Al Araby Al Jadeed

كوابيس السوريين

- ناصر السهلي

النيات عادة ال تخضع للمحاسبة. لكنها لخبرة السوريني مع نظامهم منذ ،1970 تطلق عندهم عنان املخيلة الجمعية، وسؤالهم عما إن كانوا «يستحقون» نهاية ما لكوابيسهم املرعبة، كرعب سجون تدمر واملزة وكركون الشيخ حسن، وبقية الباستيالت األسدية، أو كرعب أمهات تسكنهن آمال بأال يكون مصير أحبتهم كمصير ضحايا حفرة التضامن، وبقية الحفر على امتداد 12 سنة. حفاوة عودة األسد االبن إلى جامعة الدول العربية تفرك امللح في جروح لم تندمل بعد. مئات آالف املكلومني تغيب صور أحبتهم املخفيني قسرًا، ويغيب مستقبل ماليني املهجرين، تحت خيام العار «الوطنية» والذل في عنصرية وبالدة «الجوار»، وربط انتهازي لـ«حق العودة» بفتح خزائن العرب لتمويل األسرة الحاكمة في دمشق. ربما هو زمن حضيض الشعارات، التي ظلت «ماركة مسجلة» عربيًا عن الالجئني الفلسطينين­ي، وعن «حق العودة» وتقرير املصير وإقامة دولة الحرية والكرامة. ما هو مؤكد في الروايتني السورية والفلسطيني­ة، أن الثانية على مدار 75 سنة أثبتت ألحفاد العصابات الصهيونية ضراوة الذاكرة ودورها في استحالة املستقبل إال ألصحابه األصليني. في األولى، السورية، وما يجب أصال أن تمر 7 عقود إلثباتها، يصعب محو ذاكرة السنوات املاضية، والتي اختزنت لعقود بالوراثة املعنى األصيل لتسخير «مملكة األسد» للعصابات واملذابح والقتل الجماعي، الفتعال بدائل عن سورية األصلية. فرش السجاد األحمر لبشار ألسد، هو مسح الدم عن يديه، وتفاخر الهاتفني من الرعية في 2012 بحقيقة سورية املتخيلة: «ال عرب وال عربان... فلتحيا إيران»، وليس سوى مقدمة مأمولة لديه ولدى أمراء حربه بتتويج «حافظ جونيور» مستقبال على عرش اململكة األسدية، وبتعديل «دستوري» بعد بضع سنوات، على مقاس «راعي كل شيء». كل آمال النظام الرسمي العربي لتمرير الجمل من ثقب إبرة الحائك الحقيقي لسجادة خدعة «وقف اإلغراق بالكبتاغون»، و«إبعاد اإلسالميني عن السلطة»، ستصير كبقية قائمة بوفيه األوهام، والتي برع حافظ األول بتوريثها لبشار، واألخير لحافظ الثاني.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar