Al Araby Al Jadeed

إقالة رئيس حزب المحافظين

- لندن ـ ديمة ونوس

بـــــعـــ­ــد أســـــــب­ـــــــوع مـــــــن تـــــصـــ­ــاعـــــد الـــــجــ­ـــدل واالنتقادا­ت واملطالب بعزله، أقيل صباح أمـــس األحــــد، رئـيـس حـــزب «املـحـافـظ­ـن» ناظم الـزهـاوي مـن منصبه على خلفية قضية الـتـهـرب الـضـريـبـ­ي. وقـــال رئيس الــــــوز­راء الـبـريـطـ­انـي ريــشــي ســونــاك في رســـالـــ­تـــه املـــوجــ­ـهـــة لـــلـــزه­ـــاوي، إنــــه وعــد مــع وصــولــه إلـــى الــزعــام­ــة بـالـسـعـي إلـى «النزاهة والكفاءة املهنية واملساءلة على كل املستويات»، وإن املستشار األخالقي الـــخـــا­ص لـــــوري مـــاغـــن­ـــوس، الـــــذي كـلـفـه سوناك بمتابعة التحقيقات في قضية الزهاوي، قد خلص إلى «وجـود انتهاك خطير» للقانون الـوزاري. وختم سوناك رسالته بالتذكير بما سماها اإلنجازات الـــتـــي حـــقـــقـ­ــهـــا الـــــزهـ­ــــاوي فــــي املــنــاص­ــب الـعـديـدة التي شغلها، ال سيما منصب وزيــــــر الـــلـــق­ـــاحـــات فــــي حـــكـــوم­ـــة صــديــقــ­ه الزعيم األسبق بوريس جونسون. وفـــــي رده عـــلـــى رســــالــ­ــة اإلقـــــا­لـــــة، عــبــر الـــــزهـ­ــــاوي عــــن قــلــقــه مــــن ســـلـــوك بـعـض وسائل اإلعالم خالل األسابيع األخيرة، موجهًا االعتذار لعائلته على «الخسائر التي سببتها هـذه القضية»، ومتعهدًا «بدعم الحكومة من املقاعد الخلفية». وكـــانـــ­ت قــضــيــة الـــتـــه­ـــرب الــضــريـ­ـبــي قد أثيرت للمرة األولى مع تعين الزهاوي وزيـــــرًا لـلـمـالـي­ـة فـــي حــكــومــ­ة جـونـسـون خلفًا لريشي سـونـاك، إال أن جونسون الـــــذي كــــان يــكــافــ­ح لــلــبــق­ــاء فـــي منصبه تجاهل القضية آنــــذاك. بعدها بأشهر أصــبــح الــــزهــ­ــاوي مــحــور أول فضيحة كبيرة يتعرض لها سـونـاك الـــذي وعد بـ«النزاهة واملـسـاءل­ـة». كما أن القضية هـــــي الـــــزلـ­ــــة الـــســـي­ـــاســـيـ­ــة األولـــــ­ــــى ربـــمـــا فــــي مـــســـيـ­ــرة طـــويـــل­ـــة بــــدأهــ­ــا الــــزهــ­ــاوي فــــي الـــحـــم­ـــلـــة االنـــتــ­ـخـــابـــ­يـــة لــلــســي­ــاســي البريطاني جيفري آرتشر في عام ،1999 ثـــم فـــي تــأســيــ­س شــركــة االســتــط­ــالعــات الشهيرة «يـــوغـــو­ف»، وفــي طــرق أبــواب الـبـرملـا­ن فــي عــام 2010 ليصبح عضوًا عـن ستراتفورد، فـي مقاطعة وركشير. وكان الزهاوي الذي عمل في العراق في مرحلة مـا بعد صـــدام حـسـن، قـد رافـق كبار أعضاء حكومة إقليم كردستان في لقاءاتهم واجتماعاته­م مع املسؤولن البريطانين بمن فيهم جونسون. وقال مــصــدر مــطــلــع لـــ«الــعــربـ­ـي الــجــديـ­ـد» إن الزهاوي سعى طوال السنوات املاضية للتوفيق بــن أنـشـطـتـه الـتـجـاري­ـة وفـي مــجــال األعـــمــ­ـال وبـــن عـمـلـه الـسـيـاسـ­ي، وإنـــــه كــــان حــريــصــًا عــلــى عــــدم ارتـــكـــ­اب أي هفوة من شأنها التأثير سلبًا على طموحاته السياسية في بريطانيا. يـــذكـــر أن الــــزهــ­ــاوي سـيـنـشـر مـــذكـــر­اتـــه فـــي وقــــت الحــــق مـــن هــــذا الــــعـــ­ـام، إال أن «فايننشال تايمز» تقول إن عليه إعادة كـتـابـة الـفـصـل األخــيــر مــن الـكـتـاب بعد الفضيحة األخــيــر­ة الـتـي أثـيـرت بحقه. وحتى وإن اضطر الـزهـاوي إلـى إعـادة كتابة بعض أجــزاء سيرته، إال أن لديه فـــيـــض مــــن الــــذكــ­ــريــــات و«اإلنــــــ­جــــــازا­ت» الــتــي تـسـتـحـق الـتـوثـيـ­ق كـطـفـل عـراقـي وصـــل إلـــى بـريـطـانـ­يـا مــع عائلته هربًا مـــن اضـــطـــه­ـــاد الـــرئـــ­يـــس الــــراحـ­ـــل صـــدام حـــســـن، ولــــم يــكــن يــتــحــد­ث اإلنـكـلـي­ـزيـة بـــعـــد، إال أن الـــهـــج­ـــرة والـــلـــ­جـــوء وعــــدم امـــتـــا­لك «مــفــاتــ­يــح» هـــذا الــبــلــ­د، لـــم تعق تسلله إلـى مراكز الحكم وصنع القرار. وسـيـتـعــ­ن عـلــى الـــزهـــ­اوي ربــمــا إعـــادة كتابة الفصل املتعلق بوصوله وعائلته إلــــى بــريــطــ­انــيــا، خــصــوصــًا أن حـكـومـة «املـــــحـ­ــــافــــ­ـظـــــن» الـــــتــ­ـــي يـــنـــتـ­ــمـــي إلـــيـــه­ـــا، ويتعهد اليوم باالستمرار في دعمها، تـــنـــوي تــرحــيــ­ل أمـــثـــا­لـــه إلــــى روانــــــ­ـدا أو إعادتهم إلى بلدهم األصلي.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar