ضريبة الدخل ترفع كلفة التعليم
عـادت أسعار التعليم الخصوصي لتشغل األســر املغربية حتى قبل املـوسـم الـدراسـي املـقـبـل الـــذي ينطلق كــل عـــام فــي سبتمبر/ أيـلـول، وذلــك بعدما وردت أنـبـاء تفيد بأن املــــــدارس تــعــتــزم رفـــع رســومــهــا، إثـــر زيـــادة الضريبة على الــدخــل، اعـتـبـارًا مـن يناير/ كانون الثاني املاضي. وتقدر األقساط الشهرية التي تبذلها األسر لتعليم األبناء في املدارس الخاصة بني 30 300و دوالر، علما بأن الحكومة تراهن على تـوسـيـع حـصـة الـتـعـلـيـم، كــي يـسـتـوعـب 20 فـي املـائـة مـن مجمل التالميذ الـذيـن وصل عــددهــم فــي الــعــام الـحـالـي إلـــى 7.9 ماليني تلميذ. ويواصل إنفاق األسر على التعليم االرتفاع، فـــــي األعـــــــــــوام األخــــــيــــــرة، فـــقـــد قــــفــــز، حــســب املــنــدوبــيــة الـسـامـيـة للتخطيط، بــني 2001 2019و من 128 دوالرًا إلى 437 دوالرًا، علما بـــأن األســــر اشـتـكـت فــي املــوســم األخــيــر من زيادات تتحدى قدرتها الشرائية. وسبق للمندوبية أن خلصت إلى أن نفقات الدخول املدرسي بالنسبة لـ02 في املائة من األسر األكثر غنى تمثل 5 مرات نفقات الـ02
فــي املــائــة مــن األســـر األكــثــر هـشـاشـة، حيث تــصــل عــلــى الـــتـــوالـــي إلــــى 346 دوالرًا و27 دوالرًا. وكان مجلس املنافسة قد أكد على االحتكام لـــحـــريـــة األســـــعـــــار فــــي املـــــــــدارس الـــخـــاصـــة، غير أنــه اعتبر أنــه يفترض فـي مؤسسات التعليم الخصوصي احترام مبدأ الشفافية عند تحديد األقساط. وتـــجـــد زيـــــــادة أســــعــــار الــتــعــلــيــم الــشــهــريــة املرتقبة اعـتـبـارًا مــن الــدخــول املــدرســي في سبتمبر املـقـبـل، مــبــررهــا، حـسـب أصـحـاب املدارس، في كون قانون مالية العام الحالي، سن زيادة في الضريبة على الدخل خاصة باملعلمني املؤقتني، من 17 إلى 30 في املائة. وتتصور املـــدارس الخاصة أن الــزيــادة في الـضــريـبــة عـلــى الـــدخـــل سـتــرفــع كـلـفـة كتلة األجور التي تتحملها املدارس الخاصة، ما يفرض عكسها على تكاليف التمدرس التي ستتحملها األسر. ويـــشـــيـــر مــــديــــح وديـــــــــع، رئــــيــــس الـــجـــامـــعـــة املـغــربـيــة لـجـمـعـيـات املـسـتـهـلـك فـــي حـديـث مع «العربي الجديد» إلى أن وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة، تؤكد أن الـقـانـون ال يـخـول لها الـتـدخـل مــن أجل ضـبـط األســـعـــار املـطـبـقـة مــن قـبـل املــــدارس، غير أنـهـا وعـــدت فـي بـدايـة الـعـام الـدراسـي بـتـبـنـي قـــانـــون يــتــيــح جــعــل الـــخـــدمـــة الـتـي تـقـدمـهـا املـــــدارس مــبــررة للسعر املـطـلـوب، مـــشـــددة عــلــى الـــتـــوجـــه نــحــو تــحــيــني دفـتـر التحمالت، وزيادة املراقبة اإلدارية. ويــــشــــدد عـــلـــى أنـــــه ال يــمــكــن الـــتـــعـــاطـــي مـع التعليم في املدارس الخاصة مثل أية سلعة أو خــدمــة تـخـضـع العــتــبــارات تــجــاريــة، بل يـفـتـرض الـتـعـامـل مـعـهـا كـخـدمـة عمومية فــوضــت لــلــمــدارس الــخــاصــة، ويــتــوجــب أن تتدخل الدولة من أجل تنظيمها.