سيارات إدلب تبحث عن قطع الغيار
أن «قــــــادة وأعــــضــــاء نـــافـــذيـــن فـــي األحـــــزاب يـعـتـبـرون الــعــراق مـنـذ االحــتــالل األمـيـركـي لغاية اآلن، ضمن ممتلكاتهم الشخصية. وفـــــي بــــغــــداد مـــثـــال هـــنـــاك عــــشــــرات املـــنـــازل لـشـخـصـيـات ال تـتـمـتـع بـــأي دور سياسي أو وظـيـفـي، وال يـقـبـلـون الـــخـــروج مــن هـذه املمتلكات، من بينهم الوزير السابق وائل عبد اللطيف، ورئيس الجمهورية األسبق فــــؤاد مــعــصــوم، ورئـــيـــس الـــبـــرملـــان األســبــق محمود املشهداني، وغيرهم».
يـتـجـول سليمان الـخـالـد بــن مــحــال منطقة الـــصـــنـــاعـــة فــــي إدلـــــــب، يــحــمــل فــــي يـــــده مــــرآة ســيــارتــه املـــكـــســـورة ويــبــحــث عـــن بـــديـــل لـهـا. بعض التجار يرد بالنفي فورًا حينما يسأل عن قطعة مماثلة لها، بينما ينصحه آخرون بــاســتــبــدالــهــا بـــنـــمـــوذج مـــشـــابـــه الســتــحــالــة العثور على قطعة جديدة من هذا النوع. يقول سليمان لـ «العربي الجديد»، إنه اشترى منذ عامن سـيـارة بيجو تتناسب مـع رأس املال الذي يملكه، ولم يكن يتوقع أن انخفاض سعرها عائد لقلة قطع الغيار وارتفاع ثمنها إذا توافرت في السوق، لكن بعد أشهر قليلة بدأت رحلة املعاناة لديه في البحث عن قطع الغيار بعد أي عطل يطرأ على السيارة. يضيف سليمان: «املشكلة التي أعاني منها ال تـتـعـلـق بــهــذا الـــنـــوع مـــن الـــســـيـــارات فـقـط، فـعـشـرات األنــــواع األخـــرى يعيش أصحابها معاناة مشابهة وينتقلون من منطقة ألخرى للبحث عـن قطعة تـم فكها مـن سـيـارة تالفة بــعــدمــا قـــرر صـاحـبـهـا بـيـعـهـا كـقـطـع لتعذر
إصالحها». من جانبه، يقول فني الصيانة سالم عبد الله لـ «العربي الجديد»، إنه يواجه مشاكل مستمرة في مسألة البحث عن قطع تبديل أثناء إجــراء الصيانة، ويضيف: «في الغالب نضطر الستعمال قطع مـن ماركات أخرى تتشابه مع املاركة املطلوبة أو نضطر لتفصيل القطعة املطلوبة، مثل (الجوانات)، التي تعتبر أساسية في أي عملية صيانة، حـــيـــث نــــقــــوم بــقــصــهــا بـــشـــكـــل مـــتـــطـــابـــق مـع األساسية، إال أنها لن تدوم لفترة طويلة مثل القطعة األساسية». يــضــيــف عـــبـــد الــــلــــه: «فـــــي حــــــاالت أخــــــرى قـد نـضـطـر الســتــبــدال املـــحـــرك بـشـكـل كـــامـــل، أو أحـــد أجــــزاء الــســيــارة الـرئـيـسـيـة بـسـبـب ملل
غالء قطع التبديل وندرتها يزيدان معاناة أصحاب السيارات
صاحبها من البحث عن قطع صيانة ودفع مـبـالـغ كـبـيـرة عـنـد الــعــثــور عـلـيـهـا، إذ نلجأ الستعمال القطع الـكـوريـة والـتـي تعد أكثر انتشارًا مقارنة بغيرها». بــدوره، يقول عبد العزيز اليوسف، وهــو تاجر قطع سـيـارات، لـ «العربي الـجـديـد»، إن «هـنـاك نقصا كبيرًا جـدًا في قطع التبديل، والـسـيـارات الوحيدة التي يمكن أن تجد لها قطعا بطريقة أبسط مـــن غــيــرهــا هـــي الـــســـيـــارات الـــكـــوريـــة، بينما يصعب العثور على قطع للسيارات اليابانية واألملـانـيـة والفرنسية واألمـيـركـيـة، ويضطر صــــاحــــب الــــســــيــــارة فــــي كـــثـــيـــر مــــن األحــــيــــان للبحث عــن ســيــارة معطلة بـالـكـامـل لـشـراء بعض القطع منها واستعمالها لسيارته أو سيكون مصير سيارته كسابقتها في سوق بـيـع الــقــطــع». يضيف الـيـوسـف أن «غالبية قطع التبديل مستعملة تم فكها من سيارات معطلة، مـا يعني احتمال تعطلها فـي وقت قريب، كما أن أسعارها مرتفعة جدًا، فأصغر قـطـعـة فـــي الـــســـيـــارة قـــد تــبــاع بـــــ01 دوالرات بينما في الحالة الطبيعية يجب أال يتجاوز سعرها دوالرين».