اتفاق يتيح للجيش األميركي تعزيز انتشاره قرب الصين
وقــعــت بــابــوا غينيا الــجــديــدة، أمــس اإلثـنـن، اتــفــاقــًا دفــاعــيــًا مـــع الـــواليـــات املــتــحــدة، يتيح للقوات األميركية الوصول إلى موانئ الباد ومــطــاراتــهــا، فـــي وقـــت تـسـعـى فـيـه واشـنـطـن جاهدة ملواجهة النفوذ الصيني املتزايد في منطقة الهادئ. ووقع وزير الدفاع في باباوا غينيا الجديدة وين باكري داكـي االتفاق مع وزيـــر الـخـارجـيـة األمـيـركـيـة أنـتـونـي بلينكن، قــبــل بــــدء اجـــتـــمـــاع أمـــيـــركـــي مـــع قـــــادة بــلــدان جـنـوب الــهــادئ الــجــزريــة الـــــ41 (بــابــوا غينيا الجديدة، جـزر كــوك، فيجي، كيريباتي، جزر مـارشـال، ميكرونيزيا، نــاورو، نييو، ساموا، جزر سليمان، باالو، تونغا، توفالو، فانواتو) فـــي الـعـاصـمـة بـــور مــوريــســبــي. وقــــال رئـيـس وزراء بـابـوا غينيا الجديدة جيمس مارابي خــال مــراســم الـتـوقـيـع: «أتــــم اتـفـاقـًا للتعاون الــــدفــــاعــــي»، مــضــيــفــًا أن الـــجـــزيـــرة «تـــرتـــقـــي» بعاقتها مع الواليات املتحدة. وكان مارابي قد أفاد األسبوع املاضي، بأن االتفاق سيمكن واشنطن من التحرك في مياه الباد في مقابل الوصول إلى األقمار االصطناعية األميركية، املخصصة للرقابة من أجل مواجهة «األنشطة غير القانونية فـي عــرض الـبـحـر». وتـابـع أن االتفاق لم يمنعه من التوقيع على اتفاقيات مشابهة مع بلدان أخرى بينها الصن. بـــدوره، أكـد بلينكن أن كل دولــة ستتمكن من الــصــعــود عـلـى سـفـن األخـــــرى وسـتـتـشـاركـان الــخــبــرات الـتـقـنـيـة وســتــســيــران دوريــــــات في الـــبـــحـــار بــشــكــل أفـــضـــل. وتــــابــــع: «نــعــمــل معًا لــــرســــم املـــســـتـــقـــبـــل. نــتــطــلــع كـــثـــيـــرًا لــانــتــقــال بشراكتنا إلــى املرحلة التالية». وإلــى جانب االتــفــاق الــدفــاعــي، تـعـهـدت الــواليــات املتحدة تقديم مبلغ قـدره 45 مليون دوالر إلـى بابوا غينيا الجديدة لدعمها في مكافحة الجريمة املنظمة والتغير املناخي واإليدز، إضافة إلى مــعــدات وقــايــة لجيشها، بـحـسـب الـخـارجـيـة األميركية. وأفـــادت الخارجية األميركية بأن االتــفــاق مــع بــابــوا غينيا الــجــديــدة: «سيعزز التعاون األمني وعاقاتنا الثنائية ويحسن إمكانات قوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة ويزيد استقرار وأمن املنطقة». وحضر بلينكن القمة مكان الرئيس جو بايدن الـــذي ألـغـى الرحلة للمشاركة فـي املحادثات املــرتــبــطــة بــســقــف الـــديـــن فـــي واشـــنـــطـــن. وتــم تشديد اإلجـــراءات األمنية في العاصمة بور مـــوريـــســـبـــي أمــــــس، إذ أغـــلـــقـــت طــــرقــــات فـيـمـا انتشرت مركبات فــرق املتفجرات فـي محيط مقر عقد االجتماع. كما تم تسيير دوريات في املياه القريبة. وزار قائد القيادة األميركية في منطقة الهندي ـ الهادئ األميرال جون أكينو ثكنة فــي مقاطعة أورو أمـــس حـيـث استقبل بعرض عسكري. لـــكـــن االتـــــفـــــاق دفــــــع أيــــضــــًا الــــطــــاب لـتـنـظـيـم احتجاجات في عدة جامعات، وفق ما ذكرت صحيفة «بوست كورير» التي تعد األكبر في بـابـوا غينيا الـجـديـدة، على خلفية املخاوف املرتبطة بمنحه القوات األميركية الكثير من السيادة عند بعض نقاط الدخول الرئيسية في الباد. وبـتـوقـيـعـه االتـــفـــاق األمــنــي مــع بــابــوا غينيا الـــجـــديـــدة، ســيــعــزز بـلـيـنـكـن أيـــضـــًا إمــكــانــات الـــواليـــات املــتــحــدة الـعـسـكـريـة لــانــتــشــار في املـــنـــطـــقـــة، إذ يـــتـــفـــاقـــم قـــلـــق واشـــنـــطـــن حــيــال الهيمنة الصينية املتزايدة في الهادئ، حيث تــحــاول كـسـب تـأيـيـد دول املـنـطـقـة مــن خـال مجموعة من الحوافز الدبلوماسية واملالية مقابل الدعم االستراتيجي. وسيطرت الصن على مناجم وموانئ في أنحاء منطقة الهادئ ووقعت العام املاضي اتفاقًا أمنيًا، لم تكشف تـفـاصـيـلـه، مــع جـــزر سـلـيـمـان يسمح للصن بنشر قوات في الباد. وتخشى الواليات املتحدة من أن يؤدي ازدياد النفوذ العسكري الصيني في جنوب الهادئ إلى تطويق منشآتها في غوام، ويعقد الدفاع عــن تـــايـــوان فــي حـــال غـزتـهـا الــصــن. وذكـــرت الصن الجمعة املاضي، بأنها تعارض «إقحام منطقة الدولة الجزرية الواقعة في الهادئ في أي مناورات جيوسياسية»، من دون اإلشارة تحديدًا إلى االتفاق أو زيارة بلينكن.