حكومة نــوري املالكي بن عامي 2006 ،2014و كـأحـد أساليب تحصيل املعلومات األمــــنــــيــــة، ويـــقـــضـــي بـــمـــنـــح مـــكـــافـــآت مــالــيــة لألشخاص الذين يقدمون معلومات أمنية، وعادة ما تتبنى قوات األمن هذه املعلومات في التحرك ضد األشخاص الذين يستهدفهم املــخــبــر الـــســـري. وقــــد تـسـبـبـت وشـــايـــات من عملوا فـي إطـــار هــذا النظام فـي زج عشرات اآلالف من األشخاص في السجون، علمًا أنه تم تقديم معلومات غير صحيحة في كثير من األحـيـان، طمعًا باملال أو بسبب عــداوات أو مشاكل شخصية. ومـــن وعــــود الــســودانــي أيــضــًا، إعــــادة قيمة الدينار العراقي مقابل سعر صرف الدوالر إلــى مـا كـانـت عليه سابقًا عند سعر 1200 ديـنـار لــلــدوالر الــواحــد. لكنه تـراجـع بشكل عكسي خال األسابيع القليلة املاضية، وبلغ الـــدوالر األمـيـركـي الــواحــد 1650 ديــنــارًا، ما سبب بحالة غضب شديدة في الشارع. كما شملت تعهدات الحكومة الجديدة تطبيق «اتفاقية سنجار» بن أربيل وبغداد، املوقعة في عام ،2020 والتي من شأنها إخراج حزب «العمال الكردستاني» من قضاء سنجار في محافظة نينوى، فضا عن مكافحة الفساد ومـحـاسـبـة الــفــاســديــن. وتــعــهــد الــســودانــي بـــــوعـــــود أخـــــــرى كــــانــــت جـــــــزءًا مـــــن االتــــفــــاق السياسي، الــذي تشكلت الحكومة الحالية