Al Araby Al Jadeed

سورية: معضالت تعليمية دون حلول

- زهير هواري

يستفاد من تصريحات وزير التربية السوري دارم طباع أن عدد رياض األطفال بلغ ،2332 وتستوعب ما يقارب 133 ألف طفل وطفلة، فيما يبلغ عدد مدارس التعليم األساسي 9147 مدرسة تستوعب ما يقارب ثالثة ماليني و53 ألف تلميذ وتلميذة، في حني أن عدد مدارس الثانوي 1629 مـدرسـة وتـضـم 371 ألــف طـالـب وطـالـبـة، وعـــدد مـــدارس الـثـانـوي املهني 479 مــدرســة تستوعب 83 ألــف طـالـب وطـالـبـة. وهــي أرقـــام تحتاج إلى قــراءة تحليلية في ضـوء الـواقـع الديمغرافي، ومـا تعرض له من تهشيم في غضون الحرب املستعرة. وشهدت عملية إطـالق العام الدراسي في سورية ما يشبه االحتفاليا­ت املدرسية، والحديث عن املشكالت وكيفية التصدي لألعطاب، وهي مشكالت أكثر من أن تحصى وتعد، وتبدأ من رصــد الـخـراب الــذي أصــاب القطاع، إلــى التمزق الديموغراف­ي فـي البالد وتأثيراته على الباقني في بيوتهم، وعلى النازحني والالجئني. كل ما ورد ال يتعدى اإلشارة إلى أعداد املدارس املعطلة، دون التوقف عند اإلشــارة إلـى توافر الـكـوادر التعليمية للمدارس واملعاهد، واأللــوف منهم باتوا مهجرين. أقصى ما أشار إليه الوزير هو حديثه عن أعداد املدارس «غير املستثمرة». وعددها قارب الـ ،8733 منها 457 متضررة كليًا، أي إنها بحاجة إلى إعادة بناء كاملة، مع وعد بالعمل على تأهيل 400 بناء مدرسي خالل العام القادم الستثمارها ضمن العملية التربوية. لكن هذا جزء من املشكلة وليس كلها، فمن املعروف أن انهيار العملة جعل من رواتب األساتذة رمزية، وال تتجاوز في أفضل األحوال ما بني ‪60 –30‬ دوالرًا. أما بالنسبة لألهل وفي ظل حاجات التجهيز السنوي ألبنائهم من ألبسة ولوازم مدرسية وكتب فكلها بدت مستحيلة، خصوصًا متى تذكرنا أن تقارير لألمم املتحدة تقول إن أكثر من 90 في املائة من السوريني يعيشون تحت خط الفقر، في حني ارتفعت نسبة البطالة من 8 في املائة عام 2011 إلى 56 في املائة وهي إلى ازدياد. ولكن الظروف التربوية التعليمية تبقى األصل، فمثال شهدت نتائج الثانوية العامة فضيحة مدوية عندما اعترض على النتائج 70 ألف طالب وطالبة، ثبتت صحة ألف اعتراض منها على األقل. وتمثلت بعض األخطاء في نيل طلبة من املتفوقني درجات صفر في بعض املواد. التبريرات الرسمية تحدثت عن صعوبة الوصول إلى مراكز التصحيح، نتيجة شح الوقود وقلة وسائل النقل، والسهر لساعات طويلة في املراكز من دون كهرباء. والتصحيح على ضوء الهواتف املحمولة وغيرها. لكن 60 ألف معترض حكم عليهم بالرسوب. واملعضلة األكبر تتمثل في اعتماد كل منطقة من مناطق النفوذ مناهج مختلفة، وربما لغة مختلفة عن سواها، في تكريس النقسام وتفكك الخريطة الكيانية للدولة. فمنهاج التربية السورية الرسمي يدرس في املحافظات الخاضعة لقوات النظام، وال يطبق في مناطق سيطرة «قسد» وفصائل املعارضة في شمال غربي سورية.

(باحث وأكاديمي)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar