إقبال ضعيف وخروقات
سجلت الجولة الثانية من االنتخابات البرلمانية في تونس نسبة مشاركة متدنية، بلغت قبل 3 ساعات من غلق مراكز االقتراع 7.7 بالمائة
لـــم تـشـهـد مـــراكـــز االقــــتــــراع الـتـونـسـيـة فـــي الــجــولــة الــثــانــيــة مـــن االنــتــخــابــات الـبـرملـانـيـة، أمـــس األحــــد، أي مـفـاجـآت على صعيد نسبة اإلقـبـال، إذ سجلت نــســبــة مـــشـــاركـــة مــتــدنــيــة، بــلــغــت قبل 3 ســـاعـــات مـــن إغــــاق مـــراكـــز االقـــتـــراع 606731 ناخبا من إجمالي 7853447 نـــاخـــبـــا بــنــســبــة 7.7 بـــاملـــائـــة، فــــي ظـل مــــقــــاطــــعــــة كـــــبـــــيـــــرة مـــــــن قـــــبـــــل مـــعـــظـــم األحــــزاب السياسية فـي الــبــاد. وهـذه الــنــســبــة لــــم تــتــعــد نــســبــة اإلقــــبــــال فـي جولة االنتخابات األولـــى التي بلغت 11 بــاملــائــة، وهـــي نـسـبـة قـــال منتقدو الـرئـيـس الـتـونـسـي قـيـس سـعـيـد إنها تقوض حديثه عن الدعم الشعبي الذي تحظى بــه إجـــراءاتـــه مـنـذ 25 يوليو/ تموز .2021 وأشـــار رئيس الهيئة العليا املستقلة لـــانـــتـــخـــابـــات، فــــــاروق بــوعــســكــر، في مؤتمر صحافي أمــس، إلــى أن «هناك 262 مــرشــحــا، 87 بــاملــائــة ذكـــــور و31 بــاملــائــة إنـــــاث»، يـتـنـافـسـون عـلــى 131 مقعدًا فـي الـبـرملـان الجديد (مــن أصل .)161 وأوضــــــــــح أن نـــســـبـــة اإلقـــــبـــــال تعتبر مرضية مـقـارنـة بنفس الفترة مـن االنتخابات السابقة (سجلت عن حــدود الساعة 11 صباحا نحو 4.71 بــاملــائــة). وكـــان عـسـكـر، قــد أفـــاد خـال نــدوة صحافية أول مـن أمــس السبت، أن اإلعـان عن النتائج األولية للدورة الــثــانــيــة مـــن االنــتــخــابــات التشريعية ســـيـــكـــون فــــي أجــــــل أقــــصــــاه األربــــعــــاء املقبل، على أن يتم اإلعان عن النتائج الــنــهــائــيــة لــانــتــخــابــات إثــــر انــقــضــاء كـافـة الطعون والــبــت فيها فـي أجــل ال يتجاوز السبت 4 مارس/ آذار املقبل. فـــــــي هـــــــــذه األثـــــــــنـــــــــاء، أكـــــــــــدت رئـــيـــســـة «مـــرصـــد شـــاهـــد»، عـــا بـــن نــجــمــة، في حديث لـ«العربي الجديد»، أن «هناك رفــضــا مـــن قــبــل أعـــــوان الـهـيـئـة العليا املـسـتـقـلـة لـانـتـخـابـات ملــد املـاحـظـني (املـراقـبـني) بنسب املشاركة في مراكز االقــتــراع». ولفتت إلـى أن «هــذا مؤشر خـطـيـر خــاصــة أمــــام الــضــعــف الكبير للمقترعني، إذ إن هناك إقباال ضعيفا جـــرت مـاحـظـتـه». واعـتـبـرت أن «أبـــرز اإلشكاليات التي واجهها املاحظون هو عـدم قبول بعض املراكز لبطاقات اعــــتــــمــــادات مــمــنــوحــة لـــهـــم مــــن الـــــدور األول». كـــمـــا أوضــــحــــت أنـــــه «لـــوحـــظ وجـود سيارات إداريــة تنقل الناخبني إلـــــى مــــراكــــز االقـــــتـــــراع وتــــؤثــــر عـلـيـهـم للتصويت ملرشحني دون آخرين، إلى جانب خرق الصمت االنتخابي». بدوره، أشار رئيس «منظمة مراقبون» سـلـيـم بـــوزيـــد، فـــي حــديــث لـــ«الــعــربــي الجديد»، إلى أن «هناك حجبا لأرقام مــــن قـــبـــل رؤســــــــاء املـــكـــاتـــب عـــلـــى غـيـر الـعـادة». ولفت إلـى أن املنظمة «كانت فـــي الــســابــق تـطـلـع الـــــرأي الـــعـــام على الــنــســب أوال بـــــأول، ولــكــن لــأســف تم التكتم على األرقام هذه املرة». من جهته، أكد عضو هيئة االنتخابات، ماهر الجديدي، لـ «العربي الجديد»، أن «أغلب التجاوزات في املجمل بسيطة ولـــم تــتــجــاوز 10 مـخـالـفـات فـــي كـامـل الـجـمـهـوريـة، ويـمـكـن وصـــف بعضها بـسـوء التفاهم بــني بعض املسؤولني عــــلــــى مـــــراكـــــز االقـــــــتـــــــراع واملــــاحــــظــــني واإلعـــامـــيـــني». ولــفــت إلـــى أن «الهيئة تـــمـــكـــنـــت مــــــن حـــلـــهـــا وهــــــنــــــاك أخــــــرى ســـيـــســـعـــى املـــجـــلـــس لـــحـــلـــهـــا والـــنـــظـــر فيها». من ناحيته، أوضـح املتحدث الرسمي بــــــاســــــم الــــهــــيــــئــــة الــــعــــلــــيــــا املـــســـتـــقـــلـــة لانتخابات، محمد التليلي املنصري، فــي املـؤتـمـر الـصـحـافـي لــ«الـهـيـئـة» أن «التقييم لضعف اإلقبال سيحني وقته وينبغي أن يكون موضوعيا وعلميا. كما أكد أن «ثلث الجسم االنتخابي، أي في حـدود 30 باملائة هو الـذي يشارك عادة وهو املعني بالحياة السياسية، ولـــــهـــــذا الــــتــــراجــــع بـــالـــتـــأكـــيـــد أســـبـــاب ينبغي بحثها». وخــــــــــــــال الـــــــــــــــــدور األول، حــــســــمــــت االنــتــخــابــات فـــي 23 دائـــــرة فــقــط (فـــاز فـيـهـا 3 نــســاء و02 رجــــــا)، وبــقــيــت 7 دوائــر بالخارج با انتخابات بسبب عـدم ترشح أي شخص فيها، وهـو ما سيفرض إجراء انتخابات جزئية فيها بــعــد تـنـصـيـب الــبــرملــان الــجــديــد الـــذي سيبدأ أعماله منقوصا. وفـي ظل التركيز على نسب املشاركة فـــي االنــتــخــابــات لـتـبـيـان مــــزاج الـــرأي الــــــعــــــام الـــــتـــــونـــــســـــي، تـــــبـــــرز مــــخــــاوف املـــعـــارضـــة مــــن أن تــــحــــاول الــســلــطــات تضخيم األرقـــــام. مــع اإلشـــــارة إلـــى أن هـــيـــئـــة االنــــتــــخــــابــــات ســتــعــتــمــد نـسـب إقبال الدور الثاني كنسبة رسمية لكل االنتخابات البرملانية. وسـيـكـون للمجلس الـنـيـابـي الجديد عــدد قليل جــدًا مـن الصاحيات، إذ ال يمكنه على سبيل املثال عزل الرئيس وال مــــســــاءلــــتــــه. ويــــتــــمــــتــــع الـــرئـــيـــس باألولوية في اقتراح مشاريع القوانني. كـمــا ال يـشـتــرط الــدســتــور الــجــديــد أن تنال الحكومة التي يعينها الرئيس ثقة البرملان.
عال بن نجمة: هناك إقبال ضعيف جرت مالحظته