Al Araby Al Jadeed

ﻟﺒﻨﺎن ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻣﺬﻛﺮة دوﻟﻴﺔ ﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﺳﻼﻣﺔ... ودﻋﻮات ﻟﺘﻨﺤﻴﻪ

- ﺑﻴﺮوت ـ رﻳﺘﺎ اﻟﺠﻤﺎل

أﻛﺪ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺼﺮﻳﻒ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺴﺎم ﻣﻮﻟﻮي أﻣﺲ اﻟﺠﻤﻌﺔ إن ﻟﺒﻨﺎن ﺗﻠﻘﻰ ﻣـﺬﻛـﺮة ﻣـﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ )اﻹﻧـﺘـﺮﺑـﻮ­ل( ﺑــﺤــﻖ ﺣــﺎﻛــﻢ اﳌـــﺼـــﺮ­ف اﳌـــﺮﻛـــ­ﺰي رﻳــــﺎض ﺳـﻼﻣـﺔ )اﻟـــﺼـــﻮ­رة(، ﻗــﺎﺋــﻼ إﻧـــﻪ ﺳﻴﻨﻔﺬ اﻹﺷــﻌــﺎر إذا أﻣـﺮ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺬﻟﻚ. ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، رد ﺳﻼﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺘﻘﺪم ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف ﻹﻟﻐﺎء ﻫﺬه اﳌﺬﻛﺮة. وﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻤﺬﻛﺮة ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺑﺤﻖ ﺳــﻼﻣــﺔ ﻓـــﻲ إﻃــــﺎر ﺗـﺤـﻘـﻴـﻘـ­ﻬـﺎ اﻟــﻘــﻀــ­ﺎﺋــﻲ، ﻓـــﻲ ﻣﺎ

إذا ﻛـﺎن ﻗﺪ اﺧﺘﻠﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٣ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻣــﻦ أﻣــــﻮال ﻣــﺼــﺮف ﻟـﺒـﻨـﺎن وﻗـﻴـﺎﻣـﻪ ﺑﻐﺴﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺼﺎرف اﻷوروﺑﻴﺔ، وﻫﻮ اﺗﻬﺎم ﻳﻨﻔﻴﻪ ﺳﻼﻣﺔ. وﻗﺎل ﻣﻮﻟﻮي ﻓﻲ اﺗﺼﺎل ﻣﻊ »روﻳﺘﺮز« إن اﻟﻨﺸﺮة اﻟـﺤـﻤـﺮاء ﻟـﻺﻧـﺘـﺮﺑـ­ﻮل »ﺻـــﺪرت ﻳــﻮم اﻷرﺑــﻌــﺎ­ء وإن اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺗﻠﻘﻰ اﻹﺷﻌﺎر ﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ«. وﺗﺎﺑﻊ اﳌﻮﻟﻮي »ﺳﻨﻨﻔﺬ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ«. وأﺿﺎف أﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ »ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري« أن ﻳﺴﺘﻘﻴﻞ ﺳـﻼﻣـﺔ. ودﻋـــﺎ ﻧـﺎﺋـﺐ رﺋـﻴـﺲ اﻟـــﻮزراء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺳــﻌــﺎدة اﻟـﺸـﺎﻣـﻲ اﻟﺨﻤﻴﺲ اﻟـﺤـﺎﻛـﻢ اﻟـﻰ اﻟﺘﻨﺤﻲ، ﻓﻴﻤﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻋــﺪد ﻣـﻦ اﻟـﻨـﻮاب ﻓـﻲ ﻣﺬﻛﺮة

ﺑﺈﻗﺎﻟﺔ ﺳﻼﻣﺔ ﻛﺬﻟﻚ. وﺗﺘﻜﺜﻒ اﳌﺸﺎورات ﺑﲔ اﻟﻘﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﺣﻮل ﻣﺼﻴﺮ ﺳﻼﻣﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫ­ﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎول ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻊ ﻫﺬا اﳌﻠﻒ، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺮﻛﻮن إﻟﻰ ﺑﻨﻮد ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺘﻴﺢ ﻋــﺪم ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺳﻼﻣﺔ ﻟﺒﺎرﻳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ أﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. وﻣﻦ ﺑﲔ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت أن ﻳﺘﻢ دﻓﻊ ﺳﻼﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﻨﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻻﻧﺘﺮﺑﻮل واﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﻛﺬا ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﻟﺘﺬرع ﺑﻤﺒﺪأ ﻋﺪم ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻟﺒﻨﺎن رﻋﺎﻳﺎه، ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ أﺧــــــﺮى، أﺑــــﺮزﻫـ­ـــﺎ ﻣــﻠــﻒ رﺟــــﻞ اﻷﻋــــﻤــ­ــﺎل ﻛـــﺎرﻟـــ­ﻮس

ﻏﺼﻦ، اﻟــﺬي ﻟﺠﺄ إﻟـﻰ ﻟﺒﻨﺎن رﻏـﻢ ﺻــﺪور ﻣﺬﻛﺮة دوﻟﻴﺔ ﺑﺤﻘﻪ. وﺗـﺄﺗـﻲ ﻫــﺬه اﻟـﺘـﻄـﻮرا­ت ﻓـﻲ ﻇـﻞ دﺧــﻮل ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻨﺬ ﻋـﺎم ٩١٠٢ واﺣــﺪة ﻣﻦ أﺳـﻮأ اﻷزﻣــﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ، وﻓــﻲ إﻃـــﺎر اﺗـﻬـﺎم ﺳـﻼﻣـﺔ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـﻦ اﻷﻃــــﺮاف واﻟـﺨـﺒـﺮا­ء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﺑﻀﻠﻮﻋﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺼﻮل ﻫـﺬه اﻷزﻣــﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻧﻘﺪﻳﺔ وﻣﺎﻟﻴﺔ أدت إﻟﻰ اﻧﻬﻴﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، وﻓﻘﺪان اﻟﻠﻴﺮة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ.

تسلم لبنان مذكرة من اإلنتربول بــتــوقــ­يــف حـــاكـــم الـــبـــن­ـــك املـــركــ­ـزي رياض سالمة بعد ادعـاء القضاء الـفـرنـسـ­ي عـلـيـه بـتـهـم االخـــتــ­ـالس وتبييض األمـــــو­ال. وأكـــد وزيـــر الـداخـلـي­ـة اللبناني في حــكــومــ­ة تــصــريــ­ف األعــــمـ­ـــال بـــســـام مـــولـــو­ي، الجمعة، في أكثر من تصريح صحافي تسلم لبنان املذكرة، داعيًا سالمة للتنحي، وأضاف أنه سينفذ مذكرة اإلنتربول بحق سالمة إذا قرر القضاء اللبناني األخذ بها. وقال مولوي إن املسألة ستناقش في اجتماع تشاوري ملجلس الـوزراء، يوم االثنني، لكنها بـالـفـعـل جـــزء مــن املــحــاد­ثــات بــني كــبــار قــادة البالد. وقالت مصادر «العربي الجديد» إن «هناك مشاورات على أعلى مستوى سياسي في البالد مع حاكم البنك املركزي لحثه على تقديم استقالته بـدال من إقالته، وإال فهناك اتجاه جدي إلقالته مع وجود مطالبة وزارية بذلك، ومن املرجح أن ينعقد مجلس الوزراء مطلع األسبوع املقبل للبحث في القضية»، فـــي حـــني ال يـــــزال الـــحـــا­كـــم مــتــمــس­ــكــًا بـرفـض تقديم استقالته. وأصـدرت القاضية الفرنسية أود بوروسي، الثالثاء، مذكرة توقيف دولية بحق سالمة، بعد تخلفه عن املثول أمامها في تحقيقات تتعلق باختالسه أكثر من 300 مليون دوالر مـن أمـــوال مصرف لبنان املـركـزي، فكان رده عليها سريعًا، بإعالن طعنه بالقرار، باعتبار أنـــــه يــشــكــل خـــرقـــًا لـــلـــقـ­ــوانـــني، مــتــوقــ­فــًا عـنـد تجاوزات ارتكبتها القاضية الفرنسية على صعيد املهل القانونية وسـريـة التحقيقات وغيرها من االتهامات التي وجهها إليها. وأعلن سالمة في تصريحات لقناة «الحدث»، الـــخـــم­ـــيـــس، أنــــــه إذا صــــــدر أي حـــكـــم بـحـقـه سيتنحى، وأنـــه لــن يبقى فــي منصبه بعد انتهاء واليته في تموز/ يوليو املقبل، مؤكدًا أن نائبه األول (وسيم منصوري) سيتسلم منصبه بعد انتهاء واليته. مع اإلشــارة إلى أن للحاكم 4 نواب، ويفترض أن يتسلم نائبه األول مــكــانــ­ه مــؤقــتــًا حــتــى انـــتـــخ­ـــاب رئـيـس

مليون دوالر، جمدتها منظمة التعاون التابعة لــاتــحــ­اد األوروبـــ­ــــي في مــارس في فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وموناكو وبلجيكا، وهي أصول قال فيها ممثلو االدعـــاء إن سامة متهم باختاسها.

