حراك عراقي الحتواء الغضب اإليراني
تدفع التهديدات اإليرانية بإعادة قصف مناطق في إقليم كردستان العراق مسؤولين عراقيين للتحرك بهدف احتواء غضب طهران
ينتظر أن يـــزور مستشار األمـــن القومي الــــعــــراقــــي، قــــاســــم األعــــــرجــــــي، الــعــاصــمــة اإليـــرانـــيـــة طـــهـــران، خــــالل األيــــــام املـقـبـلـة، لــبــحــث مـــلـــف ضـــبـــط الــــحــــدود املــشــتــركــة ونـــشـــاط الـــجـــمـــاعـــات الـــكـــرديـــة اإليـــرانـــيـــة املعارضة املتواجدة في إقليم كردستان الـــعـــراق، وفــقــا ملـــا أكـــدتـــه مـــصـــادر عـراقـيـة رفــيــعــة فـــي بـــغـــداد لــــ «الـــعـــربـــي الــجــديــد»، وذلـــــك بــعــد تــلــويــح مـــســـؤولـــن إيــرانــيــن بــــمــــعــــاودة قـــصـــف أهــــــــداف تـــابـــعـــة لـتـلـك الجماعات داخل العراق. ووفــــقــــا ملــــســــؤول فــــي مـــســـتـــشـــاريـــة األمــــن القومي العراقية بالعاصمة بغداد، يجري «حـــــــراك واســــــع مــــن قـــبـــل رئـــيـــس الـــــــوزراء مـحـمـد شــيــاع الـــســـودانـــي، مـــع مـسـؤولـي إقليم كردستان، بهدف إبعاد الجماعات اإليـرانـيـة عـن الــحــدود مـع إيـــران بمسافة كــافــيــة، ووقــــف تـحـركـاتـهـا عـلـى الـشـريـط مع إيران، ونشر الوحدات األمنية التابعة لــحــرس الـــحـــدود الــعــراقــي بــن الـبـلـديـن». وبـن أن قيادات داخـل «الحرس الثوري» اإليراني تدفع إلى التصعيد مجددًا ضد أنشطة األحــــزاب الـكـرديـة، وتـؤكـد وجـود تـــــــراخ مــــن بــــغــــداد فــــي تــنــفــيــذ تــعــهــداتــهــا بمنع أنشطة تلك الـجـمـاعـات، بما فيها اإلعــــالمــــيــــة املــــوجــــهــــة بـــالـــلـــغـــة الـــكـــرديـــة للمحافظات اإليـرانـيـة املــجــاورة للعراق، واملحرضة ضد النظام اإليراني». وكشف املسؤول نفسه عن زيـارة مرتقبة ملستشار األمـــن القومي إلــى طـهـران «من أجــل عــرض آخــر منجزات الحكومة على مستوى تأمن الحدود وكذلك الدفع إلى الحفاظ على التهدئة ومنع عودة القصف مجددًا على األراضي العراقية الحدودية». من جهته، قال مسؤول كردي في حكومة إقـلـيـم كــردســتــان الـــعـــراق، فــي اتــصــال مع «العربي الجديد» إن مسؤولن من إربيل سيتواجدون ضمن الوفد العراقي الذي سيرافق األعرجي. وأوضح أن «اإليرانين يتحدثون عــن اسـتـمـرار التسلل، لكن لم تقدم أي أدلـة حول ذلـك، والعراق مستمر بعملية تشكيل لــواء مسلح يتبع حرس الحدود إلكمال انتشاره على طول الحدود وبـمـسـافـة تـصـل إلـــى 160 كـيـلـومـتـرًا بن العراق وإيران من جهة إقليم كردستان». وكــــان قــائــد الـــقـــوات الــبــريــة فــي «الــحــرس الـــــثـــــوري» مــحــمــد بـــاكـــبـــور، قـــــال الــســبــت املاضي: «طالبنا العراق بطرد الجماعات املــســلــحــة املـــعـــارضـــة إليــــــران واملــتــمــركــزة عـلـى أراضـــيـــه، ومـنـحـنـا وقــتــا لــذلــك، وإال فـــإن هـجـمـاتـنـا سـتـسـتـمـر، وتـــم الـتـوصـل إلـــى اتــفــاق مــع الـحـكـومـة الــعــراقــيــة بنزع ســـالح الــجــمــاعــات اإلرهـــابـــيـــة املــتــواجــدة عـــلـــى أراضــــــــي هــــــذا الـــبـــلـــد ومـــغـــادرتـــهـــا، ونــحــن نـنـتـظـر وفــــاء الــحــكــومــة الـعـراقـيـة بالتزاماتها». فــي هــذا الـسـيـاق لفت وفـــاء محمد كريم، الـــــقـــــيـــــادي فــــــي الــــــحــــــزب «الــــديــــمــــقــــراطــــي الكردستاني» بزعامة مسعود البارزاني، في حديث مع «العربي الجديد»، إلـى أن «عـــــودة الــتــهــديــدات مـــن قـــيـــادات إيــرانــيــة بـــاســـتـــهـــداف قـــــرى فــــي إقـــلـــيـــم كـــردســـتـــان محاولة ضغط جديدة أو رسائل تذكير للعراق». وأشار إلى أن «األحزاب الكردية املـعـارضـة إليــــران داخـــل إقـلـيـم كـردسـتـان ليست لها أي أنشطة مسلحة داخل العراق حــالــيــا. نـــرى أن الــتــهــديــد غــيــر جـــدي ألن إيــران ال تريد إحــراج حكومة السوداني، وبنفس الوقت ستبقي على الضغط لدفع العراق إلى مزيد من اإلجـــراءات ضد تلك الجماعات».
سيرافق مسؤولون من أربيل األعرجي في زيارته إلى طهران
وفاء محمد كريم: التهديدات محاولة ضغط أو رسائل تذكير
مـــن جــانــبــه، قــــال عــضــو تــحــالــف «اإلطــــار الـتـنـسـيـقـي»، عـلـي الــفــتــالوي، لــ«الـعـربـي الــجــديــد»، إن هــنــاك «تـــواصـــال أمـنـيـا بن بـــغـــداد وطـــهـــران بــشــأن مــلــف الـجـمـاعـات الـــكـــرديـــة اإليــــرانــــيــــة املــــعــــارضــــة، ولــغــايــة اآلن هـــنـــاك تــعــهــد إيــــرانــــي بـــوقـــف قصف تـلـك الــجــمــاعــات وتــــرك الــتــصــرف لـلـعـراق حيالها». وأضــاف الفتالوي أن «حكومة الـــــســـــودانـــــي تـــعـــمـــل مـــــع حــــكــــومــــة إقـــلـــيـــم كـــــردســـــتـــــان عــــلــــى مــــنــــع انــــتــــقــــال أحـــــــزاب املعارضة إلى داخل إيـران، حتى ال يكون هــنــاك أي مــبــرر لــالعــتــداء عـلـى األراضــــي العراقية». فـــي املـــقـــابـــل، أوضـــــح الــبــاحــث فـــي الــشــأن األمني العراقي، سرمد البياتي في اتصال مـع «العربي الـجـديـد»، أن «املناطق التي تتواجد فيها األحـزاب الكردية املعارضة إليــــــــران حــــالــــيــــا، هــــي املــــنــــاطــــق الــجــبــلــيــة الـــــوعـــــرة، ويـــمـــكـــن أن يـــكـــون مــــن خــاللــهــا تسلل لبعض العناصر للداخل اإليراني من الـعـراق، ولهذا من املرجح جـدًا تنفيذ الحرس الثوري اإليراني ضربات جديدة خالل الفترة املقبلة ضد تلك األحزاب، إذا مــا تــم فــعــال رصـــد تسلل جــديــد». وأشـــار الـبـيـاتـي إلـــى أن «هـــذا املــلــف يـحـتـاج إلـى مــــفــــاوضــــات مـــطـــولـــة مــــا بــــن الــجــانــبــن اإليـــرانـــي والــعــراقــي، لحسم أزمـــة تـواجـد األحزاب الكردية اإليرانية، لكن حاليا فإن «الحرس الثوري» اإليراني يريد التعامل عسكريا معه عبر ضربات داخل األراضي العراقية بحجة اسـتـهـداف تلك األحـــزاب املعارضة». وتـــعـــرض إقــلــيــم كـــردســـتـــان نــهــايــة شهر ســبــتــمــبــر/ أيــــلــــول املــــاضــــي، إلـــــى قـصـف بـــــ37 صــــاروخــــا، بـــاإلضـــافـــة إلــــى طــائــرات مسيرة، استهدفت مقار األحزاب اإليرانية املعارضة في اإلقليم، وقد تسبب القصف بمقتل 13 شخصا وإصابة 58 آخرين. وكانت وسائل إعالم إيرانية، ذكرت في شـهـر أكــتــوبــر/ تـشـريـن األول املــاضــي، أن الــحــرس الـــثـــوري اإليـــرانـــي أعــلــن عن تـــوقـــف هــجــمــاتــه بــعــد تــدمــيــر األهـــــداف املــــــحــــــددة، وأن اســــتــــمــــرارهــــا ســيــكــون مـنـوطـا بـالـسـلـوك املستقبلي لسلطات إقليم كردستان العراق، مضيفا أنه «إذا اتخذ اإلقليم قرارًا معقوال وأوقف شرور الـــجـــمـــاعـــات االنـــفـــصـــالـــيـــة واملــنــاهــضــة إليـــــــــران، فــــــإن وقــــــف إطـــــــالق الــــنــــار هـــذا ســيــســتــمــر، وإذا لــــم يـــحـــدث ذلــــــك، فـــإن الحرس الثوري سيستأنف عملياته».