أزمة الدين األميركي تتواصل
قـــــــال الــــرئــــيــــس األمـــــيـــــركـــــي جــو بايدن، أمس السبت، إنه يعتقد أن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة سـتـكـون قــــــــادرة عـــلـــى تــجــنــب الـــتـــخـــلـــف عــــن ســــداد الدين، وذلك بعد أن قال البيت األبيض إن ثمة خـافـات كبيرة باقية مـع املفاوضني الــجــمــهــوريــني حــــول ســقــف الــــديــــن. وأدلــــى بايدن بتصريحاته في مدينة هيروشيما الــيــابــانــيــة، حــيــث يــحــضــر قــمــة مـجـمـوعـة الدول السبع الكبرى. وأقر البيت األبيض، بـــأنـــه ال تــــــزال هـــنـــاك خــــافــــات جـــديـــة مـع املـــفـــاوضـــني الــجــمــهــوريــني فـــي مــحــادثــات ســقــف الــــديــــن، مــشــيــرًا إلــــى أن املــحــادثــات ستظل صعبة مع سعي الجانبني للتوصل إلــى اتــفــاق. وأكـــدت املتحدثة بـاسـم البيت األبيض كارين جان بيير، في تصريحات لـلـصـحـافـيـني فـــي الـــيـــابـــان، حــيــث يحضر بايدن اجتماع زعماء مجموعة السبع، أن املــفــاوضــني سـيـواصـلـون الـعـمـل نـحـو حل معقول لتجنب التخلف عن السداد. وأضافت: «ال نزال متفائلني». في السياق، قال النائب الجمهوري باتريك ماكهنري إن اجتماعًا بني البيت األبيض ومفاوضني مـن الـحـزب الجمهوري بشأن رفـــع سـقـف الــديــون انـتـهـى مــســاء الجمعة مــــن دون إحـــــــراز تــــقــــدم. وأضـــــــاف الــنــائــب الـــجـــمـــهـــوري جــــاريــــت جـــريـــفـــز أن تــوقــيــت االجـتـمـاع املقبل مـع البيت األبـيـض «غير محدد اآلن». وأكد ماكهنري أنه غير واثق مــن أن املــفــاوضــني سـيـصـلـون إلـــى الـهـدف الذي ينشده كيفن مكارثي رئيس مجلس الــنــواب واملتمثل فــي حــل أزمـــة رفــع سقف الدين خال األيام القليلة املقبلة. وال يملك الجانبان سوى القليل من الوقت لــلــتــوصــل إلــــى اتـــفـــاق لـــرفـــع حـــد اقـــتـــراض الحكومة االتحادية أو املخاطرة بتخلف كارثي عن السداد. وحذرت وزارة الخزانة من أن الحكومة قد تعجز عن سداد جميع الـــتـــزامـــاتـــهـــا بـــحـــلـــول األول مــــن يــونــيــو/ حــــزيــــران املـــقـــبـــل. وحـــــــذرت جـــانـــيـــت يـلـني وزيـــرة الـخـزانـة مـــرارًا وتــكــرارًا مـن أن عدم رفـــع الــكــونــغــرس سـقـف الـــديـــن الـفـيـدرالـي الـــبـــالـــغ 31.4 تــريــلــيــون دوالر، قـــد يـــؤدي إلـــى «أزمـــة دســتــوريــة»، وسيطلق العنان «لـــكـــارثـــة اقـــتـــصـــاديـــة ومـــالـــيـــة» لــلــواليــات املــتــحــدة واالقـــتـــصـــادات الــعــاملــيــة. وسـقـف الـــديـــن هـــو الـــحـــد األقـــصـــى لــلــمــبــلــغ الـــذي يمكن للحكومة األميركية اقتراضه للوفاء بالتزاماتها املالية. وعند وصـول الديون لهذا الحد، ال يمكن لوزارة الخزانة إصدار ديــون إضافية للوفاء بالتزاماتها املالية مــــن دون مـــوافـــقـــة الـــكـــونـــغـــرس عـــلـــى رفـــع سقف الدين أو تعليقه. وعلى الرغم من أن رفـع سقف الدين أو تعليقه يعتبر إجــراء روتينيًا، فإنه في بعض األوقـــات يتحول ألزمــــــة اقـــتـــصـــاديـــة ذات طـــابـــع ســيــاســي، فــــي ضـــــوء اخــــتــــاف وجــــهــــات الـــنـــظـــر بـني الرئيس الديمقراطي والجمهوريني الذين يــحــظــون بــاألغــلــبــيــة فـــي مـجـلـس الـــنـــواب، بـشـأن التعامل مـع ملفي النفقات العامة والـديـون، كما حـدث في عـام .2011 ووفقًا لبيانات وزارة الـخـزانـة، رفــع الكونغرس سقف الدين 78 مرة منذ عام ،1960 منها 49 في ظل رؤســاء جمهوريني، و92 تحت رئاسة ديمقراطية. لــكــن أزمــــة االتـــفـــاق بـــني الــحــزبــني عــلــى رفــع سـقـف الـــديـــن تــبــدو مختلفة هـــذه املـــــرة، إذ تــأتــي فـــي خــضــم صــــراع انــتــخــابــي داخــلــي وصعوبات اقتصادية كبيرة تدفع الواليات املتحدة نحو ركود مخيف، فضا عن سباق يـــجـــري عـــلـــى األرض مــــن قـــبـــل اقـــتـــصـــادات كبرى من شأنه تقويض الهيمنة األميركية وخـــشـــيـــة حـــلـــفـــاء واشــــنــــطــــن مــــن صـــدمـــات ارتدادية تضرب اقتصاداتهم.