اتفاق فرنسي إسرائيلي على مواجهة إيران
اعتبر وزير الخارجية اإليراني حسين أمير عبد اللهيان أن أميركا ال تزال تفاوض بالده، فيما ظهر أن طهران حصنت منشأة أصفهان العسكرية
تـــتـــصـــاعـــد الـــضـــغـــوط عـــلـــى إيــــــــران بـسـبـب ملفها النووي، مع إعالن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حكومة االحتالل اإلســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــن نـتـنـيـاهـو الــتــعــاون ضدها، محذرين من «عواقب» الستمرارها فـــي أنــشــطــتــهــا الـــنـــوويـــة، فــيــمــا كــــان وزيـــر الخارجية اإليراني حسن أمير عبد اللهيان يشير إلـــى أن «الــجــانــب األمــيــركــي يـواصـل التفاوض مع إيران». وذكــرت الرئاسة الفرنسية، في بيان أمس الــجــمــعــة، أن «بـــاريـــس وتــــل أبــيــب تعهدتا بـالـتـعـاون بــشــأن إيـــــران»، خـــالل لــقــاء جمع ماكرون ونتنياهو، في العاصمة الفرنسية مساء الخميس املاضي، مشيرة إلى أنهما اتــفــقــا عــلــى أنــــه ســيــكــون الســـتـــمـــرار إيــــران بأنشطتها النووية «عواقب حتمية». كما عبرا عن قلقهما بشأن «األنشطة املزعزعة لـالسـتـقـرار اإليــرانــيــة فــي املـنـطـقـة». وشــدد الــبــيــان عــلــى أن «الـــرئـــيـــس (مــــاكــــرون) ذكـــر بـــأن الــدعــم اإليــرانــي لـلـعـدوان الــروســي في أوكـــرانـــيـــا يـــعـــرض إيـــــران لــعــقــوبــات وعــزلــة متزايدة». وكتب نتنياهو، في تغريدة: «لقد شددنا على ضرورة تعزيز الردع ضد إيران وحلفائها في الشرق األوســـط»، داعيًا إلى «فرض عقوبات كبيرة على النظام اإليراني، وإدراج الحرس الثوري على قائمة اإلرهاب في االتحاد األوروبي». فــي املــقــابــل، قـــال أمــيــر عـبـد الـلـهـيـان، خـالل لقاء مع رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا، فــي مــانــاغــوا، مــســاء الـخـمـيـس املـــاضـــي: إن «الـشـعـب اإليــرانــي وقــف دائـمـًا أمـــام أطماع أمــيــركــا خــــالل الـــســـنـــوات املـــاضـــيـــة، وأحــــرز تـــقـــدمـــًا كــــبــــيــــرًا». وأضــــــــاف عـــبـــد الـــلـــهـــيـــان، بــحــســب وكـــالـــة «مــــهــــر»، أنــــه «فــــي الــثــقــافــة اإليـــرانـــيـــة واإلســـالمـــيـــة، لـــم نــهــرب أبــــدًا من الــــتــــفــــاوض واتـــبـــعـــنـــا املــــصــــالــــح الــوطــنــيــة للبالد في املفاوضات». وتابع أن «الجانب األمـــيـــركـــي يــــواصــــل الـــتـــفـــاوض والـــتـــحـــدث مع إيـــران، بما في ذلـك إصـــراره على إجـراء مــفــاوضــات مــبــاشــرة مـــع إيــــــران». مـــن جهة ثانية، أظهرت صور لألقمار االصطناعية، بـــاإلضـــافـــة إلـــــى لـــقـــطـــات بــثــهــا الــتــلــفــزيــون اإليـــــرانـــــي عــــن الـــهـــجـــوم بـــطـــائـــرات مـسـيـرة على ورشـــة عسكرية فـي أصـفـهـان، اتهمت إيـــران إسرائيل بالوقوف خلفه، أن طهران استعدت لهذا األمر، إذ بنت «درعًا قفصيًا» ملنع تفجيرها املباشر بصواريخ أو طائرات مـسـيـرة تـحـمـل قــنــابــل. وذكــــرت الــوكــالــة أن الـطـقـس الـغـائـم مـنـع األقــمــار االصطناعية مـــن تــصــويــر مــوقــع الـــورشـــة فـــي أصــفــهــان، منذ أن تعرضت لهجوم من قبل ما وصفته إيران بطائرات مسيرة رباعية املراوح ليلة 28 يناير/كانون الثاني املاضي. وأظهرت صـــور الـتـقـطـتـهـا شــركــة «بــالنــيــت البـــز بي بي ســي»، أول من أمـس الخميس، الورشة فــي أصـفـهـان، وســـط إيــــران. وأظــهــر تحليل الوكالة للصورة، مقارنة بالصور السابقة لـلـورشـة، تلفًا فــي سـقـف الـهـيـكـل. وتطابق هــــذا الـــضـــرر مـــع لــقــطــات بــثــهــا الـتـلـفـزيـون اإليـــرانـــي الــرســمــي بـعـد الــهــجــوم مـبـاشـرة، وأظــــهــــرت فــتــحــتــن عـــلـــى األقــــــل فــــي سـقـف الـــهـــيـــكـــل. وأوضـــــحـــــت لـــقـــطـــات الــتــلــفــزيــون الـحـكـومـي اإليـــرانـــي، بــاإلضــافــة إلـــى صـور األقمار االصطناعية، أن سقف الهيكل ربما يكون قـد جـرى بـنـاؤه بما يسمى بــ«الـدرع الــقــفــصــي». ويــشــبــه الــهــيــكــل قــفــصــًا مبنيًا حول أسطح أو عربات مدرعة ملنع التفجير املباشر بصواريخ أو طائرات مسيرة تحمل قنابل. ويشير تركيب مثل هذه الحماية في الــورشــة إلـــى أن إيــــران اعـتـقـدت أنـهـا يمكن أن تكون هدفًا لطائرة مسيرة. وال يزال من غير الواضح ما إذا كانت الورشة العسكرية الــتــي اسـتـهـدفـتـهـا الـــطـــائـــرات املــســيــرة هي املنشأة الجوفضائية. ولم ترد بعثة إيران لدى األمم املتحدة على طلب للتعليق على صــور األقـمـار االصطناعية وأسئلة أخـرى حول الورشة.