إيران تعدم ثالثة أشخاص
اتهموا بقتل عسكريين أثناء االحتجاجات مع إعدام 3 إيرانيين جدد، أمس الجمعة، بتهمة قتل عسكريين خالل االحتجاجات، ارتفع إلى 7 عدد الذين أعدموا جراء االحتجاجات
مـــن خــــالل تــوجــيــه األمـــــر لـــحـــوار الــحــكــومــة بـتـعـلـيـمـات مـــن أردوغـــــــان قــبــل ســـنـــوات مع قــــيــــادات تـــابـــعـــة لــلــعــمــال الـــكـــردســـتـــانـــي مـن أجــــل حـــل املــســألــة الـــكـــرديـــة، وهــــو مـــا يعني عالقة الحكومة مع اإلرهـاب، ومن املؤكد كل هــذه املسائل سيتم تكثيف التركيز عليها إعــالمــيــًا فــي الــفــتــرة املــقــبــلــة». وأمــــس التقى كـلـجـدار أوغــلــو زعـيـم حــزب النصر القومي املـتـشـدد أومــيــت أوزداغ، فــي مسعى لكسب دعم أصــوات املرشح الرئاسي سنان أوغان بالجولة الثانية لالنتخابات الرئاسية. وجــــــرى الـــلـــقـــاء فــــي مـــقـــر حـــــزب الـــنـــصـــر فـي الــعــاصــمــة أنـــقـــرة، فـــي ظـــل اهــتــمــام إعــالمــي كـبـيـر، إذ إن كــلــجــدار أوغـــلـــو قــــدم خـطـابـات تقارب وعود تحالف «أتا» الذي رشح أوغان فـي االنـتـخـابـات الـرئـاسـيـة بالجولة األولــى لالنتخابات. وقبل اللقاء امتدح أوزداغ كالم كلجدار أوغلو الجديد. وعــقــب الــلــقــاء قـــال كــلــجــدار أوغـــلـــو: «قــدمــت لـــه وجـــهـــات نــظــر قــــيــــادات تــحــالــف الـشـعـب وجهودنا وأفكارنا في السياسات املشتركة وفـــي مــا يتعلق بتعديل الــدســتــور، وكـانـت هـنـاك أسـئـلـة وجـهـت لـنـا قـدمـت لـهـا أجـوبـة تفصيلية قدر اإلمكان». مــن نـاحـيـتـه، أكـــد أوزداغ أنـــه «كــانــت لدينا أســـئـــلـــة ســـألـــنـــاهـــا وحـــصـــلـــنـــا عـــلـــى أجـــوبـــة تفصيلية بحقها، وبناء عليها سنلتقي مع الــجــهــات املــســؤولــة ونـقـيـمـهـا فــي التحالف وبقية األحزاب ومع املرشح سنان أوغان». وكــــــان أوغـــــــان قــــد نـــــال 5.17 فــــي املــــائــــة مـن األصوات في الجولة األولى من االنتخابات الــرئــاســيــة، ولـــم يـحـسـم قــــراره بــدعــم أي من املــرشــحــني، أردوغــــــان وكــلــجــدار أوغـــلـــو، في الجولة الثانية في 28 مايو الحالي.
لم تنفع كل االنـتـقـادات واملـنـاشـدات ملنع الـــســـلـــطـــات اإليــــرانــــيــــة مــــن إعــــــــدام ثــالثــة أشخاص في أصفهان بتهمة قتل ثالثة أفراد من قوات األمن اإليرانية، هم اثنان من قــوات «الباسيج» وعقيد من القوات الــخــاصــة، أثــنــاء االحـتـجـاجـات الـواسـعـة الــتــي شـهـدتـهـا الــبــالد مـنـذ مـقـتـل مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول املاضي. وقـال املركز اإلعالمي للجهاز القضائي اإليــرانــي، أمــس الجمعة، إن األشـخـاص الثالثة، وهم صالح مير هاشمي ومجيد كــاظــمــي وســعــيــد يــعــقــوبــي كــردســفــلــى، نفذوا «هجومًا إرهابيًا مسلحًا» أدى إلى مقتل ثالثة من رجال األمن هم إسماعيل جـــــراغـــــي ومــــحــــســــن حــــمــــيــــدي ومـــحـــمـــد كــريــمــي. وأضـــــاف املـــركـــز، فـــي بـــيـــان، أن هؤالء نفذوا الهجوم بـ«تنسيق مشترك مسبق»، مشيرًا إلى أنهم واجهوا تهمًا باستخدام األسـلـحـة و«الــحــرابــة بهدف زعــزعــة أمـــن الــبــالد والــتــواطــؤ الرتــكــاب جـــرائـــم ضـــد األمــــن الـــداخـــلـــي واالنــتــمــاء والـــتـــعـــاون مـــع زمـــــرة املـــنـــافـــقـــني»، وهــي تسمية تستخدمها السلطات لإشارة إلى منظمة «مجاهدي خلق» املعارضة املـــصـــنـــفـــة فـــــي إيـــــــــران بـــأنـــهـــا «مــنــظــمــة إرهابية». ومع األحكام الجديدة املنفذة، بـــلـــغ عـــــدد الــــذيــــن أعـــــدمـــــوا فــــي قــضــايــا مرتبطة باالحتجاجات سبعة رجال. وعرفت القضية في إيران باسم ملف «بيت أصفهان»، وهو اسم الحي الذي قتل فيه رجــال األمــن الثالثة أثناء االحتجاجات، وتـــحـــولـــت بـــعـــد إصـــــــدار أحــــكــــام اإلعــــــدام ومـــصـــادقـــة املــحــكــمــة الــعــلــيــا عـلـيـهـا إلــى قـــضـــيـــة مـــثـــيـــرة لـــلـــجـــدل بـــــني الـــســـلـــطـــات
واملحتجني واملعارضة اإليرانية. وخالل األســــابــــيــــع األخــــــيــــــرة، دشــــــن إيــــرانــــيــــون مـــن الـــداخـــل والــــخــــارج، مـنـهـم نـاشـطـون وفنانون وحقوقيون، حمالت افتراضية لوقف تنفيذ أحكام اإلعدام بحق املتهمني الثالثة. كما نظم معارضون إيرانيون في الخارج تجمعات احتجاجية. وكان هناك متهمان اثنان آخران في امللف هما: العب كرة القدم أمير نصر آزادانــي، الذي حكم عـلـيـه بـالـسـجـن 16 عـــامـــًا، ومـــواطـــن آخــر يــدعــى سـهـيـل جـهـانـغـيـري وحـــكـــم عليه بالسجن عامني. وكــانــت أســر اإليــرانــيــني الـثـالثـة أطلقت نـــداءات خــالل األيـــام األخـيـرة للمطالبة بـــــوقـــــف تـــنـــفـــيـــذ إعــــــدامــــــهــــــم، مــــــع نــفــي تورطهم في مقتل العسكريني وإرجــاع اعترافاتهم في املحكمة إلى أنها «جاء ت تـــحـــت الـــتـــعـــذيـــب»، غـــيـــر أن الــســلــطــات اإليرانية ظلت تنفي هذه التهمة، متهمة «األعداء» بتدبير «هجمة إعالمية» ضد الــبــالد مــع تـأكـيـد عـزمـهـا عـلـى التعامل بـــ«حــزم» فـي ملفات قتل قــوات الشرطة واألمن. وفي السياق، قال رئيس السلطة القضائية اإليرانية غالم حسني محسني إيجي، األربـعـاء املاضي، خـالل اجتماع ملــــســــؤولــــي الــــســــلــــطــــة، إنــــهــــا «ســـتـــبـــدي منتهى الـحـزم والـسـرعـة» فـي الـبـت في ملف املتورطني في قتل عناصر الشرطة واألمــن. وجـاءت هذه التصريحات بعد تـصـاعـد االنــتــقــادات والـــدعـــوات محليًا ودولــيــًا، وغـــداة تجمع لـإيـرانـيـني أمـام سجن «دسـتـجـرد» فـي أصـفـهـان، مساء األول من امـس الخميس، جــراء انتشار أنباء عن احتمال تنفيذ أحكام اإلعـدام. فـي املقابل، ظلت وكـــاالت أنـبـاء رسمية وشبه رسمية فـي إيـــران تسلط الضوء
ارتفع عدد من أعدموا جراء االحتجاجات إلى سبعة
بيني وونغ: اإلعدامات تجسد وحشية النظام حيال شعبه عـــلـــى عــــائــــالت عـــنـــاصـــر األمــــــن الــثــالثــة واملــــطــــالــــبــــة بــــــ«الـــــقـــــصـــــاص». وجـــــــاءت اإلعـــدامـــات الــجــديــدة فــي ســيــاق موجة طاولت، في الفترة األخيرة، حسب إعالن السلطات اإليرانية، متهمني بـ«تهريب املـــخـــدرات» و«اإلســـــاءة إلـــى املـقـدسـات» و«اإلرهـــاب والحرابة»، غير أن مراقبني يرون في توقيت تنفيذ هذه اإلعدامات أمـــرًا مـثـيـرًا لـالهـتـمـام، وســـط تـسـاؤالت عن أسبابها وأهدافها. ويقيم عدد من أفراد عائلة مجيد كاظمي فـي أستراليا، حيث تـوجـه قريبه محمد هـاشـمـي بـرسـالـة إلـــى وزيــــرة الخارجية بــيــنــي وونــــــغ مــطــالــبــًا إيــــاهــــا بــالــتــدخــل إلنــــقــــاذه. ودانـــــت وونـــــغ، أمــــس الـجـمـعـة، تـــنـــفـــيـــذ حـــكـــم اإلعــــــــــــدام. واعـــــتـــــبـــــرت، فــي تغريدة، أن ذلك «يجسد وحشية النظام حيال شعبه»، مـؤكـدة «وقـــوف أستراليا مــــع الـــشـــعـــب اإليــــــرانــــــي». ورأى مـحـمـود أمــــيــــري مــــقــــدم، مــــديــــر «مـــنـــظـــمـــة حــقــوق اإلنسان في إيران» ومقرها في النرويج، أن اإلعدامات األخيرة «يجب أن تكون لها تبعات جدية» على طهران. وحذر من أن غياب ذلـك سيجعل «متظاهرين آخرين في خطر»، مشددًا على وجوب «أن يفهم قـــادة الجمهورية اإلسـالمـيـة أنــه لـن يتم التسامح مع إعدام املتظاهرين». وقالت منظمة العفو الدولية، في بيان أمـــــس، إن املــحــاكــمــة الــســريــعــة لــلــرجــال الثالثة شابها عــوار قانوني واعتمدت على «اعترافات انتزعت تحت التعذيب». وكــــانــــت املـــنـــظـــمـــة قــــالــــت، فــــي تــقــريــرهــا السنوي الذي نشر أخيرًا عن اإلعدامات فـــي ،2022 إن إيــــــران والـــســـعـــوديـــة هما الـدولـتـان األكـثـر تنفيذًا ألحـكـام اإلعــدام في منطقة الشرق األوســط، مشيرة إلى تنفيذ 576 إعدامًا في إيران خالل ،2022 بـارتـفـاع بنسبة 83 فـي املـائـة باملقارنة مع العام .2021 وقال املبعوث األميركي الخاص للملف النووي اإليراني روبرت مـــالـــي، الــخــمــيــس املـــاضـــي، إن «اإلعـــــدام الوشيك املحتمل في إيران ملجيد كاظمي وصـالـح مير هاشمي وسعيد يعقوبي يــعــد إهـــانـــة لـحـقـوق اإلنـــســـان والــكــرامــة األساسية لجميع اإليرانيني، ويظهر أن النظام لم يتعلم شيئًا من االحتجاجات». وأضاف مالي، في تغريدات، أن الواليات املتحدة «ستواصل الوقوف إلـى جانب الشعب اإليراني».