إشارات غربية متناقضة من هيروشيما تجاه الصين
اتفقت الصين وروسيا على انتقاد اجتماعات مجموعة السبع وما صدر عن المجتمعين فيها بعد التصويب على البلدين، فيما برزت إشارات غربية متناقضة في ما يتعلق بالتعامل مع بكين
أنهى قــادة الــدول السبع اجتماعاتهم، التي دامـــــت ثـــالثـــة أيــــــام، فـــي مــديــنــة هـيـروشـيـمـا اليابانية، وسط إصرار على اتحاد معسكرهم حيال ملفات عـدة. وكانوا قد أصــدروا بيانًا أول مـــن أمـــس الــســبــت، أكـــــدوا فـيـه الـتـزامـهـم بـــتـــعـــزيــز الـــنـــظـــام الـــــدولـــــي الــــحــــر واملـــفـــتـــوح القائم على سيادة القانون، ومواصلة دعم أوكرانيا، والعمل من أجل تحقيق عالم خال من األسلحة النووية. وذكــرت وثيقة البيان الختامي الجـتـمـاعـات املـجـمـوعـة، أن الـقـادة مـتـحـدون أكـثـر مــن أي وقـــت مـضـى ملواجهة الـتـحـديـات الـعـاملـيـة اآلنــيــة، وتـحـديـد املـسـار ملستقبل أفضل. ودعا بيان املجموعة الصن للضغط على روسـيـا مـن أجــل وقــف الحرب في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، نص البيان عــلــى أن قــــادة مـجـمـوعـة الــســبــع مـسـتـعـدون لبناء عالقات بناء ة ومستقرة مع الصن.
وردت الـــخـــارجـــيـــة الـــروســـيـــة، أمــــس األحــــد، ببيان، وصفت فيه قمة املجموعة بـ«الحدث املــــســــيــــس، الـــــــذي يــــصــــدر بــــيــــانــــات مـــعـــاديـــة لـــروســـيـــا والـــــصـــــن»، واتــهــمــتــهــا بـتـقـويـض االســـتـــقـــرار الـــعـــاملـــي. واعـــتـــبـــرت الــــــــوزارة أن مجموعة السبع «انحدرت ملستوى ال رجعة عنه»، وأن القمة أصبحت «حاضنة ملبادرات مدمرة تقوض االستقرار العاملي، تحت قيادة األنغلو ساكسون». واتهم البيان مجموعة السبع بإثارة حالة من «الهستيريا» املعادية لروسيا والصن. ومساء أول من أمس السبت انتقدت الصن بــيــان الــقــمــة. وذكـــــرت الــخــارجــيــة الـصـيـنـيـة،
فـــي بـــيـــان، أن بــكــن تـــعـــارض بـــشـــدة الــبــيــان املــشــتــرك ملـجـمـوعـة الــســبــع، وقـــدمـــت شـكـوى إلـــى الــيــابــان الـتـي اسـتـضـافـت الـقـمـة، بينما حثت سفارتها في اليابان مجموعة السبع على الكف عن إثارة املواجهة واالنقسام. غير
موسكو: القمة حاضنة لمبادرات مدِّمرة تقّوض االستقرار العالمي
أنه أمس األحد، كشف مسؤول كبير باإلدارة األميركية لوكالة «رويـتـرز»، أن واشنطن لم تسمع أي ردة فعل مباشرة من الصن على تصريحات قادة مجموعة السبع. فــــي مـــؤتـــمـــر صـــحـــافـــي لــلــرئــيــس األمـــيـــركـــي، جـــو بـــايـــدن، بــعــد الــقــمــة، شــــدد عــلــى أنــــه «ال نريد صدامًا مع الصن بل تنويع وتوجيه عـالقـاتـنـا مـعـهـا»، مضيفًا أن الــعــالقــات بن واشنطن وبكن يفترض أن «تتحسن قريبًا جـــدًا». وقـــال: «أسقطنا (املـنـطـاد) وتـغـيـر كل شـــيء فـــي مـــا يـتـعـلـق بـــالـــحـــوار. أعــتــقــد أنـكـم سـتـشـهـدون تحسنًا فــي الــعــالقــات فــي وقـت قـــريـــب جــــــدًا». بـــــــدوره، شــــدد رئـــيـــس الــــــوزراء البريطاني ريـشـي سـونـاك بعد الـقـمـة، على أن الصن تشكل أكبر التحديات التي تواجه األمـــــن واالزدهـــــــــار فـــي الـــعـــالـــم، لــكــن ينبغي على االقتصادات الـرائـدة األخــرى أال تسعى إلـــى االنــفــصــال الــكــامــل عـنـهـا. وقــــال سـونـاك لــلــصــحــافــيــن إن «الــــصــــن تــشــكــل الــتــحــدي األكبر في عصرنا لألمن واالزدهار العاملين. إنـــهـــا تــــــزداد ســلــطــويــة فـــي الـــداخـــل وتــوســع نفوذها على املستوى الـخـارجـي». وأضــاف أن بريطانيا ودول مجموعة السبع األخرى ستتبع نهجًا مشتركًا للحد مـن التحديات الــتــي تشكلها الــصــن. وقــــال: «األمــــر برمته يتعلق بالحد من املخاطر، وليس االنفصال. نــتــخــذ مـــع مــجــمــوعــة الــســبــع خـــطـــوات ملنع الـــصـــن مـــن اســـتـــخـــدام اإلكـــــــراه االقـــتـــصـــادي للتدخل في الشؤون السيادية لآلخرين». فـــي غـــضـــون ذلـــــك، كـثـفـت اإلدارة األمــيــركــيــة محاوالتها لتحسن العالقات بن حليفيها، كوريا الجنوبية واليابان، إذ كشف مسؤول أميركي كبير، أن بـايـدن دعـا رئيس الـــوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الــجــنــوبــي يــــون ســــوك يـــــول، لــعــقــد اجــتــمــاع ثـــالثـــي فـــي واشـــنـــطـــن، بــعــد اجــتــمــاع مـمـاثـل فـي هيروشيما، على هـامـش قمة مجموعة الــســبــع. ونـقـلـت وكــالــة «فـــرانـــس بــــرس»، عن املـــــســـــؤول األمــــيــــركــــي قــــولــــه، إن مـــوعـــد هـــذا االجتماع سيجري تحديده «قريبًا»، وأنه ال تتوافر أي تفاصيل أخرى حاليًا. وذكــــر الـبـيـت األبـــيـــض، فــي بــيــان، صـــدر عقب االجتماع، أن «الزعماء ناقشوا سبل النهوض بالتعاون الثالثي إلـى آفــاق جـديـدة»، بما في ذلــك التنسيق ملـواجـهـة «الـتـهـديـدات النووية والصاروخية غير املشروعة» لكوريا الشمالية. أمــــا وكـــالـــة «يـــونـــهـــاب» الـــكـــوريـــة الــجــنــوبــيــة، فـــأفـــادت بـــأن االجــتــمــاع تـــنـــاول خــطــة لـتـبـادل املـــعـــلـــومـــات بـــن الــــــدول الـــثـــالث حــــول إطـــالق الصواريخ من كوريا الشمالية. وقبل اإلعالن األميركي، قام كيشيدا ويون بزيارة تاريخية للنصب التذكاري للضحايا الكورين للقصف الــــنــــووي فـــي هــيــروشــيــمــا. وتــســمــم خــالفــات تاريخية مرتبطة باحتالل الجيش الياباني شبه الجزيرة الكورية بن عامي 1910 1945و الـعـالقـات بـن طوكيو وســيــول. وتتعلق هذه الــخــالفــات خـصـوصـًا بقضية «نــســاء املتعة» الــــكــــوريــــات، وهـــــو تــعــبــيــر مــلــطــف الســتــعــبــاد جــنــســي مـــارســـه الـــجـــنـــود الـــيـــابـــانـــيـــون خــالل الحرب العاملية الثانية 1939( ـ .)1945