«االنتقالي» يوسع هيئاته لالستفراد بالقرار الجنوبي
يــــواصــــل املـــجـــلـــس االنـــتـــقـــالـــي الــجــنــوبــي محاوالته حصد نتائج سنوات مشاركته فـــي الـــصـــراع الـــدائـــر بــالــيــمــن، وذلــــك عبر فــــرض نــفــســه قــــوة ســيــاســيــة وعـسـكـريـة تــمــثــل جـــنـــوب الــــبــــالد لـــفـــرض خـــيـــاراتـــه السياسية على األرض. واســـتـــغـــل املــجــلــس الــــظــــروف الـسـانـحـة له، بفضل تمكنه من استقطاب العديد مـــن الـجـنـوبـيـني مـــن مـخـتـلـف املـكـونـات وضمهم إلى صفوفه وتوسيع التمثيل داخله، جغرافيًا وسياسيًا واجتماعيًا وإيديولوجيًا وحتى عسكريًا وأمنيًا، وأصــدر الكثير من الــقــرارات منذ بداية مايو/ أيار الحالي. وتــمــكــن «االنـــتـــقـــالـــي» بـفـضـل خـطـواتـه وقــــراراتــــه األخـــيـــرة مـــن خــفــض أصـــوات املعارضني له في الجنوب إلى مستوى لم يكن متوقعًا لدى خصومه، وينتظر نـــتـــائـــج اجـــتـــمـــاع «الــجــمــعــيــة الــوطــنــيــة الجنوبية»، الذي من املقرر تنظيمه في مدينة املكال، عاصمة حضرموت، ألول مـــرة، فــي 21 مــايــو/ أيـــار املـقـبـل، تاريخ اإلعــــــالن مـــن حـــضـــرمـــوت فـــي 21 مــايــو 1994 فـك ارتـبـاط الجنوب مـع الشمال، فـــي ظـــل أحــــاديــــث أنـــصـــار املــجــلــس عن «مفاجآت جنوبية قادمة». وفـــي ســيــاق هـــذا الـــحـــراك، أصــــدر رئيس املـجـلـس االنـتـقـالـي الـجـنـوبـي عــيــدروس الـــزبـــيـــدي، مــســاء أمــــس األول الـخـمـيـس، قرارات جديدة في إطار تحديث املجلس، ركزت على الهيئة السياسية وعلى مركز الــبــحــث ودعــــم صــنــع الـــقـــرار، إلـــى جـانـب قرارات تنظيمية داخلية، وإعادة تشكيل هـيـئـاتـه املـحـلـيـة فــي بـعـض املـحـافـظـات، ال ســيــمــا مــحــافــظــة املــــهــــرة شــــرقــــًا، عـنـد الـــحـــدود مـــع سـلـطـنـة عـــمـــان. والــــقــــرارات الـــتـــي طــــاولــــت مـــكـــونـــات مــــن مــحــافــظــات جـنـوبـيـة أخــــرى، مـثـل «شــعــب الـجـنـوب» املـشـارك فـي الـحـوار الوطني، ومـن حزب املؤتمر الشعبي العام إلى جانب الحزب االشـــتـــراكـــي، شـمـلـت تـعـيـني شخصيات مـــــن هـــــــذه املـــــكـــــونـــــات لـــتـــعـــزيـــز صـــفـــوف «االنــتــقــالــي». ووفـــق الـــقـــرارات، دخـــل إلـى الــهــيــئــة الــســيــاســيــة فـــي املــجــلــس كـــل من خـــالـــد إبـــراهـــيـــم أحـــمـــد بـــامـــدهـــف نــائــبــًا لــرئــيــس الـهـيـئـة الــســيــاســيــة، وعــبــد الـلـه أحمد محمد عبد الصمد مساعدًا لرئيس الهيئة السياسية، ونظير حسان محمد صالح مقررًا للهيئة السياسية. كذلك تم تعيني أعــضــاء فــي مـركـز الـبـحـوث ودعــم القرار في املجلس. ووفـــق مــصــادر فــي «االنـتـقـالـي» تحدثت لـ«العربي الجديد» فــإن املجلس يسعى لـــبـــنـــاء مـــؤســـســـاتـــه ودوائــــــــــره مــــن خـــالل هيكلة شاملة ال تقف عند حد معني، بل تتوسع لتتماشى «مــع اإلنــجــازات التي تحققت فـي طريق استعادة الجنوبيني دولـــتـــهـــم، واالســـتـــفـــادة مـــن كـــل الــخــبــرات الــجــنــوبــيــة مـــن دون اســتــثــنــاء، مـــن أجــل املـــشـــاركـــة فــــي تـــحـــديـــد هـــويـــة املـسـتـقـبـل ومـــصـــيـــر الـــجـــنـــوب وشـــعـــبـــه وقــضــيــتــه، باعتباره يشمل كل الشعب في الجنوب». وأجـمـعـت املــصــادر عـلـى أن أهـــم الــدوائــر التي يعطيها املجلس أهمية هما الدائرة السياسية ودائـــرة صنع الـقـرار، واللتان سـيـكـون لـهـمـا انــعــكــاس عـلـى الـخـطـوات املقبلة في املفاوضات إلنهاء الحرب في الـيـمـن، والــتــي يـؤكـد «االنـتـقـالـي» أنــه لن يـتـم إال بـحـل قضية الـجـنـوب وحــقــه في تقرير مصيره. وأصـــــــــدر الــــزبــــيــــدي قــــــراراتــــــه األخــــيــــرة بــــعــــد وصــــــولــــــه إلــــــــى املــــــكــــــال، عـــاصـــمـــة حضرموت، شرقي اليمن. وقال مقربون وعــــــــدد مـــــن أنـــــصـــــار «االنــــتــــقــــالــــي» إنـــه يــســعــى لــتــوجــيــه رســـالـــة لـلـجـمـيـع بـــأن حضرموت جنوبية، كما أن «االنتقالي» يـــضـــم أبـــــــرز قـــــــادة هــــــذه املـــحـــافـــظـــة مـن سياسيني وعـسـكـريـني وغــيــرهــم، وهـي مـثـلـهـا مـثـل بــاقــي مـحـافـظـات الـجـنـوب تحت سيطرة املجلس.