وقف توزيع الغاز في تونس وسط البرد
أعــلــن مــوزعــو أســطــوانــات الــغــاز املــســال الــدخــول في إضــــراب شـامـل عــن الـعـمـل ملـــدة ثـالثـة أيـــام بــدايــة من االثنن املقبل، بينما تمر محافظات البالد في موجة برد شديدة، وذلك احتجاجا على رفض وزارة الطاقة التجاوب مع مطالب املهنين بزيادة منحة التوزيع بـــمـــوازاة ارتـــفـــاع كـلـفـة الــنــقــل بـسـبـب تــعــديــل أســعــار املـــحـــروقـــات. وقــــال رئــيــس الــغــرفــة الــوطــنــيــة ملــوزعــي قــــواريــــر الـــغـــاز املـــنـــزلـــي بــالــجــمــلــة مــحــمــد مــنــيــف إن املهنين متمسكون بـاإلضـراب عقب جلسة تفاوض مـــع مـــســـؤولـــن مـــن وزارة الـــطـــاقـــة كــــان يــفــتــرض أن تخصص ملناقشة وضع القطاع وإيجاد حلول تمنع توقف الشركات عن التوزيع. وأكد منيف في تصريح لـ«العربي الجديد» عـدم قبول سلطة اإلشــراف طلب املهنين تعديل منحة التوزيع رغم الخسائر الكبيرة الـــتـــي تـــطـــاول املــــوزعــــن. وأضــــــاف أنــــه يـــوجـــد اتــفــاق بـن غـرفـة املــوزعــن ووزارة الـطـاقـة يقضي بمنحهم زيـــــــادات دوريــــــة فـــي مــنــحــة الـــتـــوزيـــع تــــــراوح مـــا بن 60 و08 مليما سنويا، غير أن هــذه الــزيــادة لـم تعد كافية بعد رفــع أسـعـار املـحـروقـات خــالل سنة 2022 بـأكـثـر مــن 500 مـلـيـم. وأفــــاد منيف فــي ذات السياق بأن املوزعن مضطرون لوقف التوزيع رغم إدراكهم ألهمية أسطوانات الغاز في حياة األســر التونسية خالل هذه الفترة التي هبطت فيها درجـات الحرارة إلـى مستويات قياسية. ويؤمن أكثر من 200 موزع ألسـطـوانـات الـغـاز سنويا نقل 40 مليون أسطوانة مــن 7 مــراكــز تعبئة مــوزعــة عـلـى 3 مـحـافـظـات وهـي قابس ورادس في تونس العاصمة وبـنـزرت. ويزيد انــخــفــاض درجــــات الـــحـــرارة الـطـلـب عـلـى أسـطـونـات غـاز الطهي بنحو 30 في املائة بحسب اإلحـصـاء ات الــرســمــيــة. وتـمـثـل أســـطـــوانـــات الـــغـــاز مـكـونـا رئيسا فـي سلة األســـرة اإلنفاقية، حيث غالبا مـا تستعمل البيوت التونسية ما ال يقل عن أسطوانتن ما يجعل االرتفاع في ثمنها مكلفا للطبقة الفقيرة التي باتت تشمل ما ال يقل عن مليون أسرة. وفي أكتوبر/ تشرين األول املاضي، أقدمت حكومة تـــونـــس عـــلـــى زيـــــــادة أســــعــــار املــــحــــروقــــات بـــمـــا فـي ذلـــك أســطــوانــات غـــاز الـطـهـي بنسبة 14 فــي املـائـة بـعـد اســتــقــرار لــألســعــار دام أكــثــر مـــن 10 ســنــوات. وأســـطـــوانـــات الـــغـــاز املـــســـال املـــوجـــهـــة لـالسـتـهـالك العائلي من بن مـواد الطاقة املشمولة برفع الدعم ضـــمـــن خـــطـــة اإلصــــــــالح االقــــتــــصــــادي الــــتــــي بــــدأت الحكومة في تنفيذها.