كرة اليد المصرية
خيبة مونديالية وضياع حلم
تعيش الجماهير املصرية حالة مــن الــصــدمــة، فــي أعــقــاب خـسـارة مـنـتـخـب كــــرة الـــيـــد، أمـــــام نـظـيـره الــســويــدي بنتيجة )22-26( فــي الــــدور ربـع النهائي، وضياع حلم التأهل للدور نصف الـنـهـائـي لـبـطـولـة كـــأس الـعـالـم لليد املقامة حــالــيــا فـــي الـــســـويـــد وبـــولـــنـــدا، الـــتـــي يــســدل الستار عليها غدًا األحد. ورغم الخروج أمام بطل سابق للعالم، وسط أنصاره وجماهيره، وعـلـى ملعبه إال أن خــبــراء اللعبة، اعتبروا اإلقصاء صدمة كبيرة وانكسارًا الفتا، وفشال في عدم تحقيق الهدف املنشود الذي يجري
عاش منتخب مصر في بطولة كأس العالم لكرة اليد 2023 عددًا من األزمات الكبرى بين الجهاز الفني والعبيه، ما حرم الجماهير الرياضية أن ترى منتخبًا عربيًا يتأهل إلى نصف نهائي البطولة
اتهم مدرب المنتخب بمجاملة عدد من الالعبين في البطولة التحضير له منذ سنوات، وعجزا عن التأهل لنصف النهائي للمرة الثانية على التوالي. ويمثل فشل منتخب مصر فـي بلوغ املربع الــذهــبــي، إخـفـاقـا كـبـيـرًا يتحمل مسؤوليته املــديــر الـفـنـي اإلســبــانــي، روبـــرتـــو بـــارونـــدو، باإلضافة إلى االتحاد املؤقت املعني. وعانى
مـنـتـخـب مــصــر مـــن مــشــكــالت، قــبــل انـطـالقـة كـــأس الــعــالــم، فــرضــت املـــخـــاوف مـبـكـرًا على الــجــمــاهــيــر، وبــالــفــعــل ظــهــر تــأثــيــرهــا على األداء في البطولة، والخسارة أمام الدنمارك والسويد (على الترتيب). أولى األزمات التي ضربت املنتخب عدم ضم أحمد األحمر قائد املنتخب ونجم الزمالك والهداف األسطوري لـ«الفراعنة» في بطوالت العالم، رغم تراجعه عن قرار االعتزال الدولي، عقب إصابة زميله املـــحـــتـــرف يــحــيــى خـــالـــد، وتـــأكـــد غــيــابــه عن البطولة، بسبب خالفات بني األحمر وإدارة االتحاد، وكذلك توتر عالقته مع املدرب بعد أمم أفريقيا األخيرة. وانـــفـــجـــرت أزمـــــة ثــانــيــة فـــي مـنـتـخـب مـصـر، تمثلت في اتهام املدير الفني باملجاملة في االخـتـيـارات، واستبعاد حــارس مرمى كبير ومــحــتــرف فــي الـــخـــارج، وهـــو مـحـمـد عصام الطيار، بداعي منح الفرصة لحراس األهلي والـزمـالـك عبد الرحمن حميد ومحمد علي لـــلـــعـــب، بـــجـــانـــب املـــخـــضـــرم كـــريـــم هــــنــــداوي، وهــو أمــر تسبب فــي اتــهــام بــارونــدو بـإثـارة الحساسية بني العبي الزمالك واألهـلـي في الـحـصـول على فـرصـة اللعب للمنتخب في بـطـولـة الــعــالــم، وهـــو مــا كـــان لــه تـأثـيـر كبير عـلـى الــــروح املـعـنـويـة داخـــل الـفـريـق، إضـافـة إلى قوة املجموعة التي غابت. وثـــالـــث املــشــكــالت الــتــي فــرضــت نـفـسـهـا في املـنـتـخـب، كـانـت فــي غـيـاب الـقـائـد الحقيقي لــــالعــــبــــني، بـــســـبـــب ابــــتــــعــــاد أحــــمــــد األحــــمــــر، والتأثير الـالفـت على زمـالئـه، بما يملك من خـــبـــرات أتـــاحـــت لـــه الــســيــطــرة عــلــى زمــالئــه ورفـــع الـــروح املعنوية بـاملـبـاريـات الصعبة، بـــاإلضـــافـــة إلــــى قـيـمـتـه كــقــائــد. وإلــــى جـانـب املــشــكــالت الـــتـــي ضـــربـــت املــنــتــخــب املـــصـــري، ظـهـرت مسؤولية املـديـر الفني عـن الـخـروج مــن الــــدور ربـــع الـنـهـائـي، فـقـد ظـهـر واضـحـا عــدم متابعته الجيدة لالعبني قبل انطالقة البطولة، وإعالن القائمة، بسبب عدم تفرغه، وعمله مدربا لفريق أملاني باألشهر املاضية، واملــثــيــر فـــي األمــــر شــعــور املـــــدرب اإلســبــانــي بــــالــــغــــرور، وهــــــو مــــا ظـــهـــر عـــلـــى تــصــرفــاتــه وقراراته األخيرة، على خلفية استمراره في منصبه، والجمع بني منتخب ونـــاد، وليس الــتــفــرغ لــلــفــريــق املـــصـــري، وهــــو األمــــر الـــذي كـــان يــهــدد اســـتـــمـــراره فـــي الـصـيـف املــاضــي، ووقـــتـــهـــا فــــرض بــــارونــــدو كــلــمــتــه متسلحا بفوزه ببطولة أمم أفريقيا، فاضطر االتحاد خشية مــن غـضـب الــــرأي الــعــام لـإبـقـاء على املدرب واستمراره مع ناديه األملاني. وشملت أخطاء املدير الفني في إدارة منتخب مصر، أمرًا ثالثا، تمثل في تأخره حسم هوية قائد املنتخب، وصناعة أزمــة ليس لها مبرر في ظـل رغـبـة أكـثـر مـن العــب فـي الـحـصـول على الشارة، مع غياب نجمه الكبير أحمد األحمر، ودارت أزمــة داخلية، بطالها كريم هنداوي ومــحــمــد مـــمـــدوح هــاشــم أكــثــر العـــبـــني، كـانـا يــرغــبــان فـــي الــحــصــول عــلــى شــــارة الــقــيــادة في البطولة، ألول مرة في مسيرة كل منهما الــدولــيــة، يــضــاف لـهـا اتــهــام املــــدرب بتدليل العبني بأعينهم مثل يحيى الدرع، الذي كان
يملك عالقات متوترة مع زمــالء له في وقت سابق بعد احترافه في أوروبـــا، ومـن بينهم حسن قداح. وظـــهـــر خـــطـــأ آخـــــر لـــلـــمـــدرب اإلســــبــــانــــي فـي إدارتــه ملباريات منتخب مصر في البطولة، وتــحــديــدًا عــنــد مـــالقـــاة الـــدنـــمـــارك فـــي خـتـام الــــدور الـرئـيـسـي، ثــم الـسـويـد فــي الــــدور ربـع الـــنـــهـــائـــي، وهــــو اخـــتـــيـــاره الـــخـــاطـــئ لـالعـبـه مــحــمــد ســنــد املـــحـــتـــرف فـــي فــرنــســا لتنفيذ رميات الجزاء املحتسبة للمنتخب املصري، رغم وجود العبني أفضل في تنفيذ الرميات، مـثـل إبــراهــيــم املــصــري، وحـسـن قـــداح وعلي