حظر «تيك توك» في مونتانا: ماذا اآلن؟
تريد والية مونتانا األميركية حظر «تيك توك» اعتبارًا من العام المقبل، في وقت يواجه التطبيق المزيد من التدقيق من المشرعين في البالد، وتحديدًا لما يمكن أن يشكله من تهديد على األمن القومي
وقــع حاكم واليــة مونتانا األميركية غريغ جـــيـــانـــفـــورتـــي، األربــــــعــــــاء، تــشــريــعــا يـحـظـر تشغيل تطبيق تيك توك في الوالية. ويجعل التشريع مونتانا أول والية تحظر التطبيق، وتمنع متاجر تطبيقات الهواتف املحمولة مـــن تــوفــيــره داخـــلـــهـــا. مـــن املـــقـــرر أن يـدخـل الــحــظــر فـــي واليـــــة مــونــتــانــا حــيــز الـتـنـفـيـذ فـي األول مـن يناير/ كـانـون الثاني املقبل. ومـــع ذلــــك، قـــد يــــؤدي أي اعـــتـــراض قـانـونـي إلى إصـدار أمر قضائي لتأجيل تاريخ بدء الحظر. في حال انتهاك القرار، سيغرم «تيك تـــوك» ومـتـاجـر التطبيقات الـتـي تـوفـره 10 آالف دوالر يــومــيــا. لــن يــعــاقــب مستخدمو التطبيق. ويواجه التطبيق دعوات متزايدة من بعض املشرعني األميركيني لحظره في أنحاء البالد كافة، بسبب املخاوف املتعلقة مـن نفوذ الحكومة الصينية املحتمل على املـنـصـة. ونستعرض هنا أبـــرز االتـهـامـات التي يوجهها مشرعون أميركيون لتطبيق تيك توك وشركة بايتدانس املالكة له.
الحكومة الصينية شريكة في التطبيق
قــــال مـــديـــر مــكــتــب الــتــحــقــيــقــات الــفــيــدرالــي كـــريـــس راي، فـــي نــوفــمــبــر/تــشــريــن الـثـانـي املــاضــي، إن تطبيق تيك تــوك يشكل خطرًا عــــلــــى األمـــــــــن الــــقــــومــــي بــــمــــا أن الــــشــــركــــات الـصـيـنـيـة مــجــبــرة عــلــى «تــنــفــيــذ مـــا تــريــده الــــحــــكــــومــــة فــــــي بــــكــــني لــــنــــاحــــيــــة مــــشــــاركــــة املعلومات الخاصة باملستخدمني أو العمل أداة تـرويـج للحكومة». وأشـــار أعـضـاء في الــكــونــغــرس، فــي مـــــــارس/آذار املـــاضـــي، إلـى أن الحكومة الصينية تملك «حصة ذهبية» فــي «بــايــتــدانــس»، مــا يمنحها سلطة على «تيك توك». وفي دفاعها عن نفسها، أفادت «بـــايـــتـــدانـــس» بــــأن كــيــانــا تــابــعــا للحكومة الصينية يملك 1 في املائة من شركة تابعة لـــهـــا، لــكــن ذلــــك ال تــأثــيــر لـــه عــلــى نــشــاطــات الشركة العاملية خارج الصني.
التأثير على األميركيين
حــــذر مـــديـــر مـكـتـب الـتـحـقـيـقـات الــفــيــدرالــي كـــريـــس راي أيـــضـــا مـــن أن نـــشـــاطـــات «تـيـك تـــوك» فــي الـــواليـــات املـتـحـدة تثير مـخـاوف تـــتـــعـــلـــق بـــــاألمـــــن الــــقــــومــــي، ألن الـــحـــكـــومـــة الصينية يمكن أن تسخر التطبيق للتأثير على املستخدمني أو التحكم في أجهزتهم. وقـــــــــال راي لـــلـــمـــشـــرعـــني األمــــيــــركــــيــــني إن املـخـاطـر تشمل «جـمـع الـحـكـومـة الصينية بيانات ماليني املستخدمني، أو التحكم في خوارزمية التوصية التي يمكن استخدامها
يدخل الحظر حيز التنفيذ في األول من يناير المقبل
في عمليات التأثير على الرأي العام». وقال مدير وكالة األمـن القومي بول ناكاسوني، فــي مــــارس، إنـــه قـلـق بــشــأن الــبــيــانــات التي تـــجـــمـــعـــهـــا «بـــــايـــــتـــــدانـــــس» والــــخــــوارزمــــيــــة املستخدمة لنشر املعلومات للمستخدمني. مـن جهة ثانية، دافـعـت إدارة التطبيق عن طـريـقـة إدارة وعـمـل خـوارزمـيـاتـهـا بالقول
إنها «ال تسمح ألي حكومة بالتأثير على نموذج توصياتها أو تغييره».
تسليم البيانات إلى الحكومة الصينية
زعـــــم املــــشــــرعــــون أن الـــحـــكـــومـــة الــصــيــنــيــة، بــمــوجــب قـــانـــون املـــخـــابـــرات الــوطــنــيــة لـعـام ،2017 يـمـكـنـهـا إجـــبـــار «بـــايـــتـــدانـــس» على مــشــاركــة بــيــانــات مـسـتـخـدمـي «تــيــك تـــوك». بينما تقول الشركة الصينية إن التطبيق يخضع لقوانني ولـوائـح الـواليـات املتحدة، نظرًا إلى أنه أسـس في واليتي كاليفورنيا وديــالويــر. وأكـــد الرئيس التنفيذي لـ«تيك تــوك»، شو تشو، أن الشركة لم ولـن تشارك إطالقا بيانات املستخدمني األميركيني مع الحكومة الصينية.
اإلضرار بالصحة العقلية لألطفال
فـــي مــــارس ،2022 أطــلــقــت ثــمــانــي واليــــات، بما في ذلك كاليفورنيا وماساتشوستس، تحقيقا فــي مــا إذا كـــان التطبيق الصيني يــســبــب ضـــــررًا جــســديــا أو عـقـلـيـا لـلـشـبـاب واملراهقني. وركز التحقيق على كيفية تعزيز «تـيـك تـــوك» مـشـاركـة املستخدمني الشباب وانـــغـــمـــاســـهـــم فــــي الـــنـــشـــاط عـــبـــر املـــنـــصـــة، بــمــا فـــي ذلــــك زيــــــادة الـــوقـــت الـــــذي يقضيه املستخدم على النظام األساسي وعدد مرات اسـتـخـدامـه. وفـــي رد عـلـى هـــذه االتــهــامــات، أكـــدت إدارة «تـيـك تـــوك» أنـهـا اتــخــذت عــددًا مــــن الــــخــــطــــوات «لـــلـــمـــســـاعـــدة عـــلـــى ضــمــان تمتع املراهقني الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما بتجربة آمنة وممتعة على التطبيق، وفـرضـت عــددًا مـن اإلجــــراءات والقيود غير املوجودة على منصات أخرى».
التجسس على الصحافيين
فـــي ديـــســـمـــبـــر/كـــانـــون األول، أقـــــرت شــركــة بـــايـــتـــدانـــس بــــــأن بـــعـــض املــــوظــــفــــني قـــامـــوا بالوصول بشكل غير قانوني إلــى بيانات خــــاصــــة بــصــحــافــيــني اثــــنــــني عـــلـــى تـطـبـيـق تيك تـوك. ووصـل موظفو «بايتدانس» إلى الـبـيـانـات كـجـزء مــن تحقيق فــي تسريبات معلومات الشركة في وقت سابق من العام املاضي، وكانوا يهدفون إلى تحديد الصالت املحتملة بني اثنني من الصحافيني، أحدهما مراسل سابق ملوقع بازفيد األميركي واآلخر مراسل لصحيفة فاينانشال تايمز.