Al Araby Al Jadeed

اليمن: ملفات عالقة تنتظر العليمي في عدن

- عدن ـ فارس الجالل

تنتظر طـاولـة مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشــاد العليمي، فـي قصر املعاشيق بالعاصمة املؤقتة عـدن التي عاد إليها مساء أول من أمس السبت، ملفات عدة تحتاج البحث فيها بعد أكثر من شهرين من الغياب. وأفصح العليمي، في تصريح نقلته وكــالــة «ســبــأ» الـتـابـعـ­ة للشرعية، عــن بعض تــلــك املـــلـــ­فـــات، إذ تــحــدث عـــن تـهـيـئـة األجــــوا­ء لعمل جميع مـؤسـسـات الــدولــة مــن الــداخــل، وإعـــــــ­ـادة بـــنـــاء املــــؤسـ­ـــســــات، ومـــلـــف تـحـسـني األوضـــــ­اع املعيشية واالقــتــ­صــاديــة، وتـعـزيـز حضور اليمن في محيطه اإلقليمي والدولي على املستويات كافة. كما وعد اليمنيني بأن يشهد هذا العام تدخالت حيوية في مختلف املـــــجـ­ــــاالت، مــــن خـــــالل وضـــــع حـــجـــر األســـــا­س لـلـعـديـد مـــن املــشــار­يــع الـخـدمـيـ­ة واإلنـمـائ­ـيـة بدعم سعودي إماراتي. وتطرق العليمي إلى مـلـف الــســالم بطريقة مـخـتـصـرة، ولـــم يعطه أولــــويـ­ـــة فـــي تــصــريــ­حــه، بـــل جــعــلــه هـامـشـيـًا مـن خــالل التعريج إلــى جزئية التأكيد على الــتــمــ­ســك بــنــهــج الـــســـا­لم الـــشـــا­مـــل واملـــســ­ـتـــدام املــــبــ­ــنــــي عــــلــــ­ى املــــرجـ­ـــعــــيـ­ـــات الـــــثــ­ـــالث وطـــنـــي­ـــًا وإقليميًا ودوليًا، وأهمها قرار مجلس األمن الدولي .2216 وأشار مصدر مقرب من مجلس الـــقـــي­ـــادة الــــرئــ­ــاســــي، فــــي حـــديـــث لــــ «الـــعـــر­بـــي الجديد»، إلـى أن موقف العليمي فيه إشـارة إلـــى «تـجـاهـلـه كــل الــضــغــ­وط وكـــل مــحــاوال­ت الـــحـــو­ثـــيـــني تـــحـــقـ­ــيـــق انــــتـــ­ـصــــار إعـــــالم­ـــــي مـن خــالل الشائعات التي يطلقونها بـني الحني واآلخر». ولفت إلى أن «هناك ملفات أخرى لم يفصح عنها، مثل ملف التوتر بني املجلس االنـتـقـا­لـي ومـجـلـس الــقــيــ­ادة الــرئــاس­ــي فيما يخص وادي حضرموت، فضال عن ملف دمج األجهزة األمنية والعسكرية، وإعادة صناعة رؤية جديدة للتعامل من خاللها في الصراع مـع جماعة الحوثيني، وملف بقاء الحكومة من عدمه، وتوسيع دائرة املحاصصة». وتـــتـــر­اكـــم الــقــضــ­ايــا الــعــالـ­ـقــة ألســـبـــ­اب عـــدة، مـن بينها عجز الحكومة عـن حلها بسبب الـتـعـقـي­ـدات الـسـيـاسـ­يـة الــتــي واجـهـتـهـ­ا في عـــــــدن، وتـــنـــت­ـــظـــر مــــن رئــــيـــ­ـس املـــجـــ­لـــس فـتـح طريق لها لتحريك بعض هذه امللفات على املــســتـ­ـوى الـــداخــ­ـلـــي. ومــــن بـــني هــــذه املـلـفـات تفعيل مؤسسات وأجـهـزة الـدولـة، ال سيما عــقــب الــفــشــ­ل فـــي الـــحـــف­ـــاظ عــلــى االســـتــ­ـقـــرار االقتصادي الذي انهار إلى أدنى مستوياته في األشهر األخيرة. بــدوره، أكد الصحافي واملـــحــ­ـلـــل الـــســـي­ـــاســـي، مـــاجـــد الـــــداع­ـــــري، فـي حديث لـ «العربي الجديد»، أن أولى أولويات العليمي تتمثل فــي مللمة صـفـوف مجلسه الـرئـاسـي، وإعـــادة نـوابـه، ثـم تعيني حكومة كــــفــــ­اءات وطـــنـــي­ـــة جـــــديــ­ـــدة». وأشـــــــ­ار إلـــــى أن هـــذه الـحـكـومـ­ة يـجـب أن تـكـون «قــــادرة على الـــتـــع­ـــامـــل مــــع املـــلـــ­ف االقــــتـ­ـــصــــاد­ي، وإيـــجـــ­اد حلول بديلة عن عوائد النفط، كتحصيل كل املوارد من مختلف املحافظات واملؤسسات، وإلـــزام كبار املكلفني بدفع ضرائبهم بعدن بــدال مـن صنعاء، كذلك إلـــزام جميع البنوك واملــــؤس­ــــســــا­ت الـــحـــك­ـــومـــيـ­ــة بـــنـــقـ­ــل مـــراكـــ­زهـــا الـرئـيـسـ­يـة مــن صـنـعـاء إلـــى عــــدن، ومعاقبة املتخلفني بإدراجهم في القائمة الـسـوداء». كـــمـــا شـــــدد عـــلـــى أن الـــشـــر­عـــيـــة تـــضـــمـ­ــن مـن خالل هذه اإلجــراءا­ت تحصيل مـوارد كافية تـعـوضـهـا عـــن مـــــوارد الــنــفــ­ط، وتـمـكـنـه­ـا من الــقــيــ­ام بــالــتــ­زامــاتــه­ــا، وصـــــرف كـــل مـرتـبـات مــوظــفــ­يــهــا، وتـــوفـــ­يـــر الـــخـــد­مـــات األســاســ­يــة للشعب املنكوب باألزمات. في السياق، لفتت املــوظــف­ــة الـحـكـومـ­يـة، أمـــل ســالــم، لــ«الـعـربـي الـــــجــ­ـــديـــــ­د»، إلــــــى أنــــهـــ­ـا تــــأمـــ­ـل أن تــســتــع­ــيــد املـــؤســ­ـســـات الــحــكــ­ومــيــة فـــي عــــدن عـافـيـتـه­ـا، وتــقــوم بـواجـبـات­ـهـا، ويتمكن املـوظـفـو­ن من مزاولة وظائفهم ومهنهم، وتصرف رواتبهم بعد رفعها لتتناسب مـع الـوضـع املعيشي الــــذي تـسـبـب بــه انــهــيــ­ار الـعـمـلـة، وأدى إلـى ارتــفــاع األســعــا­ر. ولفتت إلــى أنـهـا كموظفة ومواطنة، ومثلها الكثير، ال تهتم بمن يحكم بــقــدر مـــا يـهـمـهـا تــوفــيــ­ر األمــــن والـــوظــ­ـائـــف، وتحسني الوضع املعيشي للمواطن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar