اليمن يدرس تطبيق تجربة مصر الجمركية
متفرقات اقتصادية
تـــتـــصـــدر الـــقـــطـــاعـــات الـــخـــدمـــيـــة واإليـــــراديـــــة قائمة االهتمامات في اليمن، مع ارتفاع حدة الضغوط التي تتعرض لها الحكومة اليمنية واألطـــــراف السياسية املختلفة لـرفـع وتـيـرة اإلصالحات في هذه القطاعات والتوافق على منظومة عمل مشتركة للتعامل مع األزمـات االقتصادية املتعددة واملتفاقمة التي تواجها البالد. ويدرس اليمن عديد املقترحات املتاحة لتطوير منظومة العمل الجمركية، في ظل ما يتم تنفيذه مـن إجــــراءات وخـطـط إصالحية من ضمنها رفع سعر الدوالر الجمركي، وذلك بــهــدف وضـــع حــد لــالخــتــالالت والـــهـــدر التي تعاني منها هذه القطاعات اإليرادية وتردي منظومة العمل فيها. وتــــأتــــي االســــتــــفــــادة مــــن الـــتـــجـــربـــة املــصــريــة فــي مقدمة الـنـمـاذج املـوضـوعـة على طاولة الــحــكــومــة الـيـمـنـيـة الــتــي أوفـــــدت مـسـؤولـن وفنين في مصلحة الجمارك اليمنية لزيارة الـــقـــاهـــرة، لـــالطـــالع عــلــى الــتــجــربــة املــصــريــة ودراســة إمكانية االستفادة منها في العمل الـجـمـركـي. وقـــال مــصــدر مــســؤول مطلع في مـصـلـحـة الـــجـــمـــارك الــحــكــومــيــة، لــــ «الــعــربــي الجديد»، إن مصر تعتبر إلى جانب الصن ودبـي من أهـم الوجهات التي يعتمد عليها الـيـمـن بـشـكـل كـبـيـر فــي االســـتـــيـــراد، لـــذا فـإن من األهمية االستفادة من تجربتهم في هذا املـــجـــال لـتـطـويـر الـعـمـل الـجـمـركـي وتـوحـيـد منظومة النافذة الجمركية في اليمن. وتعرف الوفد الحكومي اليمني على طريقة العمل في املركز اللوجيستي بقرية البضائع فـــي مـــطـــار الـــقـــاهـــرة الــــدولــــي، ومــســتــودعــات جــمــرك 6 أكــتــوبــر الـــجـــاف، ومـعـهـد الـتـدريـب الـــجـــمـــركـــي، وغـــيـــرهـــا مـــن املـــنـــشـــآت الــتــابــعــة للجمارك املـصـريـة. كما اطـلـع وفــد مصلحة الجمارك على آلية العمل املتبعة في اإلدارة العامة للنظم الجمركية فـي مصر، وتعرف عـــلـــى تــطــبــيــق مـــنـــظـــومـــة الــــنــــافــــذة الــــواحــــدة ونظام التسجيل املسبق للشحنات واملشغل االقـــــتـــــصـــــادي املـــعـــتـــمـــد وأجــــــهــــــزة الـــفـــحـــص باألشعة وآلية العمل اإلداري. في السياق، يؤكد الباحث االقتصادي علي قايد، في تصريح لـ «العربي الجديد»، أن كل
هذه الخطوات سببها الضغط الذي تتعرض لــــه الـــحـــكـــومـــة الــيــمــنــيــة مــــن صــــنــــدوق الـنـقـد الـــدولـــي لـتـوحـيـد قـــنـــوات اإليــــــــرادات الـعـامـة ونوافذ املنظومة الجبائية باألخص النافذة الـجـمـركـيـة، واعــتــمــاد سـعـر الــصــرف السائد في السوق في احتساب اإليرادات الجمركية، وتسريع عجلة إصــالح إدارة املـــوارد العامة لـــلـــدولـــة ألجــــل تــعــزيــر الــحــوكــمــة الـــرشـــيـــدة، واالستخدام الكفء للموارد النادرة. وأكـــد مــســؤول فــي الـحـكـومـة اليمنية، فضل عدم اإلشارة إلى هويته، لـ «العربي الجديد»، أن هـــنـــاك عـــديـــد اإلجــــــــراءات والــخــطــط الـتـي تــــهــــدف إلــــــى تـــعـــزيـــز الــــشــــراكــــة مـــــع الـــقـــطـــاع الخاص وحل اإلشكاليات العالقة في بعض القطاعات العامة كالقطاع الجمركي، وذلك بــهــدف تـقـديـم الـتـسـهـيـالت الـــالزمـــة للقطاع الخاص وحمايته، باعتباره شريكًا رئيسيًا في التنمية واإلصالح االقتصادي الشامل. وأشــــار فــي هـــذا الـجـانـب إلـــى إقــــرار عـــدد من الـــســـيـــاســـات لـتـبـسـيـط اإلجـــــــــراءات فـــي كـافـة املنافذ السيادية، ومكافحة التهريب ومنع تحصيل أي رسوم غير قانونية.