Al Araby Al Jadeed

إيران تعدم ثالثة أشخاص

اتهموا بقتل عسكريين أثناء االحتجاجات مع إعدام 3 إيرانيين جدد، أمس الجمعة، بتهمة قتل عسكريين خالل االحتجاجات، ارتفع إلى 7 عدد الذين أعدموا جراء االحتجاجات

- طهران ـ صابر غل عنبري لندن ـ العربي الجديد

مـــن خــــالل تــوجــيــ­ه األمـــــر لـــحـــوا­ر الــحــكــ­ومــة بـتـعـلـيـ­مـات مـــن أردوغـــــ­ــان قــبــل ســـنـــوا­ت مع قــــيــــ­ادات تـــابـــع­ـــة لــلــعــم­ــال الـــكـــر­دســـتـــا­نـــي مـن أجــــل حـــل املــســأل­ــة الـــكـــر­ديـــة، وهــــو مـــا يعني عالقة الحكومة مع اإلرهـاب، ومن املؤكد كل هــذه املسائل سيتم تكثيف التركيز عليها إعــالمــي­ــًا فــي الــفــتــ­رة املــقــبـ­ـلــة». وأمــــس التقى كـلـجـدار أوغــلــو زعـيـم حــزب النصر القومي املـتـشـدد أومــيــت أوزداغ، فــي مسعى لكسب دعم أصــوات املرشح الرئاسي سنان أوغان بالجولة الثانية لالنتخابات الرئاسية. وجــــــرى الـــلـــق­ـــاء فــــي مـــقـــر حـــــزب الـــنـــص­ـــر فـي الــعــاصـ­ـمــة أنـــقـــر­ة، فـــي ظـــل اهــتــمــ­ام إعــالمــي كـبـيـر، إذ إن كــلــجــد­ار أوغـــلـــ­و قــــدم خـطـابـات تقارب وعود تحالف «أتا» الذي رشح أوغان فـي االنـتـخـا­بـات الـرئـاسـي­ـة بالجولة األولــى لالنتخابات. وقبل اللقاء امتدح أوزداغ كالم كلجدار أوغلو الجديد. وعــقــب الــلــقــ­اء قـــال كــلــجــد­ار أوغـــلـــ­و: «قــدمــت لـــه وجـــهـــا­ت نــظــر قــــيــــ­ادات تــحــالــ­ف الـشـعـب وجهودنا وأفكارنا في السياسات املشتركة وفـــي مــا يتعلق بتعديل الــدســتـ­ـور، وكـانـت هـنـاك أسـئـلـة وجـهـت لـنـا قـدمـت لـهـا أجـوبـة تفصيلية قدر اإلمكان». مــن نـاحـيـتـه، أكـــد أوزداغ أنـــه «كــانــت لدينا أســـئـــل­ـــة ســـألـــن­ـــاهـــا وحـــصـــل­ـــنـــا عـــلـــى أجـــوبـــ­ة تفصيلية بحقها، وبناء عليها سنلتقي مع الــجــهــ­ات املــســؤو­لــة ونـقـيـمـه­ـا فــي التحالف وبقية األحزاب ومع املرشح سنان أوغان». وكــــــان أوغـــــــ­ان قــــد نـــــال 5.17 فــــي املــــائـ­ـــة مـن األصوات في الجولة األولى من االنتخابات الــرئــاس­ــيــة، ولـــم يـحـسـم قــــراره بــدعــم أي من املــرشــح­ــني، أردوغـــــ­ـان وكــلــجــ­دار أوغـــلـــ­و، في الجولة الثانية في 28 مايو الحالي.

لم تنفع كل االنـتـقـا­دات واملـنـاشـ­دات ملنع الـــســـل­ـــطـــات اإليــــرا­نــــيــــ­ة مــــن إعــــــــ­دام ثــالثــة أشخاص في أصفهان بتهمة قتل ثالثة أفراد من قوات األمن اإليرانية، هم اثنان من قــوات «الباسيج» وعقيد من القوات الــخــاصـ­ـة، أثــنــاء االحـتـجـا­جـات الـواسـعـة الــتــي شـهـدتـهـا الــبــالد مـنـذ مـقـتـل مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول املاضي. وقـال املركز اإلعالمي للجهاز القضائي اإليــرانـ­ـي، أمــس الجمعة، إن األشـخـاص الثالثة، وهم صالح مير هاشمي ومجيد كــاظــمــ­ي وســعــيــ­د يــعــقــو­بــي كــردســفـ­ـلــى، نفذوا «هجومًا إرهابيًا مسلحًا» أدى إلى مقتل ثالثة من رجال األمن هم إسماعيل جـــــراغـ­ــــي ومــــحـــ­ـســــن حــــمــــ­يــــدي ومـــحـــم­ـــد كــريــمــ­ي. وأضـــــاف املـــركــ­ـز، فـــي بـــيـــان، أن هؤالء نفذوا الهجوم بـ«تنسيق مشترك مسبق»، مشيرًا إلى أنهم واجهوا تهمًا باستخدام األسـلـحـة و«الــحــراب­ــة بهدف زعــزعــة أمـــن الــبــالد والــتــوا­طــؤ الرتــكــا­ب جـــرائـــ­م ضـــد األمــــن الـــداخــ­ـلـــي واالنــتــ­مــاء والـــتـــ­عـــاون مـــع زمـــــرة املـــنـــ­افـــقـــن­ي»، وهــي تسمية تستخدمها السلطات لإشارة إلى منظمة «مجاهدي خلق» املعارضة املـــصـــ­نـــفـــة فـــــي إيــــــــ­ـران بـــأنـــه­ـــا «مــنــظــم­ــة إرهابية». ومع األحكام الجديدة املنفذة، بـــلـــغ عـــــدد الــــذيــ­ــن أعـــــدمـ­ــــوا فــــي قــضــايــ­ا مرتبطة باالحتجاجا­ت سبعة رجال. وعرفت القضية في إيران باسم ملف «بيت أصفهان»، وهو اسم الحي الذي قتل فيه رجــال األمــن الثالثة أثناء االحتجاجات، وتـــحـــو­لـــت بـــعـــد إصـــــــد­ار أحــــكـــ­ـام اإلعــــــ­دام ومـــصـــا­دقـــة املــحــكـ­ـمــة الــعــلــ­يــا عـلـيـهـا إلــى قـــضـــيـ­ــة مـــثـــيـ­ــرة لـــلـــجـ­ــدل بـــــني الـــســـل­ـــطـــات

واملحتجني واملعارضة اإليرانية. وخالل األســــاب­ــــيــــع األخــــــ­يــــــرة، دشــــــن إيــــرانـ­ـــيــــون مـــن الـــداخــ­ـل والــــخــ­ــارج، مـنـهـم نـاشـطـون وفنانون وحقوقيون، حمالت افتراضية لوقف تنفيذ أحكام اإلعدام بحق املتهمني الثالثة. كما نظم معارضون إيرانيون في الخارج تجمعات احتجاجية. وكان هناك متهمان اثنان آخران في امللف هما: العب كرة القدم أمير نصر آزادانــي، الذي حكم عـلـيـه بـالـسـجـن 16 عـــامـــًا، ومـــواطــ­ـن آخــر يــدعــى سـهـيـل جـهـانـغـي­ـري وحـــكـــم عليه بالسجن عامني. وكــانــت أســر اإليــرانـ­ـيــني الـثـالثـة أطلقت نـــداءات خــالل األيـــام األخـيـرة للمطالبة بـــــوقــ­ـــف تـــنـــفـ­ــيـــذ إعــــــدا­مــــــهــ­ــــم، مــــــع نــفــي تورطهم في مقتل العسكريني وإرجــاع اعترافاتهم في املحكمة إلى أنها «جاء ت تـــحـــت الـــتـــع­ـــذيـــب»، غـــيـــر أن الــســلــ­طــات اإليرانية ظلت تنفي هذه التهمة، متهمة «األعداء» بتدبير «هجمة إعالمية» ضد الــبــالد مــع تـأكـيـد عـزمـهـا عـلـى التعامل بـــ«حــزم» فـي ملفات قتل قــوات الشرطة واألمن. وفي السياق، قال رئيس السلطة القضائية اإليرانية غالم حسني محسني إيجي، األربـعـاء املاضي، خـالل اجتماع ملــــســـ­ـؤولــــي الــــســـ­ـلــــطـــ­ـة، إنــــهـــ­ـا «ســـتـــبـ­ــدي منتهى الـحـزم والـسـرعـة» فـي الـبـت في ملف املتورطني في قتل عناصر الشرطة واألمــن. وجـاءت هذه التصريحات بعد تـصـاعـد االنــتــق­ــادات والـــدعــ­ـوات محليًا ودولــيــًا، وغـــداة تجمع لـإيـرانـي­ـني أمـام سجن «دسـتـجـرد» فـي أصـفـهـان، مساء األول من امـس الخميس، جــراء انتشار أنباء عن احتمال تنفيذ أحكام اإلعـدام. فـي املقابل، ظلت وكـــاالت أنـبـاء رسمية وشبه رسمية فـي إيـــران تسلط الضوء

ارتفع عدد من أعدموا جراء االحتجاجات إلى سبعة

بيني وونغ: اإلعدامات تجسد وحشية النظام حيال شعبه عـــلـــى عــــائـــ­ـالت عـــنـــاص­ـــر األمــــــ­ن الــثــالث­ــة واملــــطـ­ـــالــــب­ــــة بــــــ«الـــــقــ­ـــصـــــا­ص». وجـــــــا­ءت اإلعـــدام­ـــات الــجــديـ­ـدة فــي ســيــاق موجة طاولت، في الفترة األخيرة، حسب إعالن السلطات اإليرانية، متهمني بـ«تهريب املـــخـــ­درات» و«اإلســـــا­ءة إلـــى املـقـدسـا­ت» و«اإلرهـــاب والحرابة»، غير أن مراقبني يرون في توقيت تنفيذ هذه اإلعدامات أمـــرًا مـثـيـرًا لـالهـتـمـ­ام، وســـط تـسـاؤالت عن أسبابها وأهدافها. ويقيم عدد من أفراد عائلة مجيد كاظمي فـي أستراليا، حيث تـوجـه قريبه محمد هـاشـمـي بـرسـالـة إلـــى وزيــــرة الخارجية بــيــنــي وونــــــغ مــطــالــ­بــًا إيــــاهــ­ــا بــالــتــ­دخــل إلنــــقــ­ــاذه. ودانـــــت وونـــــغ، أمــــس الـجـمـعـة، تـــنـــفـ­ــيـــذ حـــكـــم اإلعــــــ­ــــــدام. واعـــــتـ­ــــبـــــ­رت، فــي تغريدة، أن ذلك «يجسد وحشية النظام حيال شعبه»، مـؤكـدة «وقـــوف أستراليا مــــع الـــشـــع­ـــب اإليــــــ­رانــــــي». ورأى مـحـمـود أمــــيـــ­ـري مــــقــــ­دم، مــــديـــ­ـر «مـــنـــظـ­ــمـــة حــقــوق اإلنسان في إيران» ومقرها في النرويج، أن اإلعدامات األخيرة «يجب أن تكون لها تبعات جدية» على طهران. وحذر من أن غياب ذلـك سيجعل «متظاهرين آخرين في خطر»، مشددًا على وجوب «أن يفهم قـــادة الجمهورية اإلسـالمـي­ـة أنــه لـن يتم التسامح مع إعدام املتظاهرين». وقالت منظمة العفو الدولية، في بيان أمـــــس، إن املــحــاك­ــمــة الــســريـ­ـعــة لــلــرجــ­ال الثالثة شابها عــوار قانوني واعتمدت على «اعترافات انتزعت تحت التعذيب». وكــــانــ­ــت املـــنـــ­ظـــمـــة قــــالـــ­ـت، فــــي تــقــريــ­رهــا السنوي الذي نشر أخيرًا عن اإلعدامات فـــي ،2022 إن إيــــــرا­ن والـــســـ­عـــوديـــ­ة هما الـدولـتـا­ن األكـثـر تنفيذًا ألحـكـام اإلعــدام في منطقة الشرق األوســط، مشيرة إلى تنفيذ 576 إعدامًا في إيران خالل ،2022 بـارتـفـاع بنسبة 83 فـي املـائـة باملقارنة مع العام .2021 وقال املبعوث األميركي الخاص للملف النووي اإليراني روبرت مـــالـــي، الــخــمــ­يــس املـــاضــ­ـي، إن «اإلعـــــد­ام الوشيك املحتمل في إيران ملجيد كاظمي وصـالـح مير هاشمي وسعيد يعقوبي يــعــد إهـــانـــ­ة لـحـقـوق اإلنـــســ­ـان والــكــرا­مــة األساسية لجميع اإليرانيني، ويظهر أن النظام لم يتعلم شيئًا من االحتجاجات». وأضاف مالي، في تغريدات، أن الواليات املتحدة «ستواصل الوقوف إلـى جانب الشعب اإليراني».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar