Al Araby Al Jadeed

هبة طوجي في «بعد سنين»

صدر قبل أسبوعين ألبوم جديد للمغنية اللبنانية هبة طوجي، بعنوان «بعد سنين»، من إنتاج شركة يونيفرسال أرابيك ميوزيك

- بيروت ـ ربيع فران

يختلف بعضهم حول التصنيف املفترض أن تــنــالــ­ه املـغـنـيـ­ة الـلـبـنـا­نـيـة هــبــة طــوجــي. هـــذه األخـــيــ­ـرة، اكتشفها املـوسـيـق­ـي أسـامـة الـــرحـــ­بـــانـــي قـــبـــل ســـــنـــ­ــوات، وكــــرســ­ــهــــا آخـــر بـــطـــال­ت مـــســـرح­ـــيـــات مـــنـــصـ­ــور الـــرحـــ­بـــانـــي، من «دون كيشوت» إلـى «ملوك الطوائف»، وغـيـرهـا مــن األعــمــا­ل الـتـي طبعتها ضمن املــدرســ­ة الـرحـبـان­ـيـة، فــي الـفـن واملوسيقى، وحـتـى األلــبــو­مــات الغنائية الـتـي صـــدرت، وآخــــرهـ­ـــا «بـــعـــد ســـنـــني»، مـــن ألـــحـــا­ن نـيـس وتـــوزيــ­ـع أســـامـــ­ة الــرحــبـ­ـانــي وكــلــمــ­ات نــور الدين محمد. كـان جيدًا أن يعنون الجديد بأغنية مصرية، تتماشى مع واقـع السوق الـغـنـائـ­ي الــحــالـ­ـي، وتبتعد عــن االسـتـهـا­لك الــــــــ­ذي يـــســـيـ­ــطـــر عــــلــــ­ى مـــعـــظـ­ــم اإلنــــتـ­ـــاجــــا­ت املــرادفـ­ـة، ســـواء لجهة املوسيقى والتوزيع الــــذي يـحـافـظ عـلـيـه أســـامـــ­ة الــرحــبـ­ـانــي في تعاونه مع طوجي منذ سنوات. وهــنــا الــغــايـ­ـة الــتــي تــبــرز الـــصـــو­ت واألداء مـــعـــًا، وتــســعــ­ى إلــــى نـــجـــاح مـــن الـــضـــر­وري أن تــحــقــق­ــه طـــوجـــي هــــذه املــــــر­ة، بــعــيــدًا عن األســـــل­ـــــوب الـــكـــا­لســـيـــك­ـــي الــــــذي امـــــتــ­ـــازت بـه لـسـنـوات. فـي الــصــورة، مشهد جيد لكليب «بعد سنني»، اشتغلت عليه املخرجة ليلى كـــنـــعـ­ــان، الـــتـــي عـــرفـــت فـــي خـــط مــلــتــز­م جــدًا بسيناريو وحكايات من األلوان مع نانسي عجرم، لكنها تمنح طوجي أسلوبًا هادئًا، تتمكن منه صاحبة «ال بـدايـة وال نهاية» بـفـعـل خـبـرتـهـا كممثلة مـسـرحـيـة، لـتـروي غناء وتمثيال تفاصيل األغنية برومانسية وألوان تقربها أكثر من الناس. فــــي الـــبـــي­ـــان الـــصـــح­ـــافـــي إلصـــــــ­ـدار طــوجــي الجديد، ورد أن العمل استغرق تنفيذه ثالث ســنــوات مــن الـتـحـضـي­ـر، ويـتـضـمـن أنماطًا موسيقية متعددة، مثل البوب والكالسيكي. ويجسد في الكلمات أحاسيس مختلفة، من بينها الحب واالنفصال وتمكني املرأة. يـــتـــضـ­ــمـــن الـــعـــم­ـــل 13 أغــــنـــ­ـيــــة، مـــــن بــيــنــه­ــا اثنتان صورتا على طريقة الفيديو كليب، طرحتهما طوجي في مرحلة سابقة، وهما الـديـو ‪Que Sera Sera‬ (لــو نبقى ســـوا)، مع الــنــجــ­م لــويــس فــونــســ­ي، وأغــنــيـ­ـة «حبيبي خلص». ال يمكن استباق الحكم على التجربة املكررة هــــذه املـــــرة بـــني طـــوجـــي والـــرحــ­ـبـــانـــ­ي. لـكـن، نتساءل: هل يمكن أن تتحول هذه األغاني إلـى «هيت» يــردده الـنـاس؟ أم تبقيه ضمن إطــار موسيقي «نخبوي» يلتزم باملعايير املـوسـيـق­ـيـة الــتــي حــافــظ عـلـيـهـا الـرحـبـان­ـي االبــن، كمنتج منفذ ومشارك في موسيقى «بعد سنني»، الذي نفذ بني لبنان وفرنسا وأمـــيـــ­ركـــا، وخــــوض طــوجــي لـتـجـربـة أولـــى فـــي الــكــتــ­ابــة والــتــلـ­ـحــني فـــي أغــنــيــ­ة «بـحـبـك آلخـــر يـــــوم»، مـــع زوجـــهـــ­ا املـــؤلــ­ـف والـــعـــ­ازف

إبراهيم معلوف. ويتضمن األلبوم قصيدة «راجـــع مـن رمـــاده» للفنان الـراحـل منصور الـرحـبـان­ـي، كما تـعـاونـت لناحية الكلمات فـــي األلـــبــ­ـوم مـــع أســـامـــ­ة وغــــدي الـرحــبــ­انــي، إضـــافـــ­ة إلــــى عــــدد مـــن الـــشـــع­ـــراء، هـــم كـمـال قبيسي ومنير بو عساف وأنطوني خوري (أدونيس) وجاد خوري ونور الدين محمد. في زحمة اإلصـدارات، تطلق طوجي جديدًا غـنـائـيـًا يــحــافــ­ظ عــلــى حـــد أدنــــى مـــن إتــقــان شــعــب املـوسـيـق­ـى وفــروعــه­ــا بـقـالـب ملتزم، وهـــو الـقـالـب ذاتـــه الـــذي يبعدها عــن مناخ االســتــه­ــالك الــــذي يـعـيـشـه لـبـنـان بـالـدرجــ­ة األولى، ويجعلها تحلق في سماء بلد غنت له كثيرًا، وجاء ته من باريس، مكان إقامتها، لتقيس قدرتها على النجاح والتأثير بني جمهور يسمعها ويدعمها بأكثر من ثالثة مـــاليـــ­ني مـسـتـمـع عــلــى «يـــوتـــي­ـــوب» ألغـنـيـة «بعد سنني» خالل 11 يومًا من نشرها.

 ?? (ميديوم) ?? يتضمن األلبوم قصيدة «راجع من رماده» لمنصور الرحباني
(ميديوم) يتضمن األلبوم قصيدة «راجع من رماده» لمنصور الرحباني

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar