ركية وتراجع في داره
وإســطــنــبــول، مـقـابـل نـجـاحـه الـبـاهـر في آمـد/ دياربكر رغم خسارته فيها مقعدًا لصالح «تحالف األمــة». والرابعة، كيف حـصـد املــرشــح الــثــالــث لــلــرئــاســة، سنان أوغان، نسبة أصوات من الناخبن الكرد، وهو املتشدد تجاه حل القضية الكردية ومــــرشــــح عــــن تـــحـــالـــف قــــومــــي مـــتـــطـــرف «تحالف األجداد». والغريب في األمر أن املنظومة السياسية لحزب الشعوب الديمقراطية وخلفياتها وأجــنـداتــهـا وحـلـفـاءهـا إنــمــا يـؤسـسـون لـسـيـاسـاتـهـم وفـــق مــا تــفــرزه مـمـارسـات وسياسات حزب العدالة والتنمية، وفي الوقت نفسه يمثل مرشح «تحالف األمة» خـطـرًا على القضية الـكـرديـة فــي تركيا، خــاصــة أنـــه تـحـالـف هـــش يجمعه هـدف إزالــــــة الـــرئـــيـــس الـــحـــالـــي (أردوغـــــــــان) من الحكم، لكن تفرقه العديد من الخالفات والــقــضــايــا الـسـيـاسـيـة واإليــديــولــوجــيــة مــن علمانية وأتــاتــوركــيــة وقــومــيــة، إلـى اليمن املحافظ. كذلك يمثل حزب الجيد أحــــد أشـــــد املـــعـــارضـــن ألي تـــقـــارب بن ذلـــك الـتـحـالـف والـشـعـوب الديمقراطية، والذي يؤكد القوميون األتراك أنه واجهة سـيـاسـيـة لــحــزب الــعــمــال الــكــردســتــانــي. ومــــع حـــصـــده قـــرابـــة 45 مــقــعــدًا نـيـابـيـًا، لــــن يــــكــــون مــــن الـــســـهـــل تـــفـــريـــط تــحــالــف األمــــة بــــه، لـتـنـفـيـذ وعـــــوده الــتــي قطعها لــــلــــشــــعــــوب الـــــديـــــمـــــقـــــراطـــــيـــــة، كــــــإجــــــراء إصـــالحـــات دســتــوريــة، بـمـا فيها الحكم الــذاتــي، وإطـــالق ســـراح املعتقلن الـكـرد، وهــي نفسها الـخـطـوط الحمر للغالبية الــســيــاســيــة والــشــعــبــيــة الــتــركــيــة. بـــل إن التصدعات في جسد «تحالف األمة» إنما تعود إلى سقف الوعود املمنوحة لحزب الــشــعــوب الـديـمـقـراطـيـة، خــاصــة أنـــه في الجولة الثانية مـن انتخابات الرئاسة، ومـــن املــرجــح جـــدًا أن تلعب املـــواقـــف من الورقة الكردية أحد األدوار املحورية في أي اصــطــفــاف جـــديـــد. وفــقــًا لـــذلـــك، أثـبـت الـــكـــرد فـــي تــركــيــا أنـــهـــم لــيــســوا «صــنــاع املــلــوك وال الـــرؤســـاء»، وال دور فــاعــال أو مــــؤثــــرًا لـــهـــم، خــــــارج نــقــطــة تـــأجـــيـــل فـــوز العدالة والتنمية للجولة الثانية. وعلى الرغم من الزخم الشعاراتي الضخم فقد فـــقـــدوا أكـــثـــر مـــن مــلــيــون صــــوت مــقــارنــة
بالدورة املاضية، وفاز «تحالف الشعب» بــأكــثــر مـــن %40 مـــن أصـــــوات الـنـاخـبـن الــكــرد فــي الـــــ51 واليـــة كــرديــة فــي تركيا، والـتـي قــال حــزب الشعوب الديمقراطية إنـــهـــا حـــواضـــنـــه املــجــتــمــعــيــة والــثــقــافــيــة والسياسية، واملعاقل التاريخية له. لكن، كل الدعاية واإلعالم والضخ لم تنجح في تغيير سـلـوك وتـوجـهـات الـكــرد فــي تلك الواليات، بل إن حزب هدى بار/ الدعوة الــــحــــرة الـــــكـــــردي حـــصـــل عـــلـــى مــقــعــديــن برملانين في تلك املناطق الكردية، وهي الجهة املنافسة للشعوب الديمقراطية، ويــــتــــقــــاســــم مــــعــــه الــــــوســــــط املـــجـــتـــمـــعـــي والــــثــــقــــافــــي ذاتـــــــــه. إن تـــشـــتـــت الـــقـــوائـــم الكردية، وغياب املشروع الهادف، وعدم اقـــتـــران األقــــــوال طــيــلــة األعــــــوام املــاضــيــة بـاألفـعـال، حـولـت موقع الناخب الكردي باتجاه العدالة والتنمية وتحالف األمة فـــي الـــبـــرملـــان الـــتـــركـــي، مـــع غـــيـــاب قــوائــم كردية مـوحـدة، أو الدخول في تحالفات محسوبة النتائج واملستقبل. من جديد، لم تتحول السياسة الكردية في تركيا إلى حجر الزاوية أو املحور في العملية السياسية حتى اآلن، بل استمر الـــكـــرد فـــي بـقـائـهـم ضــمــن دائـــــرة فــاقــدي الحركية واإلجرائية. واملنطق السياسي يـقـول: حـن يغيب ممثلو قضية قومية عـــــن طـــــاولـــــة الـــــــحـــــــوارات واملــــفــــاوضــــات الــداخــلــيــة أو الــخــارجــيــة مـــن الـطـبـيـعـي أن تـجـد تـلـك الـقـضـيـة خـاضـعـة ملصالح الـــــفـــــواعـــــل األســـــاســـــيـــــن فـــــي الـــســـيـــاســـة التركية.
لوال تعديل البرلمان التركي قانون عتبة دخول األحزاب والتحالفات من %10 إلى %7 لما دخل كردي واحد إلى البرلمان التركي