نمو تجارة المنطقة الحرة مع سورية
قـــال مــديــر عـــام املنطقة الــحــرة األردنـــيـــة الــســوريــة املشتركة عـــرفـــان الــخــصــاونــة، فـــي تــصــريــح لـــ «الــعــربــي الـــجـــديـــد»، إن املنطقة تشهد تطورا في أعمالها بعد إعـادة تشغيلها منذ عام تقريبا، إثر توقفها عام 2014 بسبب تعرضها العتداء ات مـن قبل الـجـانـب الــســوري على خلفية االضــطــرابــات هناك. وأضاف الخصاونة أنه بعد اتخاذ اإلجراء ات الالزمة إلعادة عمل الـعـديـد مـن االسـتـثـمـارات القائمة فـي املنطقة وإعـــادة تأهيلها، بدأت البضائع تتدفق في االتجاهني، حيث بلغت كمية البضائع على الجانب األردني العام املاضي 131 ألف طن بقيمة 460 مليون دوالر، وعـدد الشاحنات الناقلة بلغ 7100 شاحنة 5400و سيارة ركــوب صغيرة. وأشــار إلـى أن الــبــضــائــع عــلــى الــجــانــب الـــســـوري بـلـغـت نــحــو 45 ألـــف طن بقيمة 20 مليون دوالر، في حني بلغ عدد الشاحنات الناقلة 1100 شاحنة 240و سيارة ركـوب متوسطة. وقـال إن حركة البضائع الداخلة والخارجة من املنطقة في ازدياد، ويتوقع أن ترتفع الكميات املشحونة من خاللها العام الحالي، مشيرا إلى أن املشاريع القائمة في املنطقة والتي صوبت أوضاعها بلغ عددها 205 مشاريع، فيما تم تسجيل استثمارات جديدة مـن خــالل إبـــرام 18 عـقـدا حتى اآلن، وهـنـالـك عـقـود ستوقع الحــقــا. وبــــني الــخــصــاونــة أن حـجـم املــشــاريــع االسـتـثـمـاريـة القائمة في املنطقة الحرة كـان قبل األزمــة السورية حوالي 1.4 مليار دوالر، لكنه انخفض بسبب التداعيات الناتجة عن األحــداث التي شهدتها سورية، إضافة إلى جائحة كورونا وتداعياتها، ومؤخرا الحرب الروسية األوكرانية. وأشار عرفان إلى أن قيمة املشاريع االستثمارية في املنطقة الـحـرة األردنــيــة الـسـوريـة املشتركة انخفضت بشكل كبير، جراء تداعيات الحرب في سورية وما تبعها من أزمات دولية كجائحة كورونا، إضافة للحرب الروسية على أوكرانيا. وتـقـدر مساحة املنطقة بحوالي 6500 دونـــم، مستغل منها حــالــيــا 1500 دونـــــم (الــــدونــــم = 1000 مــتــر مـــربـــع) وقــابــلــة لالستثمار. وبلغ عدد عقود االستثمارات القائمة في املنطقة قـبـل تـراجـعـهـا 590 عـقـد تشغيل ملستثمرين فــي قـطـاعـات مـخـتـلـفـة، مـنـهـا 100 عــقــد ملـــعـــارض ســـيـــارات واألخــــــرى في مجاالت الصناعة والتجارة والتخزين. وتوقفت املنطقة عن العمل منذ إبريل/ نيسان ،2015 بسبب تعرضها لالعتداء ات والـتـخـريـب. ودعـــا الـخـصـاونـة املستثمرين لـالسـتـفـادة من الفرص املتاحة في املنطقة الحرة األردنية السورية للعقود التي كانت مبرمة، مع إمكانية إقامة استثمارات جديدة في ضوء ارتفاع مناولة البضائع والتجارة واألعمال املختلفة. وتوفر املنطقة حوالي 5 آالف فرصة عمل من الجانبني، إذ يدخل العاملون يوميا إلــى املنطقة ويعملون فـي مجاالت الـتـحـمـيـل والـتـخـلـيـص وســـاحـــات املـسـتـثـمـريـن واملــصــانــع. وقــــال الــخــصــاونــة ســابــقــا: «بـالـنـسـبـة لــقــطــاع الــشــحــن، كــان يدخل حوالي ألف شاحنة يوميا، وبالتالي، تشغيل املنطقة سينعكس بشكل كبير على العديد من القطاعات، من بينها قـطـاع الـشـحـن الــبــري، بــاإلضــافــة إلـــى تنشيط الــتــجــارة بني البلدين، خاصة تجارة الترانزيت». وفي عام ،2014 بلغ حجم البضائع الداخلة والخارجة من خالل املنطقة 3.5 ماليني طن من مختلف البضائع، قيمتها حوالي 1.5 مليار دوالر، بما فيها تجارة الترانزيت. وما زالت التجارة البينية بني البلدين في الحدود الدنيا وال تتجاوز 100 مليون دوالر سنويا، لعدة أسباب، أهمها قانون قيصر األميركي الذي فرضت بموجبه قيود على التجارة مع سورية ملختلف البلدان، وكذلك وضع قيود من قبل الجانبني على تبادل بعض السلع وربطها بموافقات مسبقة. ويأتي ذلـــك فــي الــوقــت الـــذي يـطـالـب فـيـه الـقـطـاع الــخــاص األردنـــي بـإزالـه تلك القيود وتحرير السلع مـن املــحــددات الخاضعة لها، بهدف تنشيط حركة التجارة وخاصة تجارة الترانزيت، كون سورية هي خط الترانزيت الوحيد لألردن للوصول إلى كثير من األسواق.