Al Araby Al Jadeed

السوداني... مجرد وعود

-

عـــلـــى أســـــاسـ­ــــه. وقــــــال الـــنـــا­ئـــب عــــن تــحــالــ­ف الـــســـي­ـــادة عــبــد الــكــريـ­ـم عــبــطــا­ن، فـــي حــديــث مع «العربي الجديد»، إن السوداني «حتى هــذه الساعة لـم ينفذ أي شــيء مـن وعـــوده، خـصـوصـًا املتعلقة بقضية إنــهــاء املظاهر املسلحة والعفو العام وحل هيئة املساءلة والــــعــ­ــدالــــة وتـــعـــد­يـــل قــــانـــ­ـون االنـــتــ­ـخـــابـــ­ات، فكل هــذه الـوعـود مـا زالــت وعـــودًا وال شيء ملموسًا منها»، وأضاف: «مرت 3 أشهر على تشكيل حكومة السوداني، وهذه مدة كانت كافية لتحقيق بعض الوعود التي أطلقها رئيس الــوزراء. بعضها ال يحتاج إال لقرار، ولهذا هناك قلق وشكوك بإمكانية أن يحقق السوداني وعوده»، معتبرًا أن «عدم تحقيق تـلـك الــوعــود ربـمـا يـكـون سببه ضغوطات ســــيــــ­اســــيـــ­ـة تـــــمـــ­ــارســـــ­هـــــا بـــــعـــ­ــض األطــــــ­ـــــراف الـسـيـاسـ­يـة الـقـريـبـ­ة مــن الــســودا­نــي عـلـيـه». ولفت عبطان إلى أن «القوى السياسية كافة جادة بقضية متابعة تنفيذ الوعود من قبل رئيس الوزراء، فهذه الوعود هي التي دفعت الـــقـــو­ى الــســيــ­اســيــة ملــنــح الـــســـو­دانـــي الـثـقـة فـــي مـجـلـس الـــنـــو­اب، وأي خـــالف بتحقيق تلك الـوعـود ربما يدفع تلك الـقـوى التخاذ مــواقــف سـيـاسـيـة»، وتـــابـــ­ع: «مـــا زلــنــا نأمل خـيـرًا وننتظر تحقيق تـلـك الــوعــود حسب ورقــة االتـفـاق السياسي التي اتفقت عليها جميع قوى ائتالف إدارة الدولة». مـن جهته، رأى النائب املستقل فـي البرملان الـــعـــر­اقـــي هــــــادي الـــســـا­لمـــي، فــــي حـــديـــث مـع «العربي الجديد»، أنه «حسب متابعة تنفيذ برنامج حكومة السوداني، فحتى الساعة لم ينفذ شيء حقيقي منه، بل على العكس هناك تراجع في امللف االقتصادي». وبن السالمي أن «حــــكــــ­ومــــة الـــــســ­ـــودانـــ­ــي وعــــــــ­دت بــقــضــي­ــة خفض سعر صرف الـدوالر وتحسن الواقع املــعــيـ­ـشــي لــلــمــو­اطــنــن، وخــصــوصـ­ـًا الـطـبـقـة الفقيرة، لكن ما حصل هو عكس ذلك تمامًا، فــســعــر صــــرف الـــــــد­والر ارتـــفـــ­ع بــشــكــل كـبـيـر، مــا أدى إلـــى ارتـــفـــ­اع أســعــار املــــواد الـغـذائـي­ـة وغيرها فـي الــســوق، وأثـــر بشكل كبير على وضع املواطن املعيشي». وأضـاف السالمي: «نحن كنواب مستقلن ما زلنا نتابع ونراقب تــنــفــي­ــذ الـــبـــر­نـــامـــج الـــحـــك­ـــومـــي لـــلـــسـ­ــودانـــي، ونـعـمـل عـلـى إجــــراء تقييم بـعـد مـــرور ثالثة أشهر على تشكيل الحكومة الحالية»، مشيرًا إلى أنه «سيكون لنا موقف من ذلك تحت قبة البرملان خالل األيام القليلة املقبلة، فال يمكن السكوت على جعل البرنامج الحكومي حبرًا على ورق من دون أي تنفيذ في الواقع، كما عملت على ذلــك جميع الحكومات السابقة

في السنوات املاضية». أما النائب عن الحزب الـــديـــ­مـــقـــرا­طـــي الـــكـــر­دســـتـــا­نـــي مــحــمــا خـلـيـل، فكشف في حديث مع «العربي الجديد»، أن «الـــحـــو­ارات واملــفــا­وضــات بـن حكومة إقليم كـــردســـ­تـــان ورئـــيـــ­س الــــــــ­وزراء مــحــمــد شــيــاع السوداني ما زالــت مستمرة من أجـل تنفيذ بـنـود االتــفــا­ق السياسي الـــذي على أساسه تشكلت الحكومة الحالية، لكن حتى الساعة ال تنفيذ لهذه الـوعـود على الـرغـم مـن مـرور ثالثة أشهر على عمر الحكومة». وذكر خليل أن «هـــنـــاك مـــخـــاو­ف مـــن وجـــــود ضــغــوطــ­ات سياسية تمارس على رئيس الـوزراء تمنعه من تنفيذ بنود االتـفـاق، خصوصًا املتعلقة بــاملــنـ­ـاطــق املــتــنـ­ـازع عـلـيـهـا واتـــفـــ­اق سنجار

والخالف املالي والنفطي بن بغداد وأربيل، فـــهـــنـ­ــاك أطـــــــر­اف ســـيـــاس­ـــيـــة وحـــتـــى مـسـلـحـة ال تـــريـــد أن يـمـضـي هــــذا االتـــفــ­ـاق كــمــا اتـفـق عليه ائــتــالف إدارة الـــدولــ­ـة، قـبـل مـنـح الثقة لــلــســو­دانــي وحــكــومـ­ـتــه». وحـــــذر مـــن أن «أي تــراجــع عــن تنفيذ بـنـود االتــفــا­ق السياسي، سيدفع القوى السياسية، خصوصًا الكردية والـسـنـيـ­ة، التـخـاذ مـوقـف جـديـد مـن حكومة السوداني». فـــي املـــقـــ­ابـــل، أوضـــــح الـــقـــي­ـــادي فـــي «اإلطـــــا­ر التنسيقي» عـائـد الــهــالل­ــي، فــي حـديـث مع «الــعــربـ­ـي الـــجـــد­يـــد»، أن «الـــســـو­دانـــي وضـع مـــــــددًا زمـــنـــي­ـــة لــتــطــب­ــيــق فــــقــــ­رات بــرنــامـ­ـجــه الحكومي وكـذلـك بـنـود االتــفــا­ق السياسي الـذي حصل بن قوى ائتالف إدارة الدولة، وليست هناك أي نية لتسويف تلك املطالب، لــكــن هـــو يــعــمــل وفــــق املـــــدد الــزمــنـ­ـيــة الــتــي وضعها». وبن الهاللي أن «رئيس الوزراء يـدرك جيدًا خطورة عدم التزامه بتعهداته أمــــام الـــقـــو­ى الــســيــ­اســيــة، فــهــذا األمــــر ربـمـا يخلق لـه مشاكل سياسية تعيق وتعرقل عمله وأداءه الـحـكـومـ­ي، بالتالي هــو جاد بـقـضـيـة تـنـفـيـذ بــنــود االتـــفــ­ـاق الـسـيــاس­ـي، وفـــق الــدســتـ­ـور والـــقـــ­انـــون»، مـشـيـرًا إلـــى أن «بـــعـــض تـــلـــك الـــبـــن­ـــود يـــحـــتـ­ــاج إلـــــى تـــدخـــل مجلس الــنــواب، مــن خــالل التصويت على بعض القضايا التي تقع خارج صالحيات رئـــيـــس الـــحـــك­ـــومـــة، كـــحـــل هــيــئــة املـــســـ­اء لـــة والــعــدا­لــة وغــيــرهـ­ـا». وأضــــاف: «الــســودا­نــي شكل لجانًا حكومية مـن أجــل تنفيذ كافة فــقــرات بـرنـامـجـ­ه الـحـكـومـ­ي وكــذلــك فـقـرات بـــنـــود االتــــفـ­ـــاق الـــســـي­ـــاســـي، وهـــــذه الــلــجــ­ان تعمل بشكل يومي من أجل وضع اللمسات القانونية والفنية على تنفيذ تلك الفقرات، وال تـــوجـــد أي نـــيـــة لـــلـــسـ­ــودانـــي أو اإلطــــار التنسيقي لاللتفاف حول تلك الفقرات».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar