خان يرفض المثول أمام هيئة المحاسبة
الشرطة الباكستانية تحاصر منزله تتجه األزمة بين رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان والسلطات نحو مزيد من التأزم على خلفية عدد من الملفات المتسارعة
تدخل األزمة بني السلطات الباكستانية ورئـــيـــس الــــــــوزراء الـــســـابـــق عـــمـــران خــان فـــــصـــــال جـــــديـــــدًا عــــلــــى الـــــرغـــــم مـــــن قـــــرار املحكمة العليا اإلفـــراج عنه بكفالة يوم الجمعة املاضي، بعدما استدعاه ديوان املحاسبة الوطني الباكستاني، املعني بــالــتــحــقــيــق فـــي قــضــايــا الـــفـــســـاد، أمــس الخميس، للتحقيق، لكنه رفــض املثول أمــــامــــه لـــالســـتـــجـــواب. ولـــــم تـــعـــد مـعـركـة رئــيــس الــــــوزراء الــســابــق مـقـتـصـرة على القضاء أو السلطة السياسية، إذ برزت فــي األيــــام املـاضـيـة مـواجـهـة بينه وبـني املـــؤســـســـة الــعــســكــريــة الـــتـــي تــصــر على محاسبته مع من تصفهم بـ «اإلرهابيني» مـن مناصريه، على خلفية االشتباكات الـــــتـــــي أعــــقــــبــــت تـــوقـــيـــفـــه فـــــي 9 مــــايــــو/ أيــــار املـــاضـــي وتــدمــيــر مـحـتـجـني نصبا تــــذكــــاريــــة لــقــتــلــى الـــجـــيـــش. وأكــــــد قــائــد الــجــيــش الــبــاكــســتــانــي الـــجـــنـــرال عـاصـم منير، فـي بـيـان ملكتب الـعـالقـات العامة فــي الـجـيـش، أمـــس، أن الـــقـــوات املسلحة لن تساوم مع من وصفهم بـ«اإلرهابيني الـــذيـــن أســـــاؤوا لـــرمـــوز الـــقـــوات املسلحة ولـتـضـحـيـاتـهـا فـــي الــــدفــــاع عـــن ســيــادة الدولة». وأضاف البيان أن قائد الجيش زار قاعدة عسكرية في مدينة سيالكوت بإقليم البنجاب، أول من أمس األربعاء، ووضــــع إكــلــيــال مـــن الـــزهـــور عـلـى نصب الشهداء، معلنا أنه لن يسمح «ألحد بأن يعبث بدماء هؤالء»، وذلك في إشارة إلى أعـمـال الشغب الـتـي شهدتها باكستان فــي يـومـي الـتـاسـع والـعـاشـر مــن الشهر الــحــالــي عــقــب اعــتــقــال خــــان، حــيــث دمــر املــتــظــاهــرون الـنـصـب الــتــذكــاريــة لقتلى الجيش، باإلضافة إلى مهاجمة مكاتب ومـقـار للجيش. وشــدد منير فـي البيان على أنـه ال بد من مقاضاة ومالحقة كل من ساهم في تلك األعمال قضائيا.
فــي مـــــوازاة ذلــــك، اســتــمــرت قــــوات األمـــن، أمس، في إغالق الطرق املؤدية إلى منزل خــان فــي مدينة الهـــور الـــذي يـوجـد فيه منذ اإلفراج عنه بكفالة، وذلك بعد انتهاء مــهــلــة الـــــــ42 ســـاعـــة الـــتـــي كـــانـــت منحته إياها، أول من أمس، حتى يسلم لها من وصفتهم بـ «اإلرهابيني» وعددهم ما بني 30 إو04 مناصرًا لـه، يتخذون من منزل زعيم حزب «حركة اإلنصاف» مأوى لهم. كما أعلن املتحدث باسم حكومة إقليم البنجاب أمير مير، في مؤتمر صحافي، أمــــس الــخــمــيــس، أن الـــشـــرطـــة مـسـتـعـدة الستخدام األسلحة النارية إذا تعرضت لهجوم. ولفت إلى أنه جرى إلقاء القبض على 3400 مشتبه به على األقل على صلة باالشتباكات، وأنـه من املقرر شن مزيد مــن املــداهــمــات. يـأتـي ذلــك بــالــتــوازي مع ما أعلنه رئيس الـــوزراء شهباز شريف، فـــي 16 مـــايـــو الـــحـــالـــي، عـــن أنــــه سـيـقـوم بفتح مزيد من محاكم مكافحة اإلرهاب ملــحــاكــمــة األشـــخـــاص املــتــهــمــني بـسـلـوك مــنــاهــض لــلــدولــة خــــالل االحــتــجــاجــات. وأثـــار هــذا اإلعـــالن انـتـقـادات مـن منظمة الـعـفـو الــدولــيــة ولـجـنـة حــقــوق اإلنــســان الباكستانية، من خالل بيانني منفصلني يوم الثالثاء املاضي، عارضتا خاللهما محاكمة املدنيني في املحاكم العسكرية. وكــان خـان قد حــاول التخفيف من حدة األزمة مع املؤسسة العسكرية، بتأكيده، في تسجيل بثه أول من أمس، أنه وحزبه يـؤمـنـان بـالـسـيـاسـة الــبــنــاءة واالبـتـعـاد عـــن الـــعـــنـــف. وأشــــــار إلــــى أن «الــحــكــومــة الباكستانية تتدخل فـي عـالقـات حزبه مــع املـؤسـسـة الـعـسـكـريـة وتـــخـــوف قائد الجيش مـن أن عـمـران خــان إذا جــاء إلى السلطة مرة أخرى، فسيتدخل في شؤون
خان يصف االتهامات الموجهة إليه بأنها «باطلة تمامًا»
قائد الجيش: القوات المسلحة لن تساوم «اإلرهابيين» املـؤسـسـة وسـيـقـوم بـعـزل قـائـد الجيش، لكن أقول وأشدد على أني لن أتدخل في شـؤون املؤسسة العسكرية، إنها الجهة الوحيدة التي تـدافـع عـن سـيـادة الدولة وأمنها واستقرارها وإني أفتخر وأعتز بها». كما أكـد خـان أن التحالف الحاكم يدفع البالد نحو التفكك من أجل الحفاظ على املصالح الحزبية، متهما إياه بأنه نجح في تحقيق ذلك إلى حد ما. وأعـــــــــرب عـــــن أســــفــــه الــــشــــديــــد حــــيــــال مـا قـــررتـــه الـحـكـومـة واملــؤســســة القضائية مـــن مــالحــقــة عــنــاصــر حـــزبـــه وأن تـكـون مــحــاكــمــتــهــم أمـــــام املـــحـــاكـــم الــعــســكــريــة، مـعـلـنـا أن الــحــكــومــة اعـتـقـلـت حــتــى اآلن 7500 من عناصر وقيادات حزبه. مع العلم أن حزب «حركة اإلنصاف» الذي يتزعمه خان اتهم، يوم الثالثاء املاضي، وكــــاالت االســتــخــبــارات بـاملـسـؤولـيـة عن إطـــــالق الـــنـــار وإضـــــــرام الـــحـــرائـــق خــالل املواجهات العنيفة التي أعقبت توقيف خـــان، متهما إيـاهـا بالرغبة «بالتسبب بـــالـــفـــوضـــى وإلـــــقـــــاء الــــلــــوم عـــلـــى حــركــة اإلنــــصــــاف بـــهـــدف تـــبـــريـــر حــمــلــة الـقـمـع الحالية». وترافقت األزمـــة مـع املؤسسة الــعــســكــريــة مـــع اســـتـــدعـــاء خــــان مـــن قبل ديــــوان املـحـاسـبـة لــالســتــجــواب فــي مقر الــــــديــــــوان فـــــي روالـــــبـــــنـــــدي الـــقـــريـــبـــة مـن العاصمة. وأجرى الديوان تحقيقات مع كــل الــذيــن تـعـاقـبـوا عـلـى منصب رئيس الوزراء منذ عام .2008 ويـــواجـــه خـــان اتــهــامــات بـقـضـايـا فساد وغسل أمـــوال تعرف بــ «الــقــادر ترست»، والئـحـة مـن التهم األخـــرى تتضمن بيع هــــدايــــا حــكــومــيــة خـــــالل تـــولـــيـــه مـنـصـب رئيس الوزراء. لـكـن خـــان رفـــض أن يمتثل لـالسـتـدعـاء. وفـي بيان وجهه إلـى نائب مدير ديـوان املحاسبة، وصف رئيس الوزراء السابق االتــهــامــات املـوجـهـة إلـيـه بـأنـهـا «باطلة تماما وغير مقنعة وملفقة»، الفتا إلى أن التحقيق ضده له دوافع سياسية. وأعلن أنـــه يـعـكـف عـلـى تـقـديـم طـلـب للحصول عــــلــــى كــــفــــالــــة فــــــي عــــــــدد مــــــن الـــقـــضـــايـــا القانونية األخرى، ولن يكون قادرًا على املـثـول أمــام الــديــوان قبل انتهاء الكفالة الوقائية في 22 مايو أيار الحالي، حيث يواجه اتهامات بالتخطيط للمواجهات الـــتـــي أعــقــبــت تــوقــيــفــه، والـــتـــي أدت إلــى مقتل عدد من األشخاص وإصابة املئات.