الضبع المخطط في لبنان ضحية الخرافات
يواجه الضبع المخطط في لبنان خطر القتل من قبل البشر وذلك بسبب خرافات تنتشر حول شراسته وعنفه
رغم أن الضبع املخطط هو حيوان وطني في لبنان، إال أنه بات مهددًا مع تناقص أعـداده فــي الــبــالد بـسـبـب الـصـيـد الــجــائــر، مــا يدفع بالناشطن والجهات املسؤولة للتحرك نحو حمايته. ويعد الضبع املخطط من الحيوانات املقيمة في لبنان وتلقى حماية قضائية، إذ يحظر قتلها أو احتجازها أو إلـحـاق األذى بها وفقا للقانون. وتـــحـــظـــى الــــضــــبــــاع بــــهــــذه الـــحـــمـــايـــة نـــظـــرًا ألهميتها فـي الــتــوازن والـتـنـوع البيولوجي للبرية، إال أن ذلك لم يجنبها رصاص أسلحة الـبـشـر، حـيـث تـطـاولـهـا أعــمــال قـتـل مــن حن إلى آخر. وبحسب خبراء وناشطون، فإن آخر تقييم عاملي لعدد الضباع املخططة صدر في 2014 من «املجلس العاملي لحفظ الطبيعة»، الذي قدر عددها بن 5 آالف و01 آالف، أما في لبنان فال أرقام رسمية ألعدادها، لكن يقدرها البعض باملئات. ويشير خبراء في البيئة إلى أن أعداد الضباع املخططة في لبنان سابقا «كانت أكثر بكثير وغير معرضة لخطر االنقراض كما هو حال اليوم». وبحسب «جمعية الجنوبيون الخضر» (غير حكومية)، كان «يسجل سنويًا قتل ما بن 8
و31 ضبعًا مخططًا على يد مواطنن، إال أن أعـمـال القتل تراجعت منذ 4 سـنـوات بسبب زيادة الوعي واملالحقة القضائية». في املقابل، يسعى ناشطون وجمعيات بيئة غير حكومية للتصدي لهذا الواقع من خالل تــوعــيــة املــجــتــمــع مـــن جـــهـــة، وحــــث الــجــهــات القضائية والحكومية على حماية الضباع من جهة أخرى. في مركز «التعرف على الحياة البرية» الذي يقع فـي منطقة عاليه (جبل لبنان)، يعتني الـبـروفـيـسـور منير أبــو سعيد بضبعن من الــنــوع املـخـطـط بـعـدمـا قـتـلـت أمـهـمـا عـلـى يد أحــد الصيادين عــام .2019 ويتخصص هذا املــركــز فــي إنــقــاذ وإعــــادة تـأهـيـل الـحـيـوانـات البرية ومن ثم إعادة إطالقها، حيث نجح في السنوات املاضية فـي إعـــادة إطــالق أكثر من 30 ضبعًا في الغابات اللبنانية. وفــي مقابلة مـع األنـــاضـــول، قــال أبــو سعيد، الـــذي يــــدرس مـــادة إدارة املــــوارد الــبــريــة، إنـه «يـوجـد فـي العالم 4 أنـــواع مـن الـضـبـاع، هي املخطط، املنقط، البني، وآكل النمل، أما النوع الذي يوجد في لبنان فهو النوع املخطط». وصــنــف الـضـبـع املـخـطـط عـلـى أنـــه الـحـيـوان الوطني فـي لبنان نـظـرًا إلــى أهميته ودوره في الطبيعة، وبهدف حمايته والحفاظ عليه، وفقًا ألبو سعيد. ويـــنـــتـــمـــي الـــضـــبـــع املـــخـــطـــط إلـــــى الـــثـــديـــيـــات متوسطة الحجم، ويتراوح طوله بن متر و 1.5 مترًا، بارتفاع أقل من متر، ووزنه نحو 32 كيلوغرامًا. وتوجد الضباع في لبنان بمحيط غالبية الـقـرى أكـثـر مـن املحميات والـغـابـات النائية، نظرًا إلى أنها تتغذى على النفايات وبـقـايـا أطـعـمـة اإلنـــســـان، وتـكـثـر رؤيـتـهـا في الليل وخالل موسم الثلوج. وقال أبو سعيد: «بــعــكــس الـــســـائـــد، الــضــبــع املــخــطــط حــيــوان جبان، فهو يخاف الناس وال يهاجمهم أبدًا، لكنه لـأسـف مـهـدد فــي لبنان ألنــه يتعرض لــلــقــتــل بــشــكــل كـــبـــيـــر». وأضـــــــاف شــــارحــــًا أن «الضبع املخطط في لبنان مضطهد وال يجد الحماية املناسبة بسبب الخرافات املتناقلة عــنــه مـــن جــيــل إلــــى آخـــــر، بـيـنـهـا أنــــه يخيف الــنــاس ويـهـاجـمـهـم». وأوضــــح أنـــه «بحسب دراسة أجريناها على مدى 5 سنوات تخللت شهادات ملواطنن، لم يجر توثيق أي حادث من هذا النوع وال يعدو ذلك سوى موروثات
شعبية غير حقيقية». وبما أن الضبع حيوان كبير الحجم ويأكل الجيف امليتة، تداخلت كل تلك القصص املــوروثــة فيما بينها وشكلت «سمعة سيئة للضبع بـن الــنــاس»، بحسب أبو سعيد.