العدد 3186 السنة التاسعة Tuesday 23 May 2023
زراعة أسطح اإلسكندرية: غذاء صحي وحفاظ على البيئة تتكرر الدعوات في مصر لزراعة أسطح المباني التي أصبحت أحد المشروعات الصغيرة التي تشارك فيها فئات مختلفة كسبيل لمواجهة البطالة، وتجاوز تقلص الرقعة الزراعية
اسمه الحجاب اإللزامي في إيــران». تضيف أن كـــثـــيـــرات مــــن اِإليـــــرانـــــيـــــات مـــنـــذ فـــتـــرة ال يلتزمن بما هو معروف بالحجاب الشرعي املنصوص عليه في القوانني اإليرانية «من دون أن تتصدى لهن املؤسسات القانونية، والصحيح هو أال يتم هذا التصدي»، مشيرة إلى أن «ما هو سائد في إيران ليس الحجاب اإلجباري بل هو اللباس اإللزامي في حدود بات متعارف عليها مثل كثير من الدول». وتدعم مختاري خطة الشرطة اإليرانية في التصدي لظاهرة خلع الـحـجـاب، قائلة إن ما يعد على أنه إخفاقات للخطط السابقة بشأن الحجاب «ال يشكل مبررًا لعدم اتخاذ أي خــــطــــوة تــــجــــاه مــــن يـــرتـــكـــب مــخــالــفــات قانونية، فيجب أن تكون القوانني مسنودة بقوة قهرية فضال عن توضيح تلك القوانني بشكل صحيح». وتعزو الناشطة اإليرانية املحافظة أسباب خلع الحجاب الـيـوم فـي املجتمع اإليـرانـي إلــــى عـــوامـــل عـــــدة، مـنـهـا «االكـــتـــفـــاء حـصـرًا بـــاإلجـــراءات السلبية وضـعـف املـؤسـسـات، وكان ينبغي أيضًا اتخاذ إجراءات إيجابية وممارسة أنشطة ثقافية، فضال عن عوامل أخــــــرى، مــثــل الــهــجــمــة الــدعــائــيــة الــواســعــة للعدو وخلقه مفاهيم غير صحيحة حول الـــحـــجـــاب والـــلـــبـــاس الـــعـــرفـــي فـــي املـجـتـمـع اإليراني»، على حد تعبيرها. بـعـد الـــثـــورة اإلســالمــيــة عـــام ،1979 ألـزمـت الكثير من اإليرانيين وال سيما النساء يطالبون باحترام حقوقهم اإلنسانية أُرِسلت مسودة الئحة العفاف والحجاب التي تضم 9 بنود إلى الحكومة اإليـــــرانـــــيـــــات بـــــارتـــــداء الـــحـــجـــاب الـــشـــرعـــي بالتدرج وعلى مراحل عـدة، بـدءًا من داخل مؤسسات الـدولـة ثـم جــرى تعميمه خـارج الــبــيــوت وســـــن قـــوانـــني عـــــدة، مـنـهـا قــانــون الـحـجـاب والـعـفـة عـــام ،2005 والــــذي ينص على أن عقوبة عدم ارتداء الحجاب الشرعي تـــراوح مـا بـني دفــع غـرامـة مالية قـدرهـا 20 دوالرًا، والسجن ما بني 10 أيــام وشهرين، باإلضافة إلى 74 جلدة.
بدأ كثير من سكان محافظة اإلسكندرية، شمالي مـصـر، تحويل أسـطـح منازلهم إلى مساحات خضراء بغرض سد حاجة األســــرة مــن الـــخـــضـــراوات، وتـوفـيـر غــذاء صـحـي لـالسـتـهـالك الــيــومــي، فــضــال عن إمـكـانـيـة تـحـويـلـهـا إلـــى مــصــدر إضـافـي لــلــدخــل. وأطــلــقــت عـــدة جــهــات حكومية وأهـــلـــيـــة، فـــضـــال عـــن جــمــعــيــات لـحـمـايـة الـبـيـئـة، مـــبـــادرات لــزراعــة أسـطـح املـنـازل واملــبــانــي الـحـكـومـيـة والــخــاصــة، بهدف تحويلها إلـى ساحات منتجة ألصناف من الخضراوات والفواكه، فدعت مديرية الزراعة في اإلسكندرية لتنفيذ وتعميم الـــفـــكـــرة ضــمــن مــــبــــادرة لـتـحـسـني املــنــاخ الــبــيــئــي، والـــحـــفـــاظ عــلــى الـــصـــحـــة، كما بـــــدأت شـــركـــة مـــيـــاه اإلســـكـــنـــدريـــة حملة توعية حول األسطح الخضراء الصديقة للبيئة، مؤكدة أنها من أولى املؤسسات الــحــكــومــيــة الـــتـــي قـــامـــت بــــزراعــــة أسـقـف املـــحـــطـــات واملـــبـــانـــي، وأنـــهـــا تــعــمــل على زراعة أسقف خزانات املياه. ويقول ربيع رجــــــب، وهـــــو صـــاحـــب مــــشــــروع لـــزراعـــة أســـطـــح املــــنــــازل فـــي قـــريـــة أبـــيـــس بـشـرق اإلسكندرية، لـ«العربي الجديد»: «نجح املشروع في تحويل األسقف إلى مناطق منتجة للخضراوات والفواكه، وبتكاليف بسيطة، وكميات قليلة من املياه». بــــــدأ رجــــــب مــــشــــروعــــه فـــــي مـــنـــزلـــه الـــــذي بـــات أشـبـه بـلـوحـة فـنـيـة، إذ يـتـدلـي على الــشــرفــات والـــحـــوائـــط بــســاط أخــضــر من املــــزروعــــات والــــزهــــور، إلـــى جــانــب أنـــواع مــــن الــــخــــضــــراوات والــــفــــواكــــه، ونـــبـــاتـــات مختلفة األلــــوان واألشـــكـــال. ويـشـيـر إلـى أن «زراعــة األسطح لها فوائد اقتصادية كـــبـــيـــرة، مــنــهــا زيـــــــادة الــــدخــــل مــــن خـــالل بيع املحصول إن كـان كبيرًا، أو االكتفاء الذاتي من الخضراوات والفواكه إن كان املحصول صغيرًا، ووقــف نزيف األمــوال في الـشـراء، فضال عن توفير احتياجات املــــنــــزل الـــيـــومـــيـــة بــــخــــضــــراوات وفــــواكــــه طــــازجــــة، إضـــافـــة إلــــى الـــهـــرب مـــن تـفـاقـم الـــــغـــــالء». بــــــــدوره، اقـــتـــنـــع املــــوظــــف ولــيــد إبراهيم بفكرة االستفادة من سطح املنزل إلنـــتـــاج غــــذاء صــحــي خـــال مـــن املــبــيــدات، وحصل على دورات تدريبية متخصصة في زراعــة أنــواع النباتات والخضراوات الـــتـــي يــحــتــاجــهــا فـــي اســـتـــهـــالك األســـــرة. يــقــول: «لـــم أسـتـطـع تحقيق عــائــد مــادي مثل غيري برغم نجاحي في زراعة كثير من النباتات، ربما بسبب ضيق املساحة التي أقـوم بزراعتها، لكنني قـررت إنتاج مــحــاصــيــل بــكــمــيــات أكـــبـــر خــــالل الــفــتــرة املـــقـــبـــلـــة، وبـــــــدأت الــتــخــطــيــط مــــع صــديــق لديه مساحة أكبر، سنقوم بتخصيصها لزراعة نباتات طبية وعطرية باعتبارها مصدر رزق مهمًا». ويـرى منسق حملة زراعـة مليون سطح أخــضــر، أحـمـد حـنـفـي، أن هـنـاك أسبابًا عـــدة النــتــشــار فــكــرة زراعــــة األســطــح في الــفــتــرة األخــــيــــرة، إضـــافـــة إلــــى فــوائــدهــا االقــــتــــصــــاديــــة فـــــي مــــواجــــهــــة االرتـــــفـــــاع الـــســـريـــع فـــي األســــعــــار، فــــإن االســتــغــالل األمـثـل ألسطح املباني واملـنـشـآت يعزل األسطح عن حرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف، ويضفي منظرًا جماليًا، ويـــمـــنـــع وضـــــع املـــتـــعـــلـــقـــات الـــقـــديـــمـــة أو األثاث املتهالك الذي يشوه املظهر العام، ويــضــر بـالـبـيـئـة. ويـلـفـت حـنـفـي إلـــى أن «أهم معوقات زراعة األسطح هي تخوف الــبــعــض مـــن تــأثــيــر املـــيـــاه عــلــى املـــنـــازل، وهــــذا يـمـكـن تجنبه بــإتــبــاع اإلجـــــراءات االحـــــتـــــرازيـــــة. الــحــمــلــة تـــطـــرق األبـــــــواب، وتــــــدور عــلــى مــخــتــلــف املـــنـــاطـــق إلقــنــاع املواطنني بزراعة أسطح منازلهم، وتقدم لــهــم الـــبـــدائـــل لـلـتـغـلـب عــلــى مــخــاوفــهــم مــن خـــالل دراســـــات مـعـتـمـدة مــن جهات حكومية، ونتعاون مع مديريات الزراعة والـبـيـئـة، ومـــع إدارات األحــيــاء وغيرها مــن الـجـهـات لتذليل أيـــة عـقـبـات تـواجـه املواطنني، ونحلم باليوم الــذي تترسخ فيه الفكرة، وتصبح معتادة بني مختلف الشرائح االجتماعية، لكن األمـر يحتاج إلى وقت ليتحول الحلم إلى واقع». ويــؤكــد رئــيــس شــركــة مــيــاه اإلسـكـنـدريـة، أحــمــد جـــابـــر، تفعيل اســتــخــدام األسـطـح الـصـديـقـة للبيئة نــظــرًا ملـــا لـهـا مـــن شكل جـــــمـــــالـــــي، مــــشــــيــــرًا إلــــــــى أن املـــهـــنـــدســـني املـعـمـاريـني يستخدمون الـــزراعـــة لتزيني األســــطــــح املــخــتــلــفــة فــــي املــــــــدن، لــقــدرتــهــا املستدامة على زيـادة التنوع البيولوجي وتقليل استهالك الطاقة. ويضيف جابر: «مـــــن أهـــــم مـــمـــيـــزات األســــطــــح الـــخـــضـــراء أنها تصلح للمباني القديمة والحديثة، وزراعة األسطح لها فوائد منها إطالة عمر املبنى من خالل حمايته من األشعة فوق البنفسجية، وتقليل استهالك الطاقة ألنها تــوفــر عــــزال طبيعيًا لـلـمـبـانـي عـــن طريق امـتـصـاص الـــحـــرارة، والــــذي يـعـرف أيضًا باسم تأثير جزيرة الحرارة الحضرية». بـــــدوره، يــقــول وكــيــل وزارة الـــزراعـــة في اإلســــكــــنــــدريــــة، نـــبـــيـــل الــــشــــشــــتــــاوي، إن «املـــديـــريـــة تــنــظــم مـــحـــاضـــرات ونـــــدوات لتوعية املواطنني بطرق زراعة األسطح، وتـحـويـل املـسـاحـات بمختلف أبعادها إلى مزارع لتوفير الخضراوات الطازجة، وتــنــقــيــة الــــهــــواء مـــن الـــتـــلـــوث، وحــمــايــة البيئة. زراعة األسطح تحقق الكثير من الــفــوائــد الـبـيـئـيـة، مــن بينها التجميل، وخـــلـــق بــيــئــة نــظــيــفــة مــــن خـــــالل زيـــــادة الرقعة الخضراء، باإلضافة إلى التغلب على التغير املناخي.