جـــمـــهـ­ــوريـــة لـــلـــبـ­ــالد وتـــعـــي­ـــني حـــاكـــم جـــديـــد. ونصح سالمة القضاء بالبدء بالسياسيني وليس بحاكم املصرف املركزي. وخـرجـت دعـــوات إلقـالـة أو استقالة الحاكم نظرًا لخطورة بقائه في منصبه بعد االتهام الــــدولـ­ـــي الـــرســـ­مـــي لـــه بـــشـــأن الــنــقــ­د الــوطــنـ­ـي والنظام املالي وتعامالت لبنان مع املصارف األجنبية والجهات الدولية املانحة.

الخطوات القانونية

ويـــــقــ­ـــول الـــخـــب­ـــيـــر الـــــدسـ­ــــتـــــ­وري واملـــحــ­ـامـــي سعيد مالك لـ«العربي الـجـديـد»، إنــه «بعد صـدور مذكرة توقيف دولية عن اإلنتربول ضـمـن الــنــشــ­رة الــحــمــ­راء بـحـق حــاكــم البنك املـــركــ­ـزي ريــــاض ســالمــة مــطــالــ­بــة بتوقيفه وبعد وصولها إلــى لبنان مـن املفترض أن يـسـتـدعـى الــحــاكـ­ـم لـالسـتـمـ­اع أمــــام الـنـائـب الــــعـــ­ـام الــتــمــ­يــيــزي الــــــذي ســيــبــق­ــيــه حـــــرًا مـع تـقـريـر مـنـع سـفـره ومـــصـــا­درة جـــواز سـفـره، وسيطلب من السلطات الفرنسية تحضير طــلــب اســــتـــ­ـرداد بــحــق الـــحـــا­كـــم». ويـضـيـف

مــالــك «بــعــد أن يـصـل مـلـف االســــتـ­ـــرداد إلـى لبنان بواسطة وزارة الخارجية ومنها إلى وزارة العدل ومن ثم النائب العام التمييزي، وســـنـــدًا لـــلـــمـ­ــادة 35 مـــن قـــانـــو­ن الــعــقــ­وبــات اللبناني، سيتولى النائب العام التمييزي التحقيق مع الحاكم بعد استدعائه مجددًا وذلـــــك حــــول تـــوفـــر أو عــــدم تـــوفـــر الـــشـــر­وط

للبنان خيار عدم تسليم سالمة الذي يحمل الجنسية الفرنسية

في حال إقالة الحاكم يتولى نائبه األول قيادة مصرف لبنان الـقـانـون­ـيـة لـطـلـب االســـتــ­ـرداد ومــــدى ثبوت التهمة أو عدم ثبوتها». ويلفت مالك إلى أنه «بعد االستجواب يتخذ القرار إما بإصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق الحاكم وإما بحفظ امللف لعدم توافر الشروط القانونية لـــالســـ­تـــرداد أو لـــعـــدم ثـــبـــوت الــتــهــ­مــة وإمـــا اعتبار الفعل املستند اليه طلب االسترداد هو الفعل نفسه املالحق به في لبنان». ويــتــابـ­ـع «بــكــل األحـــــو­ال ومـهـمـا كـــان الـــقـــر­ار، يــحــيــل وزيـــــر الـــعـــد­ل الــلــبــ­نــانــي فـــي حـكـومـة تـــصـــري­ـــف األعـــــم­ـــــال هــــنــــ­ري الـــــخــ­ـــوري املــلــف مشفوعًا بتقريره، إذ يحيل طلب االسترداد ومرفقاته والتحقيقات املـجـراة مع املطلوب استرداده وتقرير النائب العام التمييزي إلى الـحـكـومـ­ة للبت بطلب االســـتــ­ـرداد بمرسوم يتخذ بمجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير العدل باالستجابة إلى طلب االسترداد أم ال». ويــــلـــ­ـفــــت مــــالـــ­ـك إلـــــــى أنـــــــه «مـــــــن املــــتــ­ــوقــــع أال تــــســــ­لــــم الـــســـل­ـــطـــات الـــلـــب­ـــنـــانـ­ــيـــة ســــالمــ­ــة إلـــى القضاء الفرنسي بحجة التنازع اإليجابي لــلــجــن­ــســيــات، إذ إن حـــاكـــم الـــبـــن­ـــك املـــركــ­ـزي

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar