تراجع نفقات الدعم في المغرب
تخطط الحكومة املغربية إلعادة النظر في دعم سلع أساسية عبر املوازنة العامة للعام املقبل، وهو ما قد يفضي إلى تأجيج التضخم بحسب الخبراء. ويفيد التقرير الشهري الصادر عن الخزانة العامة للمملكة، حول تنفيذ موازنة الــعــام الــحــالــي، بـــأن نـفـقـات الــدعــم تراجعت بـنـسـبـة 11 فـــي املـــائـــة فـــي إبــــريــــل/ نـيـسـان املـاضـي، كـي تستقر فـي حــدود 889 مليون دوالر، بعدما تعدت املليار دوالر في الفترة نفسها من العام املاضي. وتوقعت الحكومة في املوازنة أن تصل نفقات الدعم في نهاية الــعــام الــحــالــي إلـــى 2.65 مـلـيـار دوالر عبر صــنــدوق املـقـاصـة الـــذي يـدعـم السكر وغــاز الــطــهــو والـــدقـــيـــق، بــعــدمــا قـــفـــزت فـــي الــعــام املـــاضـــي إلــــى 4.5 مـــلـــيـــارات دوالر. وكــانــت الحكومة، فـي الـعـام املــاضــي، اتجهت نحو املضي في دعم السكر وغاز الطهو والدقيق فــي ســيــاق ارتـــفـــاع الـتـضـخـم الــــذي قـفـز إلـى 6.6 فـي املـائـة، فـي الـوقـت نفسه، استعملت صندوق املقاصة لتوفير الدعم بـ045 مليون دوالر لـــلـــســـوالر، كــمــا وظـــفـــت مـخـصـصـات الـــصـــنـــدوق لـــدعـــم الــســيــاحــة بــــ 200 مـلـيـون دوالر. وارتفع التضخم إلى 8.2 في املائة في نهاية مـــــــارس/ آذار، فــيــمــا تـــطـــالـــب األســــــر بــدعــم أسعار بعض السلع أو زيادة الدعم، غير أن الحكومة دأبــت على التأكيد أن املضي في الدعم سيؤدي إلى خفض نفقات االستثمار. وكان املغرب عمد إلى رفع الدعم عن أسعار السوالر والبنزين الذي كان يوفره صندوق املقاصة، منذ ثمانية أعوام، غير أن االرتفاع الــقــوي الـــذي شـهـدتـه األســـعـــار فــي العامني األخــيــريــن دفـــع إلـــى عـــودة املـطـالـب الـداعـيـة
إلـى كبح جماحها بما يحافظ على القدرة الشرائية لألسر. ويؤكد رئيس نقابة البترول والـغـاز التابعة للكونفدرالية الديمقراطية لـلـشـغـل، الـحـسـني الــيــمــانــي، والـــــذي يتولى الـتـنـسـيـق عـلـى مـسـتـوى جـبـهـة الـــدفـــاع عن مـصـفـاة ســامــيــر، عـلـى ضــــرورة الـــعـــودة عن قــرار تحرير أسـعـار الـوقـود وتـدخـل الدولة بهدف ضبطها عبر التسقيف. ويشدد اليماني لـ «العربي الجديد» على أنه تتوجب حفاظا على القدرة الشرائية لألسر إعـــــادة الـــوقـــود إلــــى الئـــحـــة الــســلــع املـنـظـمـة أســعــارهــا، بـتـحـديـد تـركـيـبـة عــادلــة تضمن أرباح الفاعلني، مع وضع آلية جديدة للدعم والـتـعـويـض عــن الــضــرر الـــذي يتسبب فيه ارتـــفـــاع أســعــار الـــوقـــود مـنـذ ثـمـانـيـة أعـــوام بسبب التحرير وإغالق مصفاة سامير. ويتصور االقـتـصـادي، رضــوان الطويل، أن الـدعـم يشكل وسيلة للتحكم فـي التضخم املــســتــورد، مــؤكــدا فــي حــديــث مــع «الـعـربـي الـجـديـد» أن السلع املوجهة لالستهالك أو الـسـلـع الــوســيــطــة، تـسـاهـم فـــي الـتـحـكـم في التضخم والـحـفـاظ عـلـى الــقــدرة الـشـرائـيـة، مـا يعني أن سياسة امليزانية أو السياسة النقدية تفضي إلى استقرار األسعار. ويشدد على أن التوجه نحو رفع الدعم عن بـعـض الـسـلـع يـمـكـن أن يــــؤدي إلـــى تسريع التضخم ويــحــول دون مـحـاصـرتـه، محيال على صندوق النقد الدولي الذي يعتبر أنه مـــن غـيـر املـــجـــدي االنـــخـــراط فـــي إصــالحــات هـيـكـلـيـة عــنــدمــا يـــكـــون الــنــمــو االقــتــصــادي ضــعــيــفــا، عــلــمــا أنــــه تــحــت تــأثــيــر الــظــرفــيــة الحالية لن يتعدى النمو 3.1 في املائة في العام الحالي. ويؤكد أنه يفترض بالحكومة التوجه أكثر نحو تعبئة موارد جديدة عبر تحسني تحصيل الـضـرائـب والــرســوم، بما يساعد على توفير موارد توجه لإلنفاق.