مخاوف من الوصاية الدولية على النفط
انتقد خبراء ومحللون اقتصاديون دعوات مبعوث األمــم املتحدة لــدى ليبيا عبد الله باتيلي إلى إنشاء آلية دولية بقيادة ليبية تجمع أصحاب املصلحة من مختلف أرجاء الـــدولـــة لـــإشـــراف عـلـى اإلنـــفـــاق، واعــتــبــروا أنها وصاية على النفط وعلى إدارة أموال البالد من العملة الصعبة. املبعوث األممي قال إن إدارة مــوارد الدولة تــشــكــل مـــدعـــاة قــلــق لـلـكـثـيـر مـــن الـلـيـبـيـن، خـاصـة مــع غـيـاب املـسـاءلـة وعـــدم املــســاواة فــــي تــــوزيــــع املـــــــــوارد، وطــــالــــب فــــي إحــاطــتــه أمـام مجلس األمـن أخيرًا بتوحيد املصرف املــــركــــزي وإصـــــالحـــــه، مــــشــــددا عـــلـــى تـعـزيـز الـنـقـاشـات حـــول االتـــفـــاق عـلـى آلــيــة مؤقتة لإشراف على اإلنفاق وضمان إدارة شفافة لعائدات النفط والغاز. وأكـد املحلل االقتصادي عـادل املقرحي في تـصـريـحـات لــ«الـعـربـي الــجــديــد»، أن اآللـيـة بـشـأن اإلنــفــاق غـيـر واضــحــة وهـــي وصـايـة على إدارة أمـوال البالد من العملة الصعبة لـصـالـح جــهــات أجـنـبـيـة بـحـجـة الـشـفـافـيـة، وأكــد أن دور األمــم املتحدة تمهيد الطريق نـــحـــو االنـــتـــخـــابـــات وأن الـــتـــدخـــل فــــي آلــيــة
صـــرف األمــــوال قــد ينتهي بـمـعـادلـة النفط مقابل الغذاء في تكرار لسيناريو العراق. ورأى أســـتـــاذ االقــتــصــاد أحــمــد املـــبـــروك أن تدخل األمـم املتحدة في وضع آلية جديدة لــــإشــــراف عـــلـــى اإلنــــفــــاق يـــهـــدف إلـــــى مـنـع الـــفـــســـاد املـــســـتـــشـــري فــــي الــــبــــالد وإيــــقــــاف الـصـرف العشوائي لـأمـوال العامة ووقـف اســـتـــنـــزاف مـــــــوارد الــــدولــــة عـــبـــر حــكــومــات مــتــعــاقــبــة تـــصـــرف املـــــوازنـــــات بـــال تحسن االقتصاد. بــــــــدوره، رأى املـــحـــلـــل االقــــتــــصــــادي مـحـمـد الشيباني أن آلية اإلشــراف املقترحة سبق وطــرحــتــهــا الـــســـفـــارة األمـــيـــركـــيـــة، وأوضــــح خــالل حديثه لــ«الـعـربـي الـجـديـد»، أن هذه اآللية تعني الوصاية على األمــوال الليبية من دون تحديد الفترة وال األساس القانوني في ظل وجود حكومتن في البالد. ودعـــا سفير الــواليــات املـتـحـدة ومبعوثها إلـــى ليبيا ريـتـشـارد نـــورالنـــد، فــي مـــارس/ آذار املـاضـي، إلــى إنـشـاء آلية دولـيـة إلدارة أمـــــوال الــنــفــط، «ملـــنـــع اتـــســـاع نـــطـــاق األزمــــة لتشمل حربا اقتصادية من شأنها أن تحرم الـلـيـبـيـن مـــن الــــرواتــــب والـــســـلـــع املــدعــومــة واالســــتــــثــــمــــارات الـــحـــكـــومـــيـــة وتــــؤثــــر عـلـى أسـواق الطاقة العاملية». وطالبت الواليات املتحدة بخطة إلدارة مـوارد النفط الليبية بــــ«شـــفـــافـــيـــة»، تــمــثــلــت فــــي عـــــدة خـــطـــوات، أبــرزهــا تجميد مـؤقـت لـعـائـدات النفط في حساب مؤسسة النفط الليبية لدى البنوك الـــخـــارجـــيـــة، حــتــى يــتــم الــتــوصــل إلــــى آلـيـة إلدارة اإليرادات. وأعلن وزير النفط والغاز محمد عون عبر تـصـريـحـات صحافية عــن مـوقـفـه الـرافـض لـــلـــمـــقـــتـــرحـــات الـــغـــربـــيـــة املـــــتـــــداولـــــة بـــشـــأن استحداث آلية دولية إلدارة عائدات النفط الليبي.