Al Araby Al Jadeed

جدل حول قانونية ترشح أردوغان للرئاسة

ناقض أركان الحكم في تركيا مزاعم المعارضة حول عدم قانونية ترشح الرئيس رجب طيب أردوغان إلى االنتخابات المقبلة

- إسطنبول ـ جابر عمر

تـفـجـرت مـواجـهـة جــديــدة بــني أركــــان الحكم واملعارضة في تركيا، بشأن ترشح الرئيس رجــــب طــيــب أردوغـــــ­ــان لــالنــتـ­ـخــابــات فـــي 14 مايو/ أيـار املقبل. وكـان زعماء 6 من أحزاب املـــعـــ­ارضـــة الـــتـــر­كـــيـــة قــــد أعـــلـــن­ـــوا، الـخـمـيـس املـــــاض­ـــــي، أن أردوغـــــ­ـــــان ال يــمــكــن­ــه الــتــرشـ­ـح لالنتخابات الرئاسية املقبلة، وفق الدستور والــقــوا­نــني الـحـالـيـ­ة، وتـرشـحـه يـعـد مخالفة للدستور. وينص الدستور الحالي وفق النظام الرئاسي املــــعــ­ــدل فــــي عـــــام 2017 عـــلـــى أن أي رئــيــس الجمهورية يحق له فترتان انتخابيتان فقط تمتد كل فترة إلى خمس سنوات، ويحق له الترشح للمرة الثالثة بشرط ذهاب البرملان إلـى االنتخابات املبكرة. وتـرى املعارضة أن االنـتـخـا­بـات ستجرى فــي وقتها الطبيعي، ولن تكون مبكرة، إذ ستجرى بقرار رئاسي وفق ما أعلن عنه أردوغان في األيام املاضية، ما يعني أنها املـرة الثالثة له، وهو أمر غير

ممكن دستوريًا. في املقابل، تدافع الحكومة عــن تــرشــح أردوغـــــ­ان بـالـقـول إن الـتـعـديـ­الت الدستورية التي جرت في 2017 ال تنظر إلى الــــوراء، وبالتالي كــان ترشحه لالنتخابات الــرئــاس­ــيــة فـــي 2018 األول، وفــــق الــدســتـ­ـور الـجـديـد، ويحق لـه الترشح فـي االنتخابات املقبلة. وقــــــال كــبــيــر مـــســـتـ­ــشـــاري أردوغـــــ­ــــــان، نــائــب رئـــيـــس الـــســـي­ـــاســـات الــقــانـ­ـونــيــة فـــي رئــاســة الجمهورية محمد أوجوم، في مقال نشر في موقع «خبر تورك» أمس الجمعة، إن «املادة 101 مـــن الـــدســـ­تـــور، الـــتـــي عـــدلـــت، تتضمن أحكام الترشح محددة بفترتني رئاسيتني، كـــل فـــتـــرة تــمــتــد إلــــى خــمــس ســــنــــ­وات، وهــي واضـحـة وال تحتاج ملـزيـد مـن التعديالت». وأضــــــا­ف أن «أحــــكـــ­ـام املــــــا­دة 101 الــجــديـ­ـدة ال تـعـنـي أنـــهـــا لـــم تـــعـــدل وهــــي نـفـسـهـا قبل الـــتـــع­ـــديـــال­ت، بـــل تـــم تــعــديــ­لــهــا بــمــا يـنـاسـب الـــنـــظ­ـــام الـــجـــد­يـــد، وهــــو مـــا يــعــنــي أن املــــادة دخلت مرحلة التنفيذ مع إقــرار التعديالت وتــطــبــ­يــق الــفــتــ­رتــني بــــدأ مـــع دخـــــول مـرحـلـة الـتـنـفـي­ـذ». وأكـــد أن «االنــتــخ­ــابــات الرئاسية في عام 2014 جرت وفق املـادة 101 بشكلها الــقــديـ­ـم، والــقــان­ــون الـــذي يحمل الــرقــم 6771 الذي نظم التعديالت الدستورية يحمل في نصه دخـول النظام الجديد مرحلة التنفيذ مع إجـراء االنتخابات الرئاسية والبرملاني­ة بنفس الــوقــت، وبالتالي التعديالت تشمل ما بعد انتخابات عام ،2018 وهو ما يعني أن فترة رئاسة أردوغــان األولـى لن تشملها التعديالت الدستورية الـجـديـدة». وأوضــح

أن «قـاعـدة االنتخاب لفترتني دخلت فعليًا بعد 30 إبـريـل/ نيسان ،2018 والتعديالت الـجـديـدة ال تعود بأثر رجعي فيما يتعلق بمادة واحدة فقط». كما شدد رئيس البرملان مصطفى شنطوب عــلــى أن ال مـعـيـقـات تــعــتــر­ض أردوغـــــ­ــان في الترشح لالنتخابات. وقـــال، فـي بـيـان أمس الجمعة، إن «موضوع ترشح أردوغــان ليس مــن شـــأن الــطــاول­ــة الـسـداسـي­ـة (لـلـمـعـار­ضـة). هـــي مــســألــ­ة دســـتـــو­ريـــة تـــم شــرحــهــ­ا سـابـقـًا، وتــرشــحـ­ـه وفـــق الــنــظــ­ام الــقــديـ­ـم مختلف عن الـــتـــر­شـــح وفـــــق الــــجـــ­ـديــــد». وأضـــــــ­ـاف: «فـــتـــرة الرئيس الحالية هي األولى ويمكن انتخابه مـــرة ثـانـيـة، والــنــقـ­ـاشــات الـحـالـيـ­ة ال مستند لها، حيث تم دمج املادتني 101 و201، وكتبت مـــــــاد­ة جــــديـــ­ـدة وفـــــق الـــتـــع­ـــديـــال­ت الـــجـــد­يـــدة والنظام الجديد». وفــــي الـــســـي­ـــاق، أعـــلـــن املـــتـــ­حـــدث بـــاســـم حــزب «العدالة والتنمية» الحاكم عمر تشيليك، في تغريدة، أنه «ال يوجد أي معيق أمام ترشح أردوغــــا­ن، واألرضــيـ­ـة التي تجرى فيها هذه الـنـقـاشـ­ات ليست قـانـونـيـ­ة». وقـــال: «تسعى

شنطوب: ال معيقات تعترض ترشح أردوغان لالنتخابات

الطاولة السداسية لتسييس الحقوق، وخنق طـــرق الـديـمـقـ­راطـيـة كـمـا فــي الــســابـ­ـق، ولكن الشعب يدرك الطرق القانونية ويدافع عنها، ومــن يخشى مواجهة أردوغــــا­ن بانتخابات ديمقراطية، يحاول عرقلة الرئيس بمعوقات خارج القانون والسياسة». وكـــان بـيـان الـطـاولـة السداسية للمعارضة، أول مــــــن أمـــــــس الــــخـــ­ـمــــيـــ­ـس، قــــــد اعــــتـــ­ـبــــر أن «الدستور والقوانني ال يدعان مجاال للشك فـــي أن أردوغـــــ­ـــان ال يـمـكـنـه الـــتـــر­شـــح لـلـمـرة الــثــالـ­ـثــة إلــــى االنـــتــ­ـخـــابـــ­ات الـــرئـــ­اســـيـــة، طـاملـا لـــم تــكــن عــبــر انـــتـــخ­ـــابـــات مــبــكــر­ة يـــدعـــو لها الـبـرملـا­ن. وتـرشـحـه، فـي انـتـخـابـ­ات 14 مايو املقبل، للمرة الثالثة يعتبر مخالفة للدستور وصــفــحــ­ة ســـــوداء جـــديـــد­ة فـــي تـــاريـــ­خ الــبــالد الديمقراطي، واملـعـارض­ـة تعلن لـلـرأي العام عـــدم قـبـولـهـا أي شـــيء يــتــجــا­وز الــدســتـ­ـور». يـشـار إلـــى أن إجــــراء االنـتـخـا­بـات البرملانية والــرئــا­ســيــة املــبــكـ­ـرة يـتـطـلـب قـــــرارًا بأغلبية 360 نائبًا في البرملان من أصل 600 يشكلون أعـضـاءه، فيما الطريق الثانية لالنتخابات املبكرة هي قرار صادر من قبل الرئيس نفسه. وفــــي ســيــاق مــرتــبــ­ط بــاالنــت­ــخــابــا­ت املـقـبـلـ­ة، كـــشـــف زعــــيـــ­ـم حــــــزب «هــــــــد­ى بــــــــا­ر» الــــكـــ­ـردي اإلســــــ­ـالمــــــ­ـي زكــــــري­ــــــا يــــابـــ­ـجــــي أوغـــــــ­لـــــــو، فــي تـصـريـحـا­ت صـحـافـيـة مــســاء الـخـمـيـس، أنـه «التقى أردوغان، ومن املحتمل أن تكون هناك لقاءات معه ومـع أحــزاب أخـرى للحديث عن تحالفات». وقال إن «أردوغــان عرض مسألة التحالف على الحزب، واآلن نعمل على تقييم األمر، وال يوجد حتى اآلن أمر سلبي».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar