قمة السبع: جبهة موحدة بمواجهة روسيا والصين
تتصدر الحرب الروسية في أوكرانيا جدول أعـمـال قمة الـــدول السبع (الــواليــات املتحدة والــــيــــابــــان وأملــــانــــيــــا وفـــرنـــســـا وبـــريـــطـــانـــيـــا وإيطاليا وكـنـدا)، التي تبدأ اليوم الجمعة، وتنتهي بعد غد األحد، في مدينة هيروشيما الــيــابــانــيــة، وســــط إجـــــــراء ات أمــنــيــة مــشــددة. وحــشــدت طـوكـيـو 24 ألـــف عنصر مــن قــوات األمــن فـي هيروشيما بحسب وسـائـل إعـالم محلية، لتأمن انعقاد قمة مجموعة السبع. ودفع اغتيال رئيس الـوزراء السابق شينزو آبـــي فــي يـولـيـو/تـمـوز املــاضــي، واسـتـهـداف ســلــفــه كــيــشــيــدا الــشــهــر املــــاضــــي، الـسـلـطـات الـيـابـانـيـة إلـــى بـــذل جــهــود إضــافــيــة لتأمن الحماية للمشاركن في القمة.
وفـــيـــمـــا مــــن املـــنـــتـــظـــر أن يـــــشـــــارك الـــرئـــيـــس األوكـرانـي فولوديمير زيلينسكي في القمة عـــبـــر الـــفـــيـــديـــو، ســـيـــجـــري الــــحــــاضــــرون فـي هــيــروشــيــمــا «مـــنـــاقـــشـــات حــــول الـــوضـــع في ساحة املعركة» في أوكرانيا، على ما أوضح مـــســـتـــشـــار األمـــــــن الـــقـــومـــي األمــــيــــركــــي جـيـك سوليفان. وأوضح سوليفان في تصريحات صــحــافــيــة، مـــســـاء األربـــــعـــــاء، أن املــنــاقــشــات ستتركز حول تشديد العقوبات على روسيا، التي أدت حتى اآلن إلـى انكماش االقتصاد الــــروســــي فـــي الــفــصــل األول مـــن عــــام .2023 وأشـــار إلــى أن الــقــادة سيبحثون سبل منع االلتفاف على العقوبات الذي يسمح للرئيس الـــروســـي فـالديـمـيـر بــوتــن بــاالســتــمــرار في تمويل مجهوده الحربي في أوكرانيا. بدوره، أعـلـن بــايــدن، الـــذي وصـــل أمـــس إلـــى الـيـابـان، أن مجموعة السبع تـدافـع عـن «قيم مشتركة خصوصًا دعم الشعب األوكراني الذي يدافع عن أرضــه التي تتمتع بالسيادة ومسؤولية روســــيــــا عــــن غــــزوهــــا الــــوحــــشــــي». وبــحــســب مــســؤول فــي االتـــحـــاد األوروبــــــي، فـــإن رؤســـاء الــــدول والـحـكـومـات سيبحثون أيـضـًا فـرض عقوبات على تجارة األملــاس الروسية. وقال هذا املسؤول لوكالة «فرانس بـرس»: «نعتقد أنه يجب أن نحد من الصادرات الروسية في هـــذا الــقــطــاع»، رافــضــًا تـحـديـد جــــدول زمـنـي. وأضــــــــاف أنـــــه مــــن غـــيـــر املــــرجــــح أن تــتــوصــل مجموعة السبع إلى اتفاق نهائي في اليابان. مـــن جــهــتــه، قــــال املــســتــشــار األملـــانـــي أوالف شـــولـــتـــز لــلــصــحــافــيــن لــــــدى وصــــولــــه إلـــى الــيــابــان لـحـضـور الـقـمـة إن دول املجموعة ســتــشــدد الــعــقــوبــات عــلــى روســـيـــا أكــثــر من أجل منع االلتفاف على هذه القيود. وأضاف شولتز أن تشديد العقوبات سيكون بطريقة جيدة وعملية. ونــــــــددت الــــــــدول الـــســـبـــع بــــشــــدة بـــتـــهـــديـــدات الـرئـيـس الــروســي فالديمير بـوتـن املتكررة بـــاســـتـــخـــدام الــــســــالح الـــــنـــــووي فــــي الـــحـــرب فــــــي أوكــــــرانــــــيــــــا، والــــــتــــــي اعــــتــــبــــرهــــا بــعــض املراقبن بمثابة محاولة إلضعاف تصميم األوروبين واألميركين. وستسلط األضواء عـلـى هـــذه املـخـاطـر عـنـد قـيـام الــقــادة السبع بزيارة حديقة هيروشيما التذكارية للسالم الـتـي أقيمت فـي مـوقـع إلـقـاء القنبلة الـذريـة األميركية في 6 أغسطس/آب ،1945 تكريمًا لذكرى الضحايا الـ041 ألفًا الذين سقطوا. ويــــأمــــل رئـــيـــس الــــــــــوزراء الـــيـــابـــانـــي فــومــيــو كيشيدا، الذي تتحدر عائلته من هيروشيما
وهــو نفسه منتخب عـن املـديـنـة، فـي اغتنام القمة لحض قـــادة الـــدول الـسـت األخـــرى وال سيما الواليات املتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تملك معًا آالف الــرؤوس النووية، على الـتـعـهـد بـــلـــزوم الـشـفـافـيـة بــشــأن مـخـزونـهـا وبالحد من ترساناتها. ودعا عدد من القادة العسكرين واملسؤولن الدبلوماسين بينهم ستة رؤسـاء سابقون، الـقـوى الـنـوويـة، أول مـن أمــس األربــعــاء، إلى طرح خالفاتها جانبًا وبحث تدابير لضبط األسلحة النووية. لكن في ظل التوتر املتزايد مــع قـــوى نــوويــة أخـــرى مـثـل روســيــا وكـوريـا الشمالية والـصـن، تبقى اآلمــال ضعيفة في تحقيق تــقــدم عـلـى هـــذا الـصـعـيـد خـــالل قمة
مجموعة السبع. وستخصص الــدول السبع قسمًا كبيرًا من مناقشاتها ملوضوع الصن، تحديدًا طموحات الصن املتزايدة والحشد الــعــســكــري مـــع تـــزايـــد املـــخـــاوف مـــن أنـــهـــا قد تـــحـــاول االســتــيــالء عـلـى تـــايـــوان بــالــقــوة، ما يـــؤدي إلــى صـــراع أوســـع. وازدادت املـخـاوف
احتضنت الصين قمة لبلدان آسيا الوسطى بموازاة قمة السبع
مـــن احــتــمــال نــشــوب صــــراع مـسـلـح فـــي بحر الصن الجنوبي، منذ أغسطس املاضي، حن زارت رئيسة مجلس النواب األميركي في ذلك الحن، نانسي بيلوسي، تايوان. وردت الصن عـلـى ذلـــك بتنظيم مـــنـــاورات واســعــة. وتـكـرر األمـــــر مــطــلــع شــهــر إبـــريـــل/نـــيـــســـان املـــاضـــي، حن التقت الرئيسة التايوانية، تساي إينغ ـ ويـن، رئيس مجلس النواب األميركي كيفن مكارثي. ووعد املتحدث باسم البيت األبيض جـــــون كـــيـــربـــي بـــــأن قـــــــادة مـــجـــمـــوعـــة الــســبــع «ســيــعــبــرون عـــن نــهــج مــشــتــرك فـــي مـواجـهـة التحديات التي تطرحها الصن». في املقابل، استضاف الرئيس الصيني شي جن بينغ قمة لبلدان آسيا الوسطى، أمس، في مدينة شيان الصينية التي تقع أقصى شـــــرق طـــريـــق الـــحـــريـــر وتـــشـــكـــل الــــرابــــط بـن الــصــن وأوروبـــــا عـبـر آســيــا الــوســطــى. وهـو اللقاء األول من نوعه منذ تأسست العالقات الـــرســـمـــيـــة قـــبـــل 31 عــــامــــًا، بــــن بـــكـــن ودول كــازاخــســتــان وقــرغــيــزســتــان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، على أثـر تفكك االتحاد السوفييتي. وقــــــال أســــتــــاذ الـــعـــالقـــات الـــدولـــيـــة والـــعـــلـــوم السياسية في جامعة باكنيل تشيكون تشو، لوكالة «فرانس برس» إن «شي يصور نفسه عـلـى أنـــه زعــيــم قــــادر عـلـى تشجيع التنمية والـــــســـــالم فـــــي الـــــعـــــالـــــم». وســـيـــعـــقـــد صـــبـــاح الـجـمـعـة لــقــاء صـحـافـي يـتـوقـع أن يحضره جميع الرؤساء الستة على أن يصدر خالله بيان مشترك.