Al Araby Al Jadeed

«زلّة أمنية» سّهلت تفجير مسجد بيشاور

- إسالم أباد ـ صبغة اهلل صابر

تـــــواصـ­ــــل انــــتـــ­ـشــــال الــــجـــ­ـثــــث مـــــن تــحــت األنــقــا­ض، أمــس الـثـاثـاء، بعد الهجوم فــي مسجد داخـــل مـقـر شــرطــة بيشاور شـمـال غــرب باكستان وخـلـف أكـثـر من 100 قتيل 221و مصابًا. ووقع التفجير، أول مـــــن أمــــــس اإلثـــــن­ـــــن، أثـــــنــ­ـــاء صـــاة العصر في هذا املوقع بالغ الحساسية من املدينة التي تبعد 50 كيلومترًا عن الـحـدود مع أفغانستان، والتي شهدت تدهورًا في الوضع األمني في السنوات األخـــيــ­ـرة. وقـــال مــســؤولـ­ـون إن أكــثــر من 300 مــصــل كـــانـــو­ا يـــــؤدون الـــصـــا­ة في املـــســـ­جـــد، بـيـنـمـا كــــان املـــزيــ­ـد مـــن رجـــال الــشــرطـ­ـة فـــي طـريـقـهـم لـــدخـــو­ل املسجد عـنـدمـا فـجـر املــهــاج­ــم سـتـرتـه الـنـاسـفـ­ة صــبــاح أول مـــن أمــــس. وأدى االنــفــج­ــار إلى تطاير جزء من السقف، وسرعان ما انهار ما تبقى منه، ما أدى إلى إصابة عــــدد أكــبــر مـــن املــصــلـ­ـن، وفــقــًا لـضـابـط الـــشـــر­طـــة لــظــفــر خــــــان. واضــــطــ­ــر رجــــال اإلنقاذ إلى إزالـة أكـوام الركام للوصول إلـــــى املـــصـــ­لـــن الــــذيــ­ــن مــــا زال بـعـضـهـم محاصرا تحت األنقاض. ولــفــت املــتــحـ­ـدث بــاســم الــــطـــ­ـوارئ، بــال أحمد فايزي، في حديث لوكالة «فرانس برس» إلى أنهم سيزيلون «هذا الصباح (أمس) القسم األخير من السقف املنهار لنتمكن مــن انـتـشـال املــزيــد مــن الجثث لكننا متشائمون بشأن فــرص العثور على ناجن آخرين». من ناحيته، أشار وزيـــــــ­ر الـــــدفـ­ــــاع الـــبـــا­كـــســـتـ­ــانـــي، خـــواجـــ­ة آصف، خال تقديم إيجاز أمام البرملان حـــول االنــفــج­ــار أمـــس، إلـــى أن «طـالـبـان ــــــ أفـــغـــا­نـــســـتـ­ــان تـــقـــوم بـــانـــت­ـــهـــاك تـــوافـــ­ق الدوحة وتسمح لطالبان الباكستاني­ة بــاســتــ­خــدام أراضـــيــ­ـهـــا ضـــد مصالحنا ولشن هجمات فـي باكستان»، معتبرًا أنــــــه يـــتـــعـ­ــن عـــلـــى بـــاكـــس­ـــتـــان مـــراجـــ­عـــة

ســـيـــاس­ـــاتـــهـ­ــا. وســــبـــ­ـق أن أكــــــد آصــــف، فــــي تـــصـــري­ـــحـــات صـــحـــاف­ـــيـــة أمـــــــس، أن مــنــفــذ الـــهـــج­ـــوم «كـــــان يــقــف فـــي الـصـف األمامي باملسجد، وفجر نفسه فور بدء الـــصـــا­ة»، حسبما نـقـلـت شـبـكـة «جيو نيوز» الباكستاني­ة. في غضون ذلــك، فتحت شرطة مكافحة اإلرهـــــ­ـــــاب تــحــقــي­ــقــًا فــــي كــيــفــي­ــة وصــــول االنتحاري إلى املسجد الواقع في مجمع محاط بسور داخل منطقة أمنية مشددة مع مبان حكومية أخرى. وأوضح حاكم واليــــة خـيـبـر بــخــتــو­نــخــوا، وعـاصـمـتـ­هـا بيشاور، غام علي، أنه «نعم، كانت زلة أمنية». كما أكد أن «غالبية الضحايا من الـشـرطـة». بـــدوره، أكــد الجنرال املتقاعد في الجيش واملحلل األمني البارز، طلعت مسعود، في حديث لـ «أسوشييتد برس» أمـــس الــثــاثـ­ـاء، أن التفجير االنـتـحـا­ري الــذي وقـع أول من أمـس أظهر «إهـمـاال». ولـفـت إلـــى أنـــه «عـنـدمـا علمنا أن حركة طـــالـــب­ـــان بـــاكـــس­ـــتـــان عــــــــا­ودت نــشــاطــ­هــا، وعـــنـــد­مـــا عــلــمــن­ــا أنـــهـــم هـــــــدد­وا بـتـنـفـيـ­ذ هــجــمــا­ت، كـــان ينبغي تـعـزيـز األمــــن في مجمع الشرطة في بيشاور». مــن جـهـتـه، دعـــا األمـــن الــعــام اإلقليمي لحزب حركة إنصاف املعارض، كامكان بــانــغــ­اش، إلـــى إجــــراء تـحـقـيـق. وأكـــد أن باكستان ستستمر في مواجهة زعزعة استقرارها السياسي ما دامت الحكومة الحالية في السلطة. كما شـدد على أن «حكومة رئيس الوزراء الحالية شهباز شــــريـــ­ـف فـــشـــلـ­ــت فـــــي تـــحـــسـ­ــن الـــوضـــ­ع االقتصادي والقانون والنظام، وعليها االستقالة لتمهيد الطريق النتخابات برملانية مبكرة». ونــــفـــ­ـت حــــركـــ­ـة طـــالـــب­ـــان الــبــاكـ­ـســتــانـ­ـيــة «تـحـريـك طــالــبــ­ان»، أمـــس، مسؤوليتها عن الهجوم. بعد أن أشارت قناة «جيو نـــيـــوز» املـحـلـيـ­ة، أول مـــن أمــــس، إلـــى أن الحركة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.

 ?? (حسين علي/األناضول) ?? عمال اإلنقاذ يبحثون تحت أنقاض مسجد بيشاور، أمس
(حسين علي/األناضول) عمال اإلنقاذ يبحثون تحت أنقاض مسجد بيشاور، أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar