«العمال الكردستاني» يعرقل زيارة السوداني لسنجار
بعد أيام على إلغاء زيارة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى سنجار، تبين أن حزب العمال الكردستاني هو من عرقل هذه الزيارة
كشف النائب في البرملان العراقي محما خليل عن إلغاء زيارة مقررة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى مدينة سنجار، بسبب تحرك لحزب العمال الكردستاني، املعارض لتركيا والناشط داخل املدينة منذ سنوات، استبق مـوعـد الــزيــارة لتنظيم احتجاجات أمــام موكب الـسـودانـي حــال دخـولـه املدينة. وزار الــســودانــي مـحـافـظـة نــيــنــوى، شمالي البالد، في 12 و31 مايو/أيار الحالي، وتنقل فيها داخـل بلدات ونواحي املدينة لالطالع عـلـى حقيقة األوضــــاع فـيـهـا، وحـــل املشاكل اإلداريــــــة والــخــدمــيــة. لــكــن الـــســـودانـــي ألـغـى زيـارة مدينة سنجار الواقعة على بعد 115 كيلومترًا مــن املــوصــل، واملــحــاذيــة لسورية مـن مـحـور محافظة الحسكة الـــذي تسيطر عليه «قـــوات سـوريـا الديمقراطية» (قـسـد)، في الساعات األخيرة من يوم 13 مايو، على الرغم من توجه الصحافيني واملسؤولني إلى املدينة استعدادًا للزيارة، من دون أن يوضح سبب ذلك. وذكر خليل، في حديث مع «العربي الجديد»، أن رئــيــس الـحـكـومـة الـعـراقـيـة ألــغــى زيــارتــه التي وعد بها إلى سنجار، كاشفًا أن «سبب إلــغــاء الـتـوجـه إلـــى سـنـجـار جـــاء بـعـد ورود معلومات عن تحشيد مسلحي حزب العمال الكردستاني تظاهرة ألنصارهم في املدينة، كانت مقررة أن تواجه السوداني». وأضاف أن «األجهزة األمنية العراقية أوهمت رئيس الوزراء وأوصلت تقارير خاطئة حول حقيقة الوضع في املدينة ومدى سيطرتها، والواقع أن مسلحي وأنصار العمال الكردستاني هم من يسيطر على األوضاع». وتـــحـــدث خـلـيـل عـــن «تـــدخـــالت إقـلـيـمـيـة في سـنـجـار، وتهميش اإليــزيــديــني»، فـي إشــارة مـــنـــه إلــــــى الــــــــدور اإليــــــرانــــــي عـــبـــر الــفــصــائــل املسلحة الحليفة لها واملنتشرة في سنجار. واعـتـبـر أن مدينة سـنـجـار: «خـــارج سيطرة الــــدولــــة الـــعـــراقـــيـــة، وحـــــزب الـــعـــمـــال يــواصــل أعـــمـــالـــه اإلجــــرامــــيــــة وتــــمــــدده عـــلـــى حــســاب الدولة والقانون، واألجهزة األمنية ال توصل الحقيقة إلى الحكومة». ودعا السوداني إلى «الــعــودة إلــى سنجار واالطـــالع على حقيقة األوضــــــــاع، وفـــتـــح تـحـقـيـق بــمــا يــحــصــل من انتهاكات»، متسائال عما إذا كان هناك دليل آخر على حقيقة األوضـاع بعد عجز القوات
سعيد ممو زيني: عناصر أمنية عراقية يتعاونون مع الكردستاني األمـــنـــيـــة عــــن تـــأمـــني زيـــــــارة رئـــيـــس الـــــــوزراء إلـــى سـنـجـار. مــن جـهـتـه، قـــال مــســؤول أمني عراقي في قيادة عمليات نينوى، لـ«العربي الجديد»، إن «رئيس الوزراء أخذ تصورًا كافيًا عن املدينة من شخصيات اجتماعية ودينية، عكست له ما يحصل فيها». وأضـاف، طالبًا عــدم الكشف عـن هويته، أن «مسلحي حزب العمال الكردستاني يمتلكون تمويال ماليًا كبيرًا يسهل لهم تجنيد الـشـبـان العاطلني عن العمل من العراقيني اإليزيديني تحديدًا، وهـــو مــا يجعل الـجـيـش الــعــراقــي بمواجهة عناصر عراقيني مـن سكان املدينة فـي حال قـــرر الــتــحــرك ضــدهــم، ولــيــس أمــــام مسلحي الحزب األكراد األتراك». مـــن جــهــتــه، أوضـــــح الــنــاشــط الــســيــاســي في سنجار، سعيد ممو زيني، أن تظاهرة كبيرة كــــان يــعــد لــهــا حــــزب الـــعـــمـــال الــكــردســتــانــي والــفــصــائــل املـــوالـــيـــة لـــه فـــي ســنــجــار، بـحـال دخـــــول رئـــيــس الـــــــوزراء إلــــى املـــديـــنـــة، بـهـدف منعه مــن اإلطــــالع عـلـى األوضــــاع الحقيقية داخل سنجار وضواحيها. واتهم في حديث لـــ «الــعــربــي الــجــديــد» «عــنــاصــر فــي األجــهــزة األمنية العراقية بالتعامل مع حـزب العمال الـــكـــردســـتـــانـــي، ملـــنـــافـــع تــتــعــلــق بــالــتــهــريــب والــتــجــارة عبر الـــحـــدود»، مضيفًا: «ال يريد الــحــزب أن تـصـل تـلـك املــواضــيــع إلـــى رئيس الـــحـــكـــومـــة، لـــذلـــك عــلــى الـــســـودانـــي أن يــأمــر بفتح تحقيق سريع وعـاجـل، ويشكل لجنة عليا برئاسة مستشار األمــن القومي قاسم األعـــرجـــي أو وزيــــر الـــدفـــاع ثــابــت الـعـبـاسـي، لـــلـــذهـــاب إلــــى ســنــجــار ومـــعـــرفـــة مـــا يــجــري، واتخاذ قرارات سريعة تعيد سيطرة الدولة عـــلـــى الـــــقـــــضـــــاء». مـــــن جـــهـــتـــه، وضــــــع عـضـو مجلس العشائر العربية في سنجار نوري الشمري إلغاء زيارة السوداني إلى سنجار، عــلــى الـــرغـــم مـــن الــتــحــضــيــرات الــواســعــة لها قبل يـومـني مـن مـوعـدهـا، فـي سـيـاق «فـقـدان السيطرة على املـديـنـة». وأضـــاف فـي حديث مع «العربي الجديد» أن «أي عشيرة أو طرف في سنجار ال توالي حزب العمال والفصائل املـــســـلـــحـــة األخـــــــــرى الـــحـــلـــيـــفـــة لــــــه، تــتــعــرض لالعتداء وإجبارها على الهجرة والنزوح من القضاء، عبر اتهامها بـاإلرهـاب وداعــش أو العمالة لتركيا وتهم غيرها كثيرة». وشدد على أن «الــســودانــي مطالب بتشكيل لجنة تـحـقـيـق ســريــعــًا، وإقـــالـــة الـــقـــيـــادات األمـنـيـة املشرفة على امللف األمني في سنجار، كونها مخترقة وفاسدة». فــــي الـــســـيـــاق، كـــشـــف مـــوقـــع «داركــــــــا مـــــازي» اإلخــبــاري الــكــردي املـقـرب مـن حكومة إقليم كردستان عن أن ما تسمى بـ «اإلدارة الذاتية» في سنجار واملرتبطة بـ «الكردستاني»، قامت بالتحشيد لتظاهرة قبل زيـــارة الـسـودانـي. وتــخــضــع مـــداخـــل قـــضـــاء ســنــجــار لـسـيـطـرة الفرقة 20 في الجيش العراقي، فيما أنيطت مسؤولية حماية مركز القضاء إلى الشرطة االتـــحـــاديـــة، وأفـــواجـــًا مـــن الــشــرطــة املـحـلـيـة، لـــكـــن عـــنـــاصـــر «الــــكــــردســــتــــانــــي» يـتــحــكـمــون باملشهدين األمني واإلداري في القضاء.