مجموعة السبع تنتقد العسكرة الصينية
انتقدت مجموعة السبع، أمس، ما وصفته بـ«أنشطة العسكرة» الصينية في بحر الصين الجنوبي، لكنّها شّددت على إرادتها بوجوب التعاون مع بكين ضمن عالقات بناءة
شدد قادة دول مجموعة السبع، أمس السبت، على أنهم يعارضون «أنشطة العسكرة» التي تمارسها الصني فـي منطقة آسيا واملحيط الـــهـــادئ، لـكـنـهـم أكـــــدوا أيــضــا إرادتـــهـــم بـنـاء «عـــاقـــات بـــنـــاءة ومـسـتـقـرة» مــع بــكــني. وفـي بيان صدر خال لقاء القادة في هيروشيما الـــيـــابـــانـــيـــة، عــــبــــرت املـــجـــمـــوعـــة عــــن سـلـسـلـة مـــن املـــخـــاوف بـــشـــأن األنــشــطــة االقــتــصــاديــة والـعـسـكـريـة لـلـصـني. وأبــــدت املـجـمـوعـة في الــبــيــان اســتــعــدادهــا لـــ «بــنــاء عــاقــات بــنــاء ة ومستقرة مع الصني، ونحن مدركون ألهمية التعامل بصراحة مـع الـصـني والتعبير عن مـخـاوفـنـا مــبــاشــرة». وأضـــافـــت: «إن مناهج سـيـاسـتـنـا لـيـسـت مـصـمـمـة إللـــحـــاق الــضــرر بــالــصــني وال نـسـعـى إلحـــبـــاط تـــقـــدم الـصـني االقــــتــــصــــادي وتــنــمــيــتــهــا»، مـــشـــيـــرة إلـــــى أن املجموعة ال تعمل على «فصل (اقتصاداتها عــن الــصــني) وال تـتـقـوقـع عـلـى نـفـسـهـا». مع ذلك، أوضح البيان مخاوف الكتلة الواسعة النطاق بشأن استعداد بكني لتطبيق تدابير تجارية في النزاعات الدبلوماسية وتصميم مـجـمـوعـة الـسـبـع عـلـى تقليل املــخــاطــر عبر إضــــعــــاف الــــنــــفــــوذ الـــصـــيـــنـــي عـــلـــى ســاســل الـتـوريـد الـحـسـاسـة. وتـابـع الـبـيـان «تتطلب املــرونــة االقــتــصــاديــة التخلص مــن املخاطر والـــتـــنـــويـــع». وتــعــهــدت املــجــمــوعــة «بتقليل الـــتـــبـــعـــيـــات املـــفـــرطـــة فــــي ســــاســــل الـــتـــوريـــد الحيوية لدينا». وقالت املجموعة إن التعاون مــــع الـــصـــني ضـــــــروري بــالــنــظــر إلـــــى دورهـــــا الـــعـــاملـــي وحــجــمــهــا االقـــتـــصـــادي، فـــي دعـــوة للعمل معا ملواجهة تحديات مثل تغير املناخ والتنوع البيولوجي والـديـون واحتياجات التمويل لـلـدول املعرضة للخطر واملـخـاوف الصحية الـعـاملـيـة واالســتــقــرار االقـتـصـادي. وحـــذرت مــن «الـعـسـكـرة» الصينية فــي بحر الـصـني الـجـنـوبـي، مــشــددة عـلـى أن «الـسـام واالستقرار» في مضيق تايوان «أساسيان» لألمن العاملي. وشــددت املجموعة على أنها تـــعـــارض مـــحـــاوالت الـــصـــني تـغـيـيـر الــوضــع بالقوة واإلكراه شرقي وجنوبي بحر الصني. واعـــتـــبـــرت أنـــــه «ال يـــوجـــد أســــــاس قــانــونــي ملطالب الصني البحرية التوسعية في بحر الــصــني الــجــنــوبــي، ونــحــن نـــعـــارض أنـشـطـة عسكرة الصني فـي املنطقة». ورأت أنــه «من املفيد عامليا، أن تكون هناك صـني متنامية تــمــارس أدوارًا وفـــق الــقــواعــد الــدولــيــة»، في إشارة إلى اتهامات بأن بكني تقوض «النظام الدولي القائم على القواعد». كـــمـــا اتــــحــــدت مـــجـــمـــوعـــة الـــــــدول الـــســـبـــع فـي التعبير عن مخاوفها بشأن حقوق اإلنسان فـــي الـــصـــني، وال سـيـمـا فـــي الـتـيـبـت وهــونــغ كونغ ومنطقة شينجيانغ في أقصى الغرب، حيث تعتبر قضية العمل الـجـبـري مشكلة دائمة. وأضاف بيان املجموعة: «ندعو الصني إلــــى الــضــغــط عــلــى روســـيـــا لــوقــف عــدوانــهــا الــــعــــســــكــــري، وســــحــــب قــــواتــــهــــا عـــلـــى الـــفـــور وبشكل كامل وغير مـشـروط مـن أوكـرانـيـا». وتـــابـــع الـــبـــيـــان: «نـــحـــن نـشـجـع الـــصـــني على دعــم ســام شامل وعـــادل ودائـــم على أسـاس وحــــدة األراضـــــي ومـــبـــادئ ومــقــاصــد ميثاق األمم املتحدة»، ال سيما املحادثات املباشرة مع أوكرانيا. وحول امللف النووي الصيني، اعـتـبـرت مجموعة الـسـبـع أن «الـتـسـريـع في بـنـاء (الــصــني) ترسانتها الـنـوويـة مــن دون شــفــافــيــة (أو) حـــــوار هـــــادف يــشــكــل مــصــدر قـلـق لـاسـتـقـرار الـعـاملـي واإلقــلــيــمــي». وكــان مـــســـتـــشـــار األمـــــــن الـــقـــومـــي األمــــيــــركــــي جـيـك سوليفان قد أكد قبل صدور البيان أمس أن مجموعة السبع تتطلع إلـى «إزالـــة املخاطر وليس االنفصال» عن الصني. بدورها، اعتبرت سفارة الصني في بريطانيا أن أي أقـــــوال أو أفـــعـــال تــضــر مــصــالــح بكني ستقابل «بإجراءات مضادة قوية وحازمة»، بـــيـــنـــمـــا نــــشــــرت وكـــــالـــــة أنـــــبـــــاء «شـــيـــنـــخـــوا» الــرســمــيــة الـصـيـنـيـة افــتــتــاحــيــة الذعــــــة، أول مـــن أمــــس الــجــمــعــة، وصــفــت تــصــاريــح قـــادة املـــجـــمـــوعـــة الـــســـبـــع بــــ«املـــعـــامـــلـــة الــــظــــاملــــة»، و«تنمر»، و«قمع تمارسه القوى العظمى». وذكـــــرت الـــوكـــالـــة أنــــه «عــنــدمــا يـتـعـلـق األمـــر بـاإلكـراه االقتصادي، فـإن املستبد األول هو الواليات املتحدة. ويجب أن يكون لدى حلفاء أميركا بمجموعة السبع الكثير ليمتعضوا مـنـه، بالنظر إلــى كيفية استغال واشنطن لهم أو استنزافها لهم على مر السنني». بدورها، تعهدت رئيسة تايوان تساي إينغ ـ ويـــن، أمـــس، بالحفاظ على الـوضـع الـراهـن لــلــســام واالســــتــــقــــرار عــبــر مــضــيــق تـــايـــوان. وقالت في خطاب ألقته في املكتب الرئاسي فــــي تـــايـــبـــيـــه، بــمــنــاســبــة الـــــذكـــــرى الــســابــعــة لتوليها الـحـكـم، إن تــايــوان لــن تستفز ولـن
مجموعة السبع: ال نعمل على فصل اقتصاداتنا عن الصين تخضع للضغط الصيني. وأضـافـت تساي: «الـــــحـــــرب لــيــســت خـــــيـــــارًا. ال يــمــكــن ألي مـن الجانبني تغيير الــوضــع الــراهــن مــن جانب واحـــد بـوسـائـل غير سـلـمـيـة... الـحـفـاظ على الوضع الراهن للسام واالستقرار هو إجماع من العالم وتايوان». تساي التي تنتمي إلى حــــزب يـــدعـــو تــقــلــيــديــا الســـتـــقـــال الـــجـــزيـــرة، لفتت إلى أن السكان (نحو 24 مليون نسمة) أظهروا للعالم خال فترة واليتها «تصميم تـــايـــوان عــلــى الـــدفـــاع عـــن نــفــســهــا». وقـــالـــت: «فـي مواجهة الهجمات املدنية والتهديدات الــعــســكــريــة الـصـيـنـيـة شــعــب تـــايـــوان هـــادئ وغير عدواني وعقاني وغير استفزازي». وتــســتــعــد تــــايــــوان لــانــتــخــابــات الــرئــاســيــة املــقــبــلــة املــــقــــررة فـــي يـــنـــايـــر/ كـــانـــون الــثــانــي املقبل، وينظر إليها على أنها استفتاء على موقف تساي تجاه بكني. وقــد تولت تساي رئاسة الباد لواليتني وال يمكنها الترشح
لـواليـة ثالثة بموجب الـدسـتـور. تـم اختيار نــائــب رئـيـسـهـا ولـــيـــام الي كـمـرشـح للحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم. وكان الي أكثر صـراحـة مـن تـسـاي بـشـأن طموحات تـايـوان االسـتـقـالـيـة، وأعــلــن فــي يـنـايـر املــاضــي أنـه يعتبر تايوان «دولة ذات سيادة». وسينافس هــو يــو إيـــه مــن حـــزب كومينتانغ املــعــارض املـعـروف تقليديا بتأييده لتقارب مع بكني. وقـــــال الي إن االنـــتـــخـــابـــات املــقــبــلــة ستمثل خيارًا «بني الديمقراطية واالستبداد»، وهو مـا نفاه رئيس بلدية نيو تايبيه بشدة في تـجـمـع حــزبــي أمــــس. وردًا عـلـى ســــؤال حـول موقفه من الصني في جلسة مجلس البلدية األخيرة، قال هو إنه يعارض استقال تايوان ونموذج «دولة واحدة ونظامان» املستخدم في هونغ كونغ.