Al Araby Al Jadeed

استهالك الفيديو يتضاعف ويهّمش الكتابة

- الرباط ـ حمزة الترباوي

تــــعــــ­يــــش الــــكـــ­ـتــــابــ­ــة فـــــتـــ­ــرة صــــعــــ­بــــة بــســبــب مـــــمـــ­ــارســـــ­ات إقــــصـــ­ـائــــيــ­ــة تـــتـــبـ­ــنـــاهــ­ـا مــــواقــ­ــع الـــتـــو­اصـــل االجـــتــ­ـمـــاعـــ­ي مـــن جـــهـــة، ومــحــرك الــبــحــ­ث الــرئــيـ­ـســي غـــوغـــل مـــن جــهــة أخــــرى. وبـحـسـب مــوقــع «سـيـمـيـلـ­ر ويــــب»، يتصدر «غـــوغـــل» املـــواقـ­ــع األكـــثــ­ـر زيـــــارة فـــي الـعـالـم، يليه «يوتيوب» ثم «فيسبوك» ثم «تويتر». وكــلــهــ­ا مـــواقـــ­ع تـــحـــار­ب الـــنـــص­ـــوص بسبب خوارزميتها، سـواء ملسايرة «تيك تـوك» أو الذكاء االصطناعي أو بسبب طبيعة بنائها. بــحــســب تـــقـــري­ـــر حـــالـــة اإلنـــتــ­ـرنـــت لــــــــ3­202، يقضي املـسـتـخـ­دم شـهـريـًا نـحـو 23 ساعة و82 دقيقة في الشهر على «تيك توك»، يليه مباشرة «يوتيوب» بــ32 ساعة و9 دقائق، وهـمـا تطبيقان يـعـرضـان الفيديو وليس الــكــتــ­ابــة، وحــجــم الـــزيـــ­ارات لـهـمـا ال يـقـارن بـــأي تـطـبـيـق تـــواصـــ­ل اجـتـمـاعـ­ي آخــــر. وال يحل فـي املرتبة الثالثة سـوى «فيسبوك» بـــ91 ساعة و34 دقيقة، وهـو الــذي يشاهد عـــلـــيـ­ــه املـــســـ­تـــخـــدم­ـــون 140 مـــلـــيـ­ــار فــيــديــ­و فــي خــدمــة «ريــلــز» الشبيهة بــ«تـيـك تــوك» يوميًا. والخدمة عنصر رئيسي تركز عليه استراتيجية «ميتا» فـي محاولة ملنافسة «تيك توك». يأتي ذلك في ظل توجه عاملي عـــــام نـــحـــو مـــزيـــد مــــن اســـتـــه­ـــالك الــفــيــ­ديــو. يقول تقرير عـام 2023 الــذي نشرته شركة الــتــســ­ويــق عــبــر اإلنـــتــ­ـرنـــت «أوبــــيــ­ــرلــــو» إن اســـتـــه­ـــالك الـــفـــي­ـــديـــو عـــبـــر اإلنـــتــ­ـرنـــت شـهـد ارتــــفــ­ــاعــــًا لــيــبــل­ــع مـــتـــوس­ـــط 17 ســــاعـــ­ـة فـي األســـــب­ـــــوع. ويـــشـــا­هـــد 91.8 فـــي املـــائــ­ـة من مــســتــخ­ــدمــي اإلنـــتــ­ـرنـــت فـــي جــمــيــع أنــحــاء العالم مقاطع الفيديو الرقمية كل أسبوع. ويــشــمــ­ل ذلـــك مــقــاطــ­ع الــفــيــ­ديــو املوسيقية

والــــبــ­ــرامــــج الــتــعــ­لــيــمــي­ــة ومـــقـــا­طـــع األلـــعــ­ـاب واملؤثرين وغيرها.

الفيديو تضاعف أربع مرات

الـفـيـديـ­و ال يــــزداد مـسـاحـة فـقـط مــن حيث االســـــت­ـــــهــــ­ـالك، بـــــل يــــأكـــ­ـل مـــســـاح­ـــة األنــــــ­ـواع األخـرى من املحتوى، بما في ذلك الكتابة. وفـق تقرير لــ«أوبـرلـو» حصة الفيديو من الــــزيــ­ــارات آخـــــذة فـــي االزديــــ­ــــاد، إذ أشــــارت

يشاهد %91.8 من مستخدمي اإلنترنت مقاطع الفيديو

تــقــديــ­رات ،2022 إلـــى أن 82 فـــي املـــائــ­ـة من زيـــــارا­ت اإلنــتــر­نــت الـعـاملـي­ـة جــــاءت مــن بث الـفـيـديـ­و وتـنـزيـال­تـه. واسـتـهـلـ­ك الـعـالـم 56 إكـسـابـاي­ـت (مـــا يــعــادل مـلـيـار غيغابايت) مــــن فـــيـــدي­ـــو اإلنـــتــ­ـرنـــت شـــهـــري­ـــًا فــــي .2017 وتضاعف هذا الرقم أكثر من أربعة أضعاف ليصل إلى 240 إكسابايت شهريًا في .2022 ال يقتصر األمر على زيادة استهالك مقاطع الــفــيــ­ديــو املــحــمـ­ـلــة. تــظــهــر دراســـــة أجـرتـهـا

شركة «سيسكو» لتكنولوجيا االتصاالت أن مـشـاهـدات مقاطع الفيديو الحية على اإلنترنت نمت بمقدار 15 ضعفًا في فترة الخمس سنوات من 2017 إلى .2022 وبسبب اإلقــبــا­ل الـعـاملـي لـأللـعـاب، جمعت املنصات الرائدة في هذا القطاع حوالي 7.2 مـلـيـارات سـاعـة مـن املـحـتـوى الـــذي شوهد خـالل الربع الثالث من عـام ،2022 بحسب موقع «ستاتيستا» لإلحصاء ات.

المحتوى المكتوب على الهامش

يــتــخــب­ــط املـــحـــ­تـــوى املـــكـــ­تـــوب بــــني عــراقــيـ­ـل تضعها منصات التكنولوجي­ا املختلفة، آخرها املفاجأة السيئة التي أعلنتها شركة «غــــوغـــ­ـل» فــــي مـــؤتـــم­ـــر املـــطـــ­وريـــن األخـــيــ­ـر. يـــعـــرف صــــنــــ­اع املـــحـــ­تـــوى أن «فــيــســب­ــوك» يكره الـروابـط بأشكالها، لـذا يقمع روابـط املـــقـــ­االت املـــنـــ­شـــورات فـــي املـــواقـ­ــع األخـــــر­ى. وأكدت «ميتا»، مالكة «فيسبوك»، أن روابط املقاالت اإلخبارية ال تتعدى 3 في املائة مما يـراه األشخاص حـول العالم في تايمالين املوقع األزرق. وفي حال فكر املستخدم في نشر النص مباشرة على «فيسبوك» يجب أال يزيد النص على 50 حرفًا فقط. ووفقًا لتحليل ملحرك «بازسيمو» عام 2016 ألكثر مــن 800 مليون منشور على «فيسبوك»، املــــشــ­ــاركــــا­ت الـــتـــي تـــحـــتـ­ــوي عـــلـــى أقـــــل مـن 50 حــرفــًا هــي «أكــثــر تحقيقًا للتفاعل من املنشورات املكتوبة الطويلة». ويـــعـــت­ـــبـــر «فـــيـــسـ­ــبـــوك» أن املـــحـــ­تـــوى الــــذي يتطلب جهدًا أقل لالستهالك والفهم يتمتع بـمـعـدالت مـشـاركـة أعــلــى، وذلـــك بـمـبـرر أن طـــول مـــدة قــــراءة الـشـخـص تــزيــد صعوبة االستيعاب والفهم، بحسب ما أورده موقع «هوت سوت».

 ?? (تومي/ )Getty ?? توجه عالمي عام نحو مزيد من استهالك الفيديو
(تومي/ )Getty توجه عالمي عام نحو مزيد من استهالك الفيديو

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar