Al Araby Al Jadeed

أدب المنفى أم اللجوء؟

العالقة الجديدة الطارئة بين الالجئ والكاتب الكاتب في اللجوء لديه شكالن من المعاناة في التجربة، األولى هي تجربته ذاتها، والثانية هي تجربة شخصياته الُمتخيَّلة أو أبطال رواياته

- ممدوح عزام

اعــتــادت كـتـب النقد أن تسمي األدب الــذي يـكـتـبـه أولـــئـــ­ك الـــذيـــ­ن خـــرجـــو­ا مـــن بـلـدانـهـ­م قسرًا أو طوعا واختيارًا «أدب املنفى»، على الرغم من أن البشر أنفسهم كانوا يطلقون عــلــى أنــفــســ­هــم، أو كــــان اآلخــــــ­رون يـطـلـقـون عــلــيــه­ــم أســــمـــ­ـاء مـخـتـلـفـ­ة تــعــكــس وجــهــات النظر في طبيعة خروجهم من بالدهم، أو شكل دخولهم إلـى حـدود بـالد أخـرى مثل: الالجئون، املنفيون، النازحون، املهاجرون، الــــوافـ­ـــدون. إلـــى آخــــر مـــا يـمـكـن أن تقترحه السياسة واللغة من أسماء. وفـــــي الـــغـــا­لـــب فـــقـــد كـــــان الـــتـــع­ـــبـــيــ­ـر األدبـــــ­ي يــمــيــل إلــــى اســــم املــنــفـ­ـى أكـــثـــر مـــن أي اســـم آخـــر، بفضل شـيـوعـه مــن جـهـة، وحموالته النفسية والفكرية التي تتضمن الحنني إلى الوطن، والتذكير بالقسر والقهر واإلرغــام الــذي تسبب في خــروج البشر من بالدهم.

واســتــعـ­ـادة ســـوريـــ­ة، الــتــي شــهــدت خـروجـا هـــائـــا­ل ألهــلــهـ­ـا مـــن بــيــوتــ­هــم فـــي الــســنــ­وات املاضية القليلة، روائـيـا، تبدو حتى اليوم مثقلة بـالـوجـع وأشــكــال الـقـهـر والتهجير الـــتـــي عـــانـــى مـنـهـا الــــســـ­ـوري فـــي الــســنــ­وات العشر املاضية، أو بــروح الـثـورة والرفض وتسجيل اللحظات التي عبرت فيها جموع مـــن بـيـنـهـم عـــن رغـبـتـهـا فـــي الــحــريـ­ـة، أكـثـر بكثير مـن لحظات الحنني، أو الـشـوق إلى األماكن األصلية التي خرج منها الروائي أو شخصياته الروائية. بــل يمكن الــقــول إن الـحـنـني، بـوصـفـه حالة شعورية ترافق املنفى واللجوء، أو البعد عن الوطن، ال يزال يفتقر إلى الحضور الكثيف فــي الـــروايـ­ــة الــســوري­ــة املـكـتـوب­ـة فــي املنفى، ذلـــك أن الـــســـو­ري ال يـــزال فــي املـرحـلـة التي يعيش فيها الــوطــن فــي داخــلــه، فــاألحــد­اث التي وضعته في هذه التجربة ال تزال طرية وغــضــة وقــريــبـ­ـة. وهـــذا فــــارق نــوعــي، يـتـرك بصمته القوية على األدب الروائي املكتوب في املنفى عموما، ولهذا فإن إطالق تسمية أدب اللجوء، بدال من أدب املنفى على النتاج

يحتاُج الروائي إلى االنفصال عن ذاته المنفيّة أو الُمقتَلعة

 ?? ?? «أن تشنق» عمل لـ جت لي بارتي ‪،)Jet Le Parti(‬ مواد مختلفة على ورق 2022
«أن تشنق» عمل لـ جت لي بارتي ‪،)Jet Le Parti(‬ مواد مختلفة على ورق 2022

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar