Al Araby Al Jadeed

تناسي جرائم األسد

- عبسي سميسم

أضافت القمة العربية التي عقدت أمس األول الجمعة في مدينة جدة السعودية، خيبة أمل جديدة للسوريني، مع استقبال رئيس النظام السوري بشار األسد في هذه القمة، وإعطائه منبرًا للحديث أمام القادة العرب على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه. استقبال األسد في الجامعة العربية، على الرغم من عدم زوال أي من األسباب التي أدت إلى قطع العالقات معه، يعني تراجعًا عن قرار جماعي من دون زوال أسباب اتخاذه، والتغاضي عن كل جرائم النظام، والرضوخ ملطالبه. كل ذلك يعد سابقة خطيرة برضوخ كل املنظومة العربية البتزاز نظام تبقى جرائمه بحق الشعب موثقة من قبل املنظمات الدولية، كما يعتمد في اقتصاده على تجارة املخدرات التي تغزو الدول العربية، فيكون الرد على إجرامه بتكريمه. كما جاء البيان الختامي لقمة جدة مجموعة من العبارات العامة التي ال تعني أي شيء عملي يمكن أن يساهم في حل القضية السورية، من قبيل «تكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سورية على تجاوز أزمتها». ولم يتضمن البيان أي مطالبة بمعرفة مصير عشرات آالف املعتقلني في سجون النظام، والذين وثقت منظمات دولية موت اآلالف منهم تحت التعذيب. وقابل الشارع السوري املعارض، وخصوصًا في الشمال السوري، استقبال بشار األسد في قمة جدة بتظاهرات حاشدة شملت كل مدن وبلدات الشمال، نددت بالتطبيع العربي مع النظام، ورفعت شعار «األسد مجرم ال يمثل السوريني». كما انتشر الشعار نفسه كوسم على وسائلً التواصل االجتماعي، ولقي تفاعال كبيرًا من السوريني وحتى النشطاء العرب الذين وجدوا في القمة العربية شرعنة لإلجرام، واستهجنوا مواقف الحكام العرب، الذين تميز بينهم املوقف القطري بمغادرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني االجتماع قبل إلقاء بشار األسد كلمته. هذا األمر القى ترحيبًا شعبيًا سوريًا الفتًا عبر وسائل التواصل االجتماعي، ملا يحمله من شجاعة في االنحياز لإلنسانية ومناصرة للمظلومني. تسابق أنظمة عربية للتطبيع مع نظام املجرم بشار األسد، من دون أن يقدم هذا النظام أي مقابل، ليس له أي تبرير سوى التغاضي عن الوحشية التي مارسها األسد بحق الشعب السوري، واستطاع بمساعدة حليفيه إيران وروسيا، أن يبقى في الحكم على الرغم من كل ما خلفه من قتل ودمار، وربما يكون تعويمه رسالة إلى شعوبهم تمنعهم عن التفكير بأي احتجاج.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar