هجوم في سيستان وبلوشستان
إيران: اعتقال خلية مرتبطة بإسرائيل وجهت إيران أمس األحد، رسائل إلى بغداد وإقليم كردستان العراق وإسالم أباد، على خلفية إعالنها اعتقال خلية مرتبطة بإسرائيل وهجوم حدودي
أعـــلـــنـــت إيـــــــــران، أمـــــس األحــــــــد، اعـــتـــقـــال «خــلــيــة إرهـــابـــيـــة» مـرتـبـطـة بـإسـرائـيـل عـلـى الـــحـــدود مــع الـــعـــراق، فيما قـتـل 5 مـن حــرس الــحــدود اإليــرانـيـني، أول من أمس السبت، في هجوم مسلح وقع في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي الباد. وأعلن وزير االستخبارات اإليــــــرانــــــي، إســـمـــاعـــيـــل خـــطـــيـــب، أمــــس، اعتقال أعضاء «خلية إرهابية مرتبطة بــالــكــيــان الــصــهــيــونــي» عــلــى الـــحـــدود الغربية مـع الــعــراق. ووجـــه خطيب في كلمة أمـــام املــدعــني الـعـامـني اإليـرانـيـني فــي الـعـاصـمـة طــهــران، رســالــة ضمنية إلـــــى بـــــغـــــداد، الفــــتــــا إلـــــى أن الــحــكــومــة الــجــديــدة فـــي الـــعـــراق (بــرئــاســة محمد شــيــاع الـــســـودانـــي) «قـــدمـــت ضـمـانـات» لتأمني الـحـدود، معربا عن أمله في أن «يستتب األمـــن عـلـى الــحــدود الغربية وأال يتكرر ذلك». ودعا الوزير اإليراني ســلــطــات إقــلــيــم كــردســتــان الـــعـــراق إلــى تحمل مسؤولياتها، مضيفا أن بـاده «سترد بكل حزم وقـوة على أي خطوة تقزم األمن على الحدود». يشار إلى أنه بعد هجمات صاروخية عـــدة خـــال الــعــام املــاضــي عـلـى مـواقـع تـابـعـة لـلـمـعـارضـة الــكــرديــة فــي إقليم كــردســتــان الـــعـــراق، وقــــع أمـــني مجلس األمن القومي اإليراني علي شمخاني ونـــظـــيـــره الــــعــــراقــــي قـــاســـم األعــــرجــــي، فـــي شــهــر مـــــــــارس/آذار املــــاضــــي، على اتفاقية «التعاون األمني املشترك» بني إيران والعراق بحضور رئيس الوزراء العراقي. إلى ذلـك، ذكـرت وكالة «إرنـا» اإليرانية، أن عــددًا من عناصر القوات املسلحة اإليرانية قتلوا مساء أول من أمـــــس، فـــي هـــجـــوم مــســلــح عــلــى قـــوات حـرس الـحـدود في محافظة سيستان وبلوشستان. وذكــرت الوكالة أن عدد القتلى 6، قبل أن يؤكد املركز اإلعامي لــــقــــوات األمــــــن الـــداخـــلـــيـــة، أن عـــددهـــم 5، مـشـيـرًا إلـــى أن الــرقــيــب األول رضـا بـــرجـــي أصـــيـــب ولـــــم يــــتــــوف. وأضـــــاف مصدر لـــ«إرنــا»، أن الهجوم استهدف
خطيب: إيران سترد على أي خطوة تقزم األمن على الحدود
بــــرج «مـــــزه ســــر» الــتــابــع لـــفـــوج حــرس الحدود في مدينة ســراوان، وأن اثنني مــن الـقـتـلـى الـخـمـسـة ضـابـطـان برتبة رقيب أول والقتلى الباقون هم جنود. ولــــــم تــــتــــن أي مـــجـــمـــوعـــة مــســؤولــيــة الهجوم حتى عصر أمــس. لكن وكالة «فـــارس» لألنباء، نقلت أمــس عـن مقر «الـــــقـــــدس» الـــتـــابـــع لـــلـــحـــرس الــــثــــوري اإليــــــرانــــــي فـــــي جــــنــــوب شــــــرق الــــبــــاد، تأكيده أن «اإلرهابيني الذين هاجموا موقع حرس الحدود في سراوان، فروا إلى عمق األراضي الباكستانية، وأنهم كانوا تسللوا من األراضي الباكستانية لـتـنـفـيـذ هــجــومــهــم». وتــنــشــط جماعة «جيش العدل» املعارضة التي تصنفها الحكومة اإليرانية «منظمة إرهابية»، عـلـى الـــحـــدود اإليــرانــيــة الباكستانية فـي محافظة سيستان وبلوشستان، وتــقــوم بعمليات مــن حــني آلخـــر. ومن أبـــرز عـمـلـيـات هـــذه الـجـمـاعـة، قـتـل 14 شـــخـــصـــا مـــــن قــــــــوات حــــــرس الــــحــــدود اإليـــرانـــيـــة عــــام ،2013 واخـــتـــطـــاف 17 آخرين عامي 2013 ،2019و ومهاجمة حـــافـــلـــة كـــانـــت تـــقـــل قــــــوات لــــ «الـــحـــرس الثوري»، في مـارس 2019 ما أدى إلى مقتل 27 شخصا وإصابة 13 آخرين، بــاإلضــافــة إلـــى عـمـلـيـات أخـــــرى. علما أن مـحـافـظـة سـيـسـتـان وبـلـوشـسـتـان تــعــيــش مـــنـــذ االحـــتـــجـــاجـــات األخـــيـــرة التي شهدتها إيران توترات مستمرة. وســجــلــت فـيـهـا عـمـلـيـات مـسـلـحـة في الشهور األخيرة استهدفت عسكريني إيرانيني. وتشهد مدينة زاهدان، مركز املحافظة، احتجاجات أسبوعية منذ أشـــهـــر عـــلـــى خــلــفــيــة مــقــتــل الـــعـــشـــرات مـن املحتجني فـي 30 سبتمبر/أيلول املــاضــي أمـــام مـقـر لـلـشـرطـة. وبحسب الــــروايــــة الــرســمــيــة، وصــــل عــــدد قتلى الحادث إلى 35 شخصا، لكن ناشطني بـــلـــوش ومــــواقــــع مـــعـــارضـــة قـــــــدروا أن العدد نحو مائة قتيل. وأعــلــنــت الـسـلـطـات اإليـــرانـــيـــة تشكيل لجنة تحقيق بشأن الحادث، مع القول إنــهــا سـتـحـاسـب املــتــورطــني فــيــه. كما عــزلــت قــائــدي شــرطــة املـحـافـظـة ومقر الـشـرطـة الـــذي أطـلـق منه الــنــار صوب املــحــتــجــني. إال أن هــــذه الـــخـــطـــوات لم ترض املحتجني. ودان املــــتــــحــــدث بـــــاســـــم الـــخـــارجـــيـــة اإليـــــرانـــــيـــــة، نــــاصــــر كـــنـــعـــانـــي، هــجــوم الــــســــبــــت فـــــي املــــحــــافــــظــــة، مـــتـــهـــمـــا فــي بـيـان «مـجـمـوعـات شـريـرة وإرهـابـيـة» بـــالـــوقـــوف وراءه. وقـــــال كــنــعــانــي إن وقـــوع الـهـجـوم بعيد مـشـاركـة رئيس الــــــوزراء الـبـاكـسـتـانـي شـهـبـاز شـريـف فــي افــتــتــاح مــشــاريــع اقــتــصــاديــة على الـــحـــدود بــني الـبـلـديـن «خــطــوة هـادفـة ضـــد أمــــن ومــصــالــح الــبــلــديــن»، داعــيــا إســـــام أبـــــاد إلــــى «تــنــفــيــذ االتــفــاقــيــات بني البلدين للقضاء على املجموعات اإلرهـــابـــيـــة بـــأســـرع وقـــــت». يـــشـــار إلــى أن الرئيس اإليــرانــي إبـراهـيـم رئيسي وشريف التقيا الخميس املاضي على نقطة الصفر الـحـدوديـة بـني البلدين، وشــــاركــــا فـــي افـــتـــتـــاح ســــوق حــــدودي مـــشـــتـــرك فـــضـــا عــــن تـــدشـــني مـــشـــروع تبادل للكهرباء